صفوان القلب
بابتسامه بريئه لتجثوا على ركبتيها بابتسامه مشابه لابتسامته وقالت
اذيك انا سلمى .. وانت اسمك أيه
يوثف .
لتتسع ابتسامتها وهى تقول
الله اسمك حلو اوووى .
ليمسك طرف حجابها وهو يقول
عارف بابا قالى ان اسمى احلى اسم فى الدنيا علسان ماما الى اخترته ... انت قريبه امو دون
لتبتسم لكلماته الصادقه الطفولية وهى تقول
وقبل ان تقول شيء اخر استمعت لصوت رجولى و قوى يقول
دى المربيه بتاعتك يا يوسف .
نظر لها يوسف وهو يقول
بجد ... يعنى انت بتحبينى ... مش هتزعلى يوسف خالص .
شعرت بغصه مؤلمھ بقلبها .. ان ذلك الصغير يذكرها بنفسها يوما
ربتت هلى وجنته بحنان وهى تقول
ليضحك الصغير بصوت عالى وهو يقول
بيه .... داده صفيه كمان بتقول لبابا بيه ... هو انت هتبقى خدامه هنا فى البيت علشان كده بتقوليلى يا بيه
كادت ان تجيبه لتسمع ذلك الصوت من جديد سقول بأمر
يوسف مليون مره قولتلك مفيش حاجه اسمها خدامه عندك .... لازم تحترم كل الناس
هو معاه حق ما احنى فعلا خدامين .
كان خلدون يتابع ما يحدث .... بعيون طفل اراد يوما من يحن عليه يقبله يضمه ... وايضا بقلب رجل قسى وتجلد بسب كل ما عاناه ولكن روحه مازالت تبحث عن ذلك الحضن الكبير .... يشفق عليها بشده ... وېخاف عليها ايضا .. بقلمى ساره مجدى ولكنه يعلم جيدا انها هنا فى بيت صديقه فى أمان .
تعال نلعب انا وانت على بابا وسلمى ما يتكلموا شويه .
وخرج سريعا كانت مازالت على جلستها ليقول لها
هتفضلى قاعده كده كتير .
لتنتبه على حالها وتقف سريعا ... منحنيه الرأس فى خجل وخوف
ظل ينظر اليها ثم قال بهدوء
تعالى ورايا
وتحرك سريعا لتسير خلفه باقدام من هلام دلف الى غرفه المكتب وجلس خلف مكتبه واشار لها ان تجلس امامه ... جلست فى صمت تنتظر ان تستمع لما يريد قوله ولكنه ظل صامت لبعض الوقت يراقبها بعيون كالصقر .... لقد لامست به وتر حساس ... يشعر بالمسؤليه تجاهها وكأنها ابنته ... يشعر بقلبها المرتجف ويتمنى لو يستطيع ان يضمه ويربت عليه ويطمئنه .
يوسف اغلى ما املك ... وعلشان كده انت هيبقا عليكى مسؤليه كبيره جدا ... يوسف محتاج ام ... تحب وتحن .. تعلم وتربى ... تلعب ودادى ... تعاقب وقت اللزوم ... لكن كمان بحنيