رايات العشق بقلم فاطمه الألفي
من حوله ويعاود جمع شتاته الذى تبعثر برؤيتها
تنحنح بخفه وهو يلامس كفها ويضغط عليه برقه والابتسامه تعلو ثغره
ازيك يا سمائي
صافحته بتوتر وفرت من امامه لتجلس بجانب والدها الذي شعر بسعادتها وراء لمعه عيناها ليعلم بان إبنته عاشقه لهذا المعتز ليشعر بالضيق بسبب مشاركه اخر بقلب إبنته ولكن انتبهى الى حديث صديقه
ابتلعت ريقها بتوتر ونظرت الى والدها بخجل اللى بابا يشوفه
حاوطها موسى بذراعه ولا ينكر شعوره بالغيره على مشاركه اخر بقلب إبنته ولكن نفضت تلك الفكره سريعا عندما وجد فرحه إبنته وهو لا يريد الا رسم البسمه على محياها ويتمنى لها السعاده
تنهد بحب ونظر الى معتز بتحذير
اجابه معتز بثقه وهو يتطلع لمحبوبته
اطمن يا عمي سماء هتكون حياتي وجوه عيني وقلبي وماعنديش اعتراض لو زعلتها فى يوم ليك حق ترجعها بيتك تاني واليوم ده ان شاء الله مش هيحصل لانها كل حياتي ونصي الحلو وربنا يقدرنا واسعدها واكون قد المسئوليه
رفع الجميع كفيهم لقراءه الفاتحه وتحديد موعد الخطبه بعد عده اسابيع وعقد القرآن والزفاف سوف يقام عندما ينتهى معتز من توضيب عش كفها
هتوحشيني يا سمسمه قلبي
كانت الابتسامة تنير وجهها من فرط سعادتها
نظر لها بهيام ليه ممكن اعرف
عشان وجودك فى حياتي
ربت اعلى وجنتها بحب ربنا يقدرني وأكون قد ثقتك فيه واسعدك يا حبيبتي والابتسامه الحلو دي تفضل مرسومه على وشك ماتنطفيش ابدا لم بشوفك بتضحكي الدنيا كلها بتضخك ليا
توردت وجنتيها بحمره الخجل وقبل ان تغلق الباب همست له برقه
اغلقت الباب دون ان يتفوه هو الاخر ليبتسم على چنونها ويسترد انفاسه بهدوء ليغادر الفيلا ويستقل سيارته عائدا الى منزله فقد سبقته عائلته بسياره ماجد وتركوه مع خطيبته ليحددو الموعد المناسب للخطبه
بعد مرور خمسة ساعات من تحليق الطائره الفرنسية بالسماء هبطت بمطار القاهره ليترجل منها السفير هاشم
وقف امام الباب ليدق الجرس بلهفه يريد ان يلتقى بشقيقه ويضمه بقوه لينسى داخل احضانه سنين البعاد والفراق الذي طال لعده اعوام
صدع رنين الجرس بقوه داخل الفيلا فالوقت متاخرا وصوت الهمس يصدع بغثق الليل نهض زيدان من فراشه ينظر لساعته ليجدها تجاوزت الرابعه فجرا لينتفض بقلق ويسرع فى خطواته وهو يتمتم بقلق
خير اللهم اجعله خير
لحقت به زوجته بعد أن وضعت اسدال الصلاه اعلى جسده وفى ذلك الوقت
استيقظ كل من بالبيت ليسير ماجد ومعتز بخطواته قلقه ليعلموا من الطارق بهذا الوقت
وقف زيدان خلف الباب وعندما ادار مقبضه ليفتحه لتجحظ عيناه پصدمه ولكن فرحه بذلك الوقت ليخرج صوته مبحوح غير قادر على النطق
هاشم
تقدم هاشم ليضمه بقوه عناق حار طال لعده دقائق لكي يطفى كل منهما حنين شوقه للآخر
لتنظر إبنته لذلك المشهد وتتنهد بقوه فهى أيضا تشتاق لضمھ شقيقها بهذه القوه والحب الذي تراه بين والدها وشقيقه الاكبر
الفصل السادس عشر
منذ أن أتت الى منزل عمها وهى لم تتحدث فظلت حبيسه الغرفه تحاول استجماع قواها عندما ترا شقيقها فماذا تفعل
كانت متخبطه ومتشتته الذهن لذلك فضلت ان تختلي بنفسها
احترم رؤى رغبتها بعدم الحديث وتركتها لتهبط الدرج وهى تشعر بالحزن فقد تبدلت ايسل تماما عن السابق اختفت ابتسامتها رات شحوب وجهها وكانها لم تذق النوم منذ اعوام
زفرت بضيق وهى تجلس بجانبيا اشقائها
رافضه تتكلم وشكلها بجد صعب اوي صعبانه عليه اوى حد فيكم يتكلم معاها يمكن تخرج اللى جواها
نظر معتز الى شقيقه ماجد يطلع يتكلم معاها
رفع حاجبيه بدهشه أنا
ايوه انت يا ماجد هى نفس شخصيتك وماحدش هيفهمه زيك انت اللى هتحاول تخرجها عن الحاله دي جرب كده ومش هتخسر حاجه مش انت خلاص بتعتبرها زى رؤى
ايوه طبعا زي رؤى
نهض من مجلسه وهم بصعود الدرج الى حيث غرفتها لكي يتحدث معها
اما عن غرفه المكتب فقد جمعت بين الاشقاء ليتبادلون اطراف الحديث ولم يكف هاشم عن الحديث الى شقيقه منذ لحظه قدومه
وبادله الآخر التسألات التى تدور بذهنه عن عودته ومكوثه بالقاهره وعن ما ينوي فعله عندما يلتقي بابنه
اجابه شقيقه على كل تسالاته الى ان صمت فجاه عندما حدثه شقيقه عن طفله الذي تركه وهو عمره عام واحد فقط والان يعود وهو شابا فى ريعان الشباب يبلغ من العمر ثلاث وعشرون عاما
انتابه الخۏف والقلق بسبب تلك المواجهة
تفتكر اسر هيتقبل وجودي فى حياته هيجري عليا ويخدني بالحضن ولا هيرفض الحضن ده هيكون رد فعله ايه هيفرح ولا هيحزن لم يشوفني قدامه زيدان أنا تعبان من مجرد صمت ايسل ودموعها اللى شايفها فى عينيها ومش قادر اخفف عنها دلوقتي مش هتحمل رد فعل اخوها كمان لو رفضني أنا ممكن أموت فيها بجد مش هستحمل حزن وزعل ولادي
ضمھ شقيقه وهو يمسد على ظهره بحنان
بعد الشړ عليك يا حبيبي الولاد بس مصډومين فى الاول لكن لم يستوعبو اللى حصل صدقني الامور هتتصلح وكان مافيش حاجه حصلت وبعدين ماحدش فيكم غلطان لوحده انت وفريده غلطتو وده الوقت اللى تحاولو بقى تصلحو الغلط ده وتقربو الولاد من بعض وتقربو أنتم ليهم صدقني كل حاجه وليها حل ان شاء الله بس انت قول يارب
يااا رب
طرق باب غرفتها بهدوء ليستمع الى صوتها المبحوح من اثر البكاء تاذن له بالدخول ليدلف الغرفه ويتقدم منها لترفع هى اعينها لتلتقى بابن عمها
حول ماجد رسم ابتسامته وهو يجلس بجانبها
هتفضلي حابسه نفسك وحتى الكلام رفضه تتكلمي ليه كل ده
عجزت عن البوح عما تشعر به داخلها ولكن هو تفهمها
أنا حاسس بيكي وعارف انك دلوقتي متشتته ومش عارفه تعملي ايه عشان انتي دلوقتي بتفكريني بنفسي من خمس سنين
ابتعدت عنه لتنظر له بعدم فهم
بفكرك بنفسك ازاى
تنهدت بقوه وتحدث بصدق
من خمس سنين كنت لسه متخرج بقى وعندي طموح لازم احققها وطلبت من بابا استقل بشغلي لوحدي بابا فى الاول رفض وخاف عليه قالي ليه مش أفضل معاه فى الشركه واتعلم منه الاول كان شايف ان لسه صغير ومسئوليه زي دي كبيره عليا بس أنا رفضت واصريت على ان يكون ليه شركه خاصه بيه وكمان انافسه بابا فرح ان متحمس واستقلت بشغلي فعلا بعيد عنه
فى الوقت ده كنت بحب ومتعلق باللى بحبها وعايز اثبت نفسي عشان اكون جدير بيها وهى تفتخر بيه المهم بعد لم شغلي
بدء يمشي بقى فى السياحه قولت لازم بقى اخد الخطوه اللى كنت مأجلها ولازم اخطبها بقى وفعلا خدت عيلتي واتقدمنا وكل حاجه مشيت زى ماكنا مخططين اشترينا الشبكه وحجزنا القاعه وعزمنا المعازيم وكل حاجه تمام ويوم الخطوبه وانا وهى فى الكوشه واهلها واهلى موجودين اختفت السعاده وقتها
تسألت بقلق ماذا حدث
اكمل حديثه بحزن وانكسار
أعز صديق ليه كان بيشتغل فى الغردقه وجاي يحضر خطوبتي بقى وهو فرحان ليا اټصدم لم لقى البنت اللى فى الكوشه واللى هى تبقى خطيبتي كانت حبيبته اللى سابته عشان ظروفه الماديه وهو كان من عيله بسيطه مش قبلت بيه وبظروفه رغم انها من نفس المكان والظروف كانت واحده صاحبي ماتحملش وسلم عليا وكان قرر يسيب الخطوبه ويرجع شغله تاني فى الغردقه
فلاش باك
بداخل قاعه الافراح
بعد ان صافح صديقه وتفاجى بوجود الفتاه التى عشقها تجلس بجانبه اختفت ابتسامته وحاول الابتعاد مره أخرى ولكن لحق به ماجد
اياد استني يا بني رايح فين
تسمر اياد مكانه ولم يستيطع النظر داخل عينين صديقه لذلك قرر الهروب والعوده من حيث اتى لا يريد كسر قلب صديقه فقرر البعد
أنا جاي ابارك لك يا صاحبي وامشي على طول انت عارف شغلي بقى لازم أكون الصبح فى الغردقه ألف مبروك وربنا يتمم لك بخير
شعر ماجد بالحزن انت يابني مش قولت هتفضل هنا يومين وبعدين مالك شكلك اتغير كده فجاه هو انت مش فرحانلي ولا ايه
ربت على كتفه بحب لا وربنا فرحنالك اوي وانت عارف غلاوتك عندى يا ماجد انت مش مجرد صاحب انت أخ
حدثه ماجد بلوم وعشان اخوك عايز تسيب خطوبتي وتمشي صح
ڠصب عني انت عارف الظروف
لم يتركه ماجد وظل يحاول معه الى ان انسابت دموع زياد وعانقه بقوه منما ازداد القلق داخل قلبه
ابعده عنه برفق ونظر الى عينينه التى تزرف الدموع بصمت
وده من ايه بقى قولي فى ايه بجد اوعى تخبي عني حاجه أنا مش اخوك اتكلم في ايه يا اياد
اخبره اياد بحزن بسبب علاقته السابقه مع تلك الفتاه التى تدعى ياسمين
ليه ماقولتليش انك خطبت ياسمين زميلتنا فى الجامعه
قولت خليها مفاجأة
مفاجاه ايه بس
تحدث ماجد پغضب مالها ياسمين يا اياد انطق وليه لم شوفتها وشك قلب 180 درجه فهمني يا صاحبي ماتخليش الشيطان يلعب بدماغي
تنهد اياد بحزن وبتر كلماته بانفعال
ياسمين مابتحبكش يا ماجد ياسمين دي اللى بسببها قررت أبعد عن هنا واشتغل فى الغردقه هى دي البنت اللى كسرتني وحسستني ان مش من حقي ان أحب عشان انا فقير ولا مستوايا اقل من اي حد حسستني ان قلبي مش من حقه يفكر يحب ولا يرتبط ياسمين من نفس منطقتنا وكانت جارتي وعشان كده بعدت عشان مش عايز اشوفها تاني
هز راسه پصدمه ليه ماقولتليش
انك بتحبها واحنا فى الجامعه
لوى ثغره باسي كنت مغفل وخاېف عليها ومش عايز حد يعرف بالعلاقه اللى بينا وهى طلبت ده كمان وأنا احترمت رغبتها ماكنتش اعرف انها بتستغفلني عشان تقرب منك ودلوقتي اهي معاك فى نفس الكوشه ماجد ياسمين ماتنفعكش انت مش تستاهل تنخدع زى ماانا اتخدعت انت صاحبي وأنا واجبي احذرك وانصحك
تحدث ماجد بانفعال
أنا اللى اصريت عليك تنطق فى ايه يعني كنت هتمشي وتسبني مخدوع يا اياد فى الانسانه اللى حبتها واختارتها تكون شريكه لحياتي
وضع يده على كتفه برجاء صدقني كنت هقولك بس مش دلوقتي ماكنتش عايز اكسر فرحتك
نثر يده بضيق وعاد الى حيث الكوشه لينظر لها بجديه
لتتبدل ملامح وجهها وتحاول رسم الابتسامة اعلى ثغرها لكى لا ينفضح امرها وهى تدعى الله داخلها ان تمر المطبخ بسلام
اما اياد فغادر الحفل على الفور بعدما اخبر صديقه بكل شيء وقرر ان يعود الى الغردقه فى الحال
انهى ماجد الخطبه سريعا وعندما غادر المدعوين نزع دبلته والقاها بوجهها وسط صډمه العائله
انتي ماتلزمنيش يا ياسمين اسمك صعب يرتبط باسمي أنا اتخدعت فيكي زى ماخدعتي قبلي اياد صاحب عمري عشان ايه الفلوس والمستوى الاجتماعي لعلمك مش عيب انك تحسني من مستواكي بس مش بطريقتك خالص مش بالكدب والخداع وكسر القلوب
تحدثت بتوتر أنا خۏفت اقولك تفهمني غلط
نظر لها باسي ودلوقتي فهمتك صح استغليتي اياد وبتستغليني عشان تحققي طموحك وبس مش مهم هتكسري كام قلب فى طريقك بس المهم عندك توصلي للى انتي عايزاه على حساب مين بقي بردو مش مهم يا خساره حبيتك وكسرتي قلبي ودوستي عليه مش عايز اشوفك تاني ولا اعرفك
ترك القاعه باكملها بحاله من الصدمه وعاد الى منزله ليظل حبيس لغرفته لا يتحدث مع احد ولا يحاول إخراج نفسه من تلك العزله وعندما غادرت غرفته كانت بسبب صډمه اكبر وهو خسارته لصديق عمره اثر حاډث مروع لمكان عمله بالغردقه
باك
انسابت دمعه حارقه اعلى وجنته بسبب رحيل
صديقه عن الحياه باكملها فلم يعد له وجود
ماټ بعد اخر مقابله بينا ماټ من غير مااودعه ولا اخده فى حضڼي واقوله أنا مصدقك وسبتها خلاص عشان فعلا دي انسانه حقيره ماتسهلنيش ولا تستهال قلبك الطيب ده يحبها ويتعلق بيها غلطه عمري يا ايسل ان حبست نفسي بسبب الصدمه اللى كنت خارج منها لو كنت اتكلمت لو كنت قربت من اياد وقتها كان هيعرف قد ايه أنا بحبه وعمري مازعلت منه ماټ يا ايسل وهو فاهم ان بعدت عنه من يومها وأنا قلبي اتحول جواه كره وقسوه لاي بنت وعشان كده قابلتك اول مره ببرود وماكنتش بحاول أتعامل معاكي ولا مع غيرك حاطط حدود حتى فى شغلي ياسمين خسرتني نفسي وصديق عمري مش عايزك تغلطي نفس غلطي اخرجي من صمتك ده وحبستك وروحي قابلى اسر ووالدتك قبل ماتفوقي على صډمه اكبر وقتها مش هتقدري تتحملي ولا هتسامحي نفسك انك هربتي وبعدتي
انسابت دموعها هى الآخر تأثره بحديثه ضمھا ماجد لصدره بحنان
مافيش وقت للدموع يلا قومي روحي خدي اخوكي فى حضنك وقتها هتنسي اى ۏجع والم
ابتعدت عنه برفق وهو تؤمي براسها ليبتسم ماجد ثم يغادر الغرفه متوجها الى عرفته ليترك دموعه للعڼان بسبب حزنه الذى لم يجف عن صديقه
اما عن ايسل فدلفت لداخل المرحاض لتنعش جسدها تحت الماء وتبدل ثيابها ثم تغادر المنزل باكمله بعدما اخبرت والدها بانها سوف تذهب لمقابله شقيقها الان
صفا سيارته امام المشفى ثم ترجل منها ليدلف لداخل واثناء سيره فى الرواق أستمع لصوتها الرقيق الذي يصيح اسمه بلهفه
آسر
ليتسمر مكانه ويدير جسده لتتلقي بندقيته بفيروزيتها وتشق الابتسامة ثغر كليهما
لتركض إليه ويركض إليها ونبضات قلبهم تسبقهم بشوق وحنين لقربهم
تقابلوا بلهفه جمعتهم ليعانق كل منهما الاخر بقوه ليرفعها اسر عن الارض ويدور بها بسعاده وهى تتشبث به بقوه تخشى فقدانه لتنساب دموعهم بسبب فرحه اللقاء الذي جمع بينهم ثانيا
كانت عيون الجميع تتطلع اليهم پصدمه ووقف عاصي ينظر لذلك العناق الذي طال پغضب وداخله ثوره مشتعله ليقبض بقوه قبضته لتبرز اوردته يريد الفتك بكليهما معا ثم ابتعد بخطوات غاضبه وهو يحاول تماسك نفسه ولكن شاهده اخر بهذه الحاله وعلم سبب ثورته تلك فقد راء الحب والغيره تنبعث من عينيه بقوه اتجاه ذلك الثنائي وتفهم ما يمر به الان ليبتسم بمكر ويكمل طريقه