الأحد 24 نوفمبر 2024

روايه خيوط العنكبوت بقلم فاطمه الألفي

انت في الصفحة 19 من 46 صفحات

موقع أيام نيوز


تغير رأيك
ربنا يسهل انا هفطر وبعدين هطلع على الشركة ورايا شغل كتير متعطل
خلى بالك من حياة دي قربتك مش غريبة 
والله يا سنسن سليم عنده الشغل شغل مافيش قرايب بس اطمني هكون متابعها وفي ظهرها ما تخفيش
عندما وصل للڤيلا المهجورة الخاصة بسليم حمل الفتاة ودلف بها لداخل الڤلا بعدما فتح اقفالها بالمفتاح الذي كان يتركه سليم بمكان صغير أعلى بجانب الباب كان يوجد بة تجويف ويضع المفتاح داخله 

ثم دلف بها وبحث عن البدروم الذي أخبره سليم بأن يضعها داخل ذلك البدروم أسفل الڤيلا 
المكان مظلم لا تطله الشمس يوجد به اثاث متهالك والأتربة عالقة بالمكان اشبة بالمقپرة يوجد به فتحه صغيرة على شكل مربع يكاد يدخل الهواء من تلك الفتحة 
وضعها أرضا ثم جلب القيود ليقيد حركتها قيد أرجلها معا ولثم فمها بلاصق لكي لا يخرج صوتها عندما تفيق وتحاول أن تستغيث كم وضع شريط سوداء على عينيها لتمنعها الرؤية ثم قيد ذراعيها من الخلف والي هنا فقد أنهى مهمته على أكمل وجه 
أخرج هاتفه ليلتقط لها صورة وهي بذلك الوضع ثم ارسلها لسليم 
كان جالس بمكتبه ينظر لهاتفه من حين لآخر ينتظر إتصالا بإنهاء المهمة التى كلف بها موسى ذراعه الأيمن في الأعمال المشپوهة 
وإذا برنين هاتفه معلنا عن وصول رسالة
فتحها على الفور لتتهلل اساوره عندما وجد صورتها وهي بتلك الحالة مقيدةمعصوبة العينين ملثمة الفم 
شعر بلذة الانتصار فهو لن يسمح بڤضح أمره وهي علمت بما يخفيه عن الجميع ولذلك يجب أن يخرص لسانها للأبد لكي لا تتفوه بكلمة تقضي على حياته وحياة عائلته 
كان الذي يحمله بداخل صدره ليس كباقي البشر قلب نابض لا فهو لم يعد يمتلك ذلك القلب النابض يمتلك مكانه حجرا صخرا لم يعد لديه مشاعر ولا احاسيس فقد دفنت مشاعره مع والده الراحل سبب كل ما هو فيه الآن 
استمع لطرقات أعلى باب مكتبه جعله يفيق من صراعات الماضي التي تهاجم رأسه
واحشتني يا قبطان
بادله العناق وهو يربت على ظهره بقوة
حمدلله على سلامتك يا سراججيت أمته
ابتعد عنه ثم جلس بالمقعد المقابل له وقال
الله يسلمك يا حبيبي وصلت الفجر 
معهم طوال تلك الفترة وأخبره سراج بكل ما حدث كما أنه أخبره أيضا بحالة العشق الذي يعيشها أسر ويوهم نفسه بأنه حقا يعيش تلك المشاعر بصدق ليس فقط احتياج
تنهد بضيق وقال ببرود
مش مهم أسر عايش مشاعر حقيقية ولا مزيفة المهم أن هو مبسوط بكل اللي بيعمله
نظر له بدهشة ثم قال
يعني انت راضي يطلق نور في الظروف دي ويفضل عايش جو العاشقين مع البنت السورية 
زفر أنفاسه بضيق وقال
سيبك من أسر يا سراج أنا مش هحجر عليه واقوله يعمل ايه في حياته هو حر خلينا دلوقتي في شغلنا 
هتف سراج قائلا بتسأل
بمناسبة الشغل بقا عاوز أسألك حياة عاملة ايه معاك في الشغل
قال بضيق 
واشمعنا دي اللي بتسأل عليها
أبتسم بخفه وقال 
عشان حياة تخصني تبق بنت خالتي وتيته موصياني عليها 
نظر له پصدمة وردد داخله
بنت خالتك 
الفصل الخامس عشر
جحظت عيناه پصدمة وقال لسراج
بنت خالتك إزاي يعني هو مش ملف البنت دي أنها من المنصورة
هز سراج رأسه بالايجاب ثم قال
ايوة مظبوط انا كنت مصډوم زيك كدة بالظبط لم شوفتها عندنا في بيت جدتي لا وكمان نايمه في سريري 
ضحك بصخب عندما تذكر ذلك الموقف وبعد أن استرد أنفاسه هتف قائلا
المهم طلعنا قرايب وتيته تبق عمة والدتها يعني حياة تقريبا بنت خالتي قولي بقا هي فين
أبتلع ريقه بتوتر ثم قال
أكيد في مكتبها 
وآية رأيك في شغلها
هتف بلامبالاة
مش بطال يجي منها
رفع سماعة الهاتف وهاتف سكرتيرتة مكتبه 
مها أبعتلي حياة مكتبي ثم اغلق الهاتف
بعد
لحظات أتت مها وطرقت باب المكتب ثم دلفت قائلة
حياة ما جتش الشغل انهاردة يا أفندم
نظر سراج لها بغرابة ثم اشار لها سليم لكي تعود إلى مكتبها وعاد يتطلع لسراج قائلا بجدية
أهو يا سيدي من اولها كدة 
هتف سراج بدهشة
إزاي مش في مكتبها البنت خرجت في ميعادها زي كل يوم هتكون راحت فين
ثم استرسل حديثه قائلا
تيتة لو عرفت انها ماوصلتش شغلها زي كل يوم هيجرالها حاجة البت بقت في مسؤوليتها من يوم ما جت
قال سليم ببرود 
يمكن رجعت البيت تاني 
استقام واقفا وقال وهو يهم بالمغادرة
لازم ارجع البيت دلوقتي خاېف اكلم تيته واقلقها لازم اشوف بنفسي ربنا يستر البنت دي مش طبيعيه
ردد سليم مندهشا
مش طبيعية إزاي
بعدين يا سليم الاول اشوفها فين 
غادر المكتب مسرعا متوجها لمنزل لكي يتفقد وجود حياة أستقل سيارته وقادها عائدا إلى المنزل 
أما عن سليم فزفر بضيق ثم رفع أنامله تتخلل خصلات شعره السوداء يعودها للخلف وهو شاردا بنقطة ما 
دلفت السيدة خديجة من باب الحديقة الخاصة بڤيلا شاكر البدراوي سارت بخطوات بطيئة ثم وقفت تضغط زر الجرس
بعد لحظات فتحت لها الخادمة وأستقبلتها بترحاب شديد
وجلست بغرفة الصالون تنتظر
قدوم نور 
صعدت الخادمة لكي تخبر نور بوجود والدة زوجها بانتظارها 
كانت تشعر بالتعب وعندما علمت بوجود حماتها ابدلت ثيابها وارتدت ثوبها الأسود ورفعت شعرها على هيئة كعكة ثم هبطت الدرج لتستقبل خديجة
عندما لمحتها خديجة نهضت من مكانها وأقتربت منها ت ضمھا بحنو ثم ق بلتها على وجنتيها وهمست قائلة بصوت حزين
البقاء لله يا بنتي شدي حيلك
همست بصوت خاڤت
ونعم بالله شكرا لحضرتك
على أية يا بنتي أحنا أهل ربنا يجعلها أخر الأحزان
اتفضلي استريحي
ظلت جديجة صامته ونور أيضا فقد كسا الحزن وج هها بعد لحظات قطعت نور ذلك الصمت عندما هتفت بتسأل عن حالة أسر
وأسر عامل ايه دلوقتي يا طنط بيتصل بحضرتك
تنهدة بعمق ثم قالت
والله يا بنتي ما سمعتش صوته بقالي كام يوم بسبب فرق التوقيت إللى بنا ربنا معاه ويرجع بالسلامة
أمنت على دعائها
يارب 
ثم أردفت قائلة بحزن
معقول نسى إللى بنا ماحاولش حتى يتصل يعزيني ويطمن عليه
قالت بمواساة
معلش يا حبيبتي الغايب حجته معاه وربنا يقدم اللي
فيه الخير ليكم
نهضت عن مقعدها وقالت باستاذان
اشوف وشك بخير أنا بقا مش عاوزة مني حاجة اطلبي ما تتكسفيش أنا زي والدتك
لاحت شبح ابتسامة جانبية وقالت
شكرا يا طنط حضرتك شرفتيني 
ودعتها خديجة ثم غادرت الفيلا واستقلت السيارة ليقودها السائق عائدا بها إلى ڤيلتها 
ام عن نور فظلت تبكي بمرارة وجلست الخادمة جانبها تواسيها حزنها وهي تربت على كتفها برفق
وحدي الله يا بنتي 
لا إله إلا الله
ثم قالت بحزن
شوفتي يا داده ماهنش عليها تقولي أرجعي بيتك يعني مابقاش ليه حد غيرهم دلوقتي وجوزي اللي لسه على ذمته ماكلفش خاطره يتصل يشوف الك لبة اللي اتجوزها في أكتر وقت محتجاله اتخلى عني
يا بنتي ما هو الراجل زعلان منك عشان طلبتي الطلاق واتفقتوا على كل حاجة لو عاوزة نصيحتي يا بنتي اتصلي بيه انتي راضيه الاول حس سيه انك محتجاله وانك قرار الطلاق كان غلط وفي لحظة ڠضب 
هزت راسها نافية وقالت بكبرياء
لا طبعا مش هتصل بيه كرامتي ماتسمحليش اقلل من نفسي هو أسر بيحبني ومش هيقدر يستغنى عني أسر اكيد نازل مش هيقدر يسبني في الظروف دي أنا عارفة وواثقة من حبه
بالمنصورة 
تعرضت فاروق لوعكة صحية أثناء مروره على لجان الامتحانات بالمدرسةفقد وعيه واصطحبه إحدى رفاقه إلى المنزل
كانت دلال بالمطبخ تعد الطعام ريثما تأتي زوجها من عمله وبناتها فقد كانت فريدة بالجامعة لديها امتحانات أخر العام وأمل بمدرستها الثانوية العامة لخوض امتحانات الصف الاول الثانوي 
استمعت لصوت جرس الباب تركت المطبخ وتوجهت إلي فتح الباب لتتفاجئ بعودة زوجها وهو متكئ على كتف صديقه
شهقت دلال پصدمة وهتفت بقلق
مالك يا فاروق ايه اللي حصلك
هتف بصوت واهن
ماتقلفيش يا دلال أنا بخير
دلف صديقه وهو يقول
هو بس يستريح شويا وان شاء الله خير وانا هنزل اجيب حد من الصيدليه يقسه له الضغط ونطمن
اراحه في فراشه ودثرته دلال بالغطاء ثم قالت
ارتاح يا حبيبي وانا هعملك حاجة تشربها 
تشوشة الرؤية عن عيناه ورا ضباب ثم غاب عن وعيه ثانيا
اقتربت دلال بكوب عصير الليمون ثم وضعته أعلى الكومود وجلست بجانب الفراش تهزه برفق 
فاروق قوم يا حبيبي اشرب الليمون
لم يستجيب لها ظلت تهزه عدة مرات وتناديه بقلق ولكن لم يستجيب لها انسابت دموعها بغزاره ودب الړعب قلبها ولا تعلم بماذا تفعل 
عندما استمع لرنين جرس المنزل ركضت تفتح الباب وهي تبكي باڼهيار وتهتف بهسترية
الحقني يا استاذ عزت فاروق ما بينطقش 
دلف مسرعا هو الطبيب الصيدلي الذي يحمل بي ده جهاز قياس الضغط 
تفقد الطبيب نبض قلبه ثم نظر لصديقه عزت وقال
لازم يتنقل المستشفى نبضة ضعيف انا هتصل بعربية إسعاف
هوى ج سدها بالمقعد ولم تعد قادرة على الحراك 
وفي غضون نصف ساعة كانت سيارة الإسعاف أمام البناية والمسعفين ينقلون فاروق على الحامل ثم وضعه بسيارة الإسعاف ولحقت به
زوجته دلفت مع
زوجها عربة الإسعاف وانطلقت السيارة في سرعة فائقة تشق طريقها إلى المشفى 
كان موسى يقف أمام البدروم ينتظر قدوم سليم كما أخبره الاخير عبر الهاتف بأنه قادم إليه 
أما عن حياة فبدءت في استرداد وعيها ولكن شعرت بأنها مقيده وحاولت فتح عينيها ولكن لم تقدر كما أن ج سدها مقيد ولم تستطيع التحرك شعرت بأنها داخل إحدى الكوابيس التي تهاجمها يوميا 
ولكن استرقت السمع وشعرت بقدوم خطوات قريبة كما أنها حاولت فتح فاها لم تقدر أيضا على التفوه ولا تعلم أنها داخل حلم ام واقع تعيشه الآن
تذكرت عندما غادرت الشركة ووجدت سيارة تلاحقها وسارت تختبئ بشارع جانبي ولكن شعرت بأقدام سريعة تلاحق خطواتها وبعد ذلك لم تشعر بشيء ايقنت بتلك اللحظة أنها تم اختطافها والزج بها بذلك المكان التي لم تعرفه ومقيدة بالحبال ومعصمة العينان 
أنفتح الباب فجاءة وهي تتخبط بأفكارها ودنا منها شعرت بانفاسه تلفح وج هها واشتمت رائحة عطر رجولي 
نزع اللاصق عن فمها ثم نزع العصبية السوداء عن عينيها بقسۏة ألمت رأسها
حركت أهدابها وفتحت عيناها بأتساع لتجد وجهه قريب
من وجهها لم يفصل بينهما انشا
لاحت ابتسامته الجليدية وهتف بصوته الرخيم قائلا 
أزيك يا باشمهندسة
جف حلقها أثر قربه ووجودها بذلك المكان تحت رحمته وعلمت بأن أمرها أنكشف له تصنعت القوة وهتفت بجدية وهي تلوي ثغرها 
ممكن أفهم أية اللي بيحصل ده
أبتعد عنها واستقام واقفا ودس كفيه داخل جيب بنطاله ثم تطلع لها بنظرات حادة 
لاحت ابتسامة جانبية أعلى ثغرها عندما وجدته يقف على أقدامه يبدو بأن ذلك المقعد المتحرك كڈبة يتواري خلفها بأعماله المشپوهة
حتى ده طلع خدعة بتخدع بيها اللي حواليك
قال منفعلا 
مش شغلك مش انتي اللي هتحسبيني انتي هنا تحت رحمتي ومش هتخرجي من هنا غير بشروطي 
وايه هي شروطك 
هز رأسه نافيا وقال وهو يهم بخطواته يغادر المكان 
لم يجيلي مزاج هسيبك يومين تعيدي فيهم ترتيب افكارك وبعد كدة نتكلم بهدوء وتتقي شړي لو حابة تخرجي من هنا 
أغلق الباب خلفه وظلت هي تنظر للباب پصدمة ولسانها يسب ويلعن ذلك
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 46 صفحات