الخميس 28 نوفمبر 2024

روايه خيوط العنكبوت بقلم فاطمه الألفي

انت في الصفحة 20 من 46 صفحات

موقع أيام نيوز


البغيض القاسې الذي يظن نفسه يملك الدنيا ومن عليها 
بعدما ترك البدروم تطلع لموسى قائلا بأمر
تفضل هنا ملازم ليها لو طلبت منك أي حاجة بلغني الاول البت دي مش سهلة وممكن تستخدم ذكائها وتوقعك فتح عينيك كويس وخلى المسډس ده معاك تهددها بيه بس عشان تخاف ومافيش اكل ولا شرب تفضل كدة عشان أوصل للي أنا عاوزة مفهوم

مفهوم طبعا يا باشا
عندما عاد سراج إلى المنزل تفاجئ بوجود جدته مع ثريا لازالوا يتحدثون عن الأعمال والاسحار
دنا من جدته قائلا
مساء الخير على الحلوين
مساء الفل عليك يا حبيبي بس خير رجعت علطول ليه 
حاول تبديل الحديث قائلا
انتو لسه شاغلين بالكم بالموضوع ده ثم استرسل حديثه قائلا
هي حياة رجعت من برة
لا يا حبيبي هي بترجع من الشغل على الساعة ٤كده 
قال بتأكيد 
يعني هي لسه مارجعتش بس أنا كنت في الشركة وحياة ما رحتش الشركة انهاردة
هتفت سناء بقلق
يا مصبتي إمال البنت هتكون راحت فين انا قولت البيت انهارده مش على طبيعتها انزل يا سراج دور عليها يا بني في المستشفيات ليكون جرالها حاجه استر يارب 
اقترح سراج بأن تتصل بها على هاتفها الاول 
طيب نتصل بيها نشوفها فين يمكن خرجت تتمشي شويا وراجعه
قالت سناء بتوتر
هاتي يا ثريا الدفتر اللي حياة مسجلة رقم تليفونها فيه سراج يكلمها
أسرعت ثريا بجلب الدفتر ثم أعطته لسراج الذي فتحه ووجدها مدونة رقم هاتفها واسمها جانبه
أخرج سراج هاتفه ودون رقمها ثم وضعه على أذنه لياتي على مسامعه بأن ذلك الهاتف مغلق زفر بضيق ونظر لجدته قائلا
فونها مغلق
انزل يا بني دور عليها في كل حته وطمني الله يسترك يارب تجيب العواقب سليمه يا رب 
بالفعل غادر سراج المنزل واستقل سيارته وقرر أن يتوجه إلى المشفيات أولا وبعد ذلك سيذهب إلى قسم الشرطة ليبلغ عن اختفاءها المفاجئ 
عودة إلى المنصورة 
داخل المشفى هاتف دلال بناتها واخبرتهم بأنهم بالمشفى فقد تعرض والدهم لوعكة صحية ات إلى المشفى مباشرة بعد الامتحانات 
حاوطتهما دلال بذراعيها من كل جانب وثلاثتهم يبكون بصمت ينتظرون خروج الطبيب ليطمئن قلبهم على وضع والدها 
بعد مرور ساعة غادر الطبيب غرفة العناية بعدما استقرت حالة فاروق فقد تعرض لجلطة بالدماغ أثر حزنه الشديد وارتفاع ضغط الډم ويجب أن يضل بالعناية المشددة لمعالجة الجلطة واستقرار حالته 
بعدما غادر الطبيب نظر لهم بأسى وقال
انا اسف بس وضعة غير مستقر وممنوع الزيارة 
هتفت دلال بحزن
طيب عرفني حالة ايه وآية اللي حصله
هو تعرض لضغط عصبي شديد وده تسبب في ارتفاع الضغط عنده وأثر على جلطة في شريان الدماغ الحمدلله عملنا اللي علينا وان شاء الله حالته تستقر 
ضمت بناتها لاحضانها وهتفت فريدة بحزن قائلة
لازم نتصل بحياة يا ماما عشان تيجي تشوف بابا 
هزت دلال راسها بالايجاب وقالت بصوت خاڤت
اتصلي بيها بس اوعى تقوليلها بابا تعبان قوليلها تيجي ضروري بابا زعلان بس وهي هتقدر تخرجة من الحزن
ده 
حاضر يا ماما 
ابتعدت فريده لكي تهاتف شقيقتها وتخبرها بضرورة الحضور لأمر هام 
بنيويورك
أنهى أسر كل الاوراق المتعلقة بسفر ميلانا كما أنه ذهب إلى السفارة السورية ومعه ميلانا لكي تستخرج قرار الموافقة على عقد قرانها بالسفارة السورية وتم تحديد موعد لعقد قرانهما بالسفارة 
أراد أن يسافر وهى زوجته ولكن حفل الزفاف سيقام في القاهرة وسط عائلته 
بعدما غادرو مبنى السفارة اصطحبها إلى نزهة 
قرر أن يستغل وجوده هنا لكي يذهب في جولة سياحيه وسوف يتفتل بشوارعها ويذهب الي تمثال الحريه لكي يلتقط لهم صور تجمع بينه هو وميلانا بالمكان الذي جمع بينهم
مدينة نيويورك واحدة من أجمل وأشهر المدن في العالم فتعد
السياحة في نيويورك مقصدا لكثير من السائحين سنويا ويرجع السبب في ذلك تعدد معالم نيويورك السياحية الهامة والبارزة وكذلك الأحياء التاريخية والمتاحف العالمية الشهيرة كذلك يقصد السياح مدينة نيويورك للتمتع برؤية عروض برودواي والتسوق وتجربة أشهر المطاعم 
أراد أن يكون أخر ذكريات تجمعهم بتلك المدينة ذكريات سعيدة لكي يحاول محو الذكريات الأليمة التي عاشتها ومرت بها كما أنها
نسي ألامه وعاش معها لحظات سړقت من الزمن لتسترخ داخل عقولهم للأبد 
أصنع اللحظات الجميلة لا تنتظرها
تطلعت حياة بتلك الغرفة الحبيسة داخلها لم تجد شعاع أمل يخلصها من ذاك المكان 
دلف ذلك الشاب الضخم البنية تلاقت أعينهم في لحظات صامتة انسابت دموعها وتطلعت أرضا
رق قلبه واشفق على حالتها عندما را الدموع تنهمر على وجنتيها شرد بملامحها الرقيقة الجذابة 
توردت وجنتيها بحمرة قانية أثر حزنها رفعت اهدابها ونظرت له بلمحة حزن قائلة بصوت مبحوح
ممكن أشرب
أبتلع ريقه بتوتر وتاه ببحور عيناها الخضراء الصافية وغادر الغرفة الضيقة وقرر أن يجلب لها الماء رغم إصرار سليم على عدم تناولها طعام أو شراب ولكن أشفق على حالها 
جلب لها كوب من الماء وقربه من فمها شعرت بالاحراج وهو يقرب المياة لترتشف القليل منها 
عاد تتطلع له ثم همست بصوت مكسور 
هفضل هنا كتير 
تنهد بضيق ثم قال بصوت رخيم
ماعنديش علم لم يأمر سليم باشا أنا عبد المأمور
عاد تهمس بتردد
ينفع تفكني عاوزة أدخل الحمام
حك عنقة بتفكير ثم أخرج الهاتف وسار بخطوات مبتعدة وقف على أعتاب البدروم وأجرا إتصالا هاتفيا برب عمله بعد لحظات اجابه سليم ببرود
ليستمع لصوت موسى يهتف قائلا
البنت طالبة تروح الحمام يا باشا اعمل ايه
زفر بضيق ثم قال
أوف موسى فكها خليها تروح وتفضل فوق دماغها ما تغبش عنك وترجع تقيدها تاني وكمان كمم بؤقها مش عاوز ۏجع دماغ كل شويا 
أغلق الهاتف ودلف الغرفة فك قيود قدميها ثم كفيها 
نهضت حياة ببطئ لشعورها بالأم متفرقة بأنحاء ج سدها سار موسى خلفها وهو يشهر السلاح في ظهرها وقال بصوت حاد
أي حركة غدر الړصاصة هترشق في ظهرك دي التعليمات إللي عندي
الفصل السادس عشر
ظلت حياة حبيسة بالمرحاض تحاول البحث عن مخرج لكي تفر هاربة من براثن ذلك الذئب الذي لا يعرف الرحمة 
ولكن لم تجد فرصة للفرار توضئت لكي تصلي ما فاتها من فروض وهي حبيسة بذلك المكان ثم غادرت المرحاض لتجد الشباب أمامها يتفحصها من رأسها إلي أخمض قدميها شعرت بالاحراج بسبب أنظاره المعلقة بها 
ساقها ثانيا إلي الكهف التي أطلقته على ذلك البدروم بسبب صغر حجمه والأتربة العالقة به وهو خلفها كالظل ملاصق لها 
تنهدة بعمق وعندما هم بتقيدها ثانيا نظرت له برجاء قائلة
ممكن اصلي الأول بعد اذنك
هز رأسه بالايجاب وتركها 
عادت تنظر له وهي تقول
هصلي وحضرتك واقف كدة بتراقبني
زفر بضيق ثم ترك البدروم وهو يسأل نفسه ماذا فعلت تلك الفتاة ليكون مصيرها هنا 
المكان غير مناسب للصلاه ولكن نزعت الجاكت التي كانت ترتديه أعلى الثوب البني وفرشته أرضا لكي تأدي فريضتها بخشوع وتناجي ربها بأن يخلصها من تلك المحڼة التي وضعت نفسها به ولكن هي لم تتربى على رؤية الخطأ دون أن تحاول أصلاحه لم تعتاد على كتمان الحقيقة وتدليس الحقائق وهذا الشخص غير أمين على ما أتمن عليه من أرواح 
كلما فتح الباب يجدها لازالت تصلي ظل قابعا أمام الباب ثم أخرج سيجارته يستنشق دخانها وهو يزفر أنفاسه بضجر 
حل الليل ومازال سراج يبحث عنها داخل المشفيات ولم يجدها إلى الآن ولا يعلم بماذا سيخبر جدته التي هاتفته أكثر من مئات المرات تبكي وتتسأل عن مكانها بقلق فهي المسئوله عنها وفي أمانتها 
وعندما قرر الذهاب إلى قسم الشرطة أتاه إتصالا من سليم يريد مقابلته وأنه ينتظره بحديقة الڤيلا خاصته 
تراجع عن الذهاب لقسم الشرطة وتوجها إلى سليم أولا
بعد مرور نصف ساعة صفا سيارته أمام الفيلا وترجل منها يدلف لداخل باحثا عن وجود صديقه
هتف سليم مناديا إياه
تعالى يا سراج أنا هنا
تقدم بخطوات بطيئة وجلس على المقعد وهو يزفر أنفاسه بلهث وهتف قائلا
ھموت من التعب خلاص مش قادر عمال الف من الصبح على كل مستشفيات مصر كلها ومافيش اي أثر لها هتكون راحت فين اتبخرت ولا الأرض انشقت وبلعتها
تسأل بلامبالاة
هي حياة لسه مارجعتش
هز رأسه نافيا
بقولك مالهاش اي أثر تيته
كل خمس دقايق تتصل ټعيط ومڼهاره خاېفة البنت يكون جرالها حاجه وبيني وبينك انا كمان بدأت أقلق كل يوم بنسمع عن حوادث بشعة ربنا يستر عليها 
ثم نظر له بجدية وقال
ماعندكش حد معرفة يخدمنا ويشوف حياة راحت فين انا كدة اتاكدت أنها في خطړ ممكن تكون اتخطفت البنت حلوة بصراحة وممكن تكون اتعرضت ل
نهض واقفا عندما توصل تفكيره لتلك النقطة هل من الممكن أن يكون تم خطڤها والاعتداء عليها ثم تركها مقتولة أو مذبوحة كما يسمع كل يوم عن تلك الحوادث
هتف سليم بجدية
استنى بس هتروح فين دلوقتي أنا أعرف حد مهم هتصل بيه بس جهزلي صوره ليها عشان اكيد هيطلب يعرف مواصفاتها
صدح رنين هاتفه جلس رغما عنه ونظر لسليم قائلا
تيتة بتتصل للمرة المليون مابقتش عارف ارد اقول ايه
رد عليها وطمنها واسالها لو معاها صورة ليها هتفدنا كتير في البحث عنها
أجابها بهدوء 
أيوه يا تيتة اطمني هي اكيد بخير مادم مالهاش وجود في اي مستشفي يبقي هي
بخير
هتفت پبكاء مرير
بخير إزاي دي بنت ومختفية من الصبح ومانعرفش عنها حاجة لحد دلوقتي كمان أمها كلمتني وفاروق تعبان في المستشفي وحالته خطړ يا بني وبتقول كل لم يفوق يسأل عن حياة وانا طمنتها وقولتلها هننزل الصبح معاها أتصرف يا حبيبي عشان خاطري 
حاضر يا
تيتة هتصرف ماتقلقيش مش راجع البيت غير وحياة معايا 
ثم أردف قائلا
ماعندكش صورة ليها تفيدنا دلوقتي
لا يا بني 
طيب يا حبيبتي ممكن تهدى وأنا ربنا يقدرني ويعترني فيها 
أغلق الهاتف ونظر لصديقة بأسي
ابوها تعبان في المستشفي وكاننه حاس س بيها وطالب يشوفها ده غير أن تيتة أكدت لوالدتها أننا هننزل لهم المنصور الصبح قولي بقا يا قبطان أتصرف إزاي في الورطة دي
هتف سليم بجمود 
بقولك هتصرف أنا ما تشغلش بالك
في المنصورة 
داخل منزل شريف 
مازال طارق حبيس لغرفته يشعر بالضيق بعدما لجأت له حياة ورفض أن ينصت لها وأن يشاركها الحديث كما كان يفعل سابقا عندما تلجأ له 
شعر بالندم والتسرع في صدها وظل يتردد على مسامعه صوتها الحزين وهي تخبره بأنها لن تلجأ له ولو كانت ټصارع المۏت 
عند هذا الحد انتفض من فراشه وتوجه إلى شرفة غرفته استد بساعديه على السور ثم قرر الاتصال بها وسوف يترك أي خلاف على جانب الآن عليه أن يطمئن عليها 
ولكن استمع لصوت أذان الفجر فقرر التحمل إلى أن تشرق الشمس وسوف يحاول الاتصال بها لمعرفة ما المشكلة التي تواجهها 
ظل واقفا بالشرفة يراقب هطول الأمطار ولاحت ابتسامة جانبية عندما تذكر حياة وهي بعمر السابعة مرتدية ثوب أحمر قصير يصل إلى بعد ركبتيها بقليل وشعرها البني على هيئة ضفيرة السنبلة وتضع باخرة شريطة حمراء على شكل فيونكة وعندما هطلت الأمطار ركضت تغادر منزل العائلة ووقفت أمام البناية بمنتصف الطريق وفردت ذراعيها الصغيرتين وظلت تدور كالفراشة
 

19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 46 صفحات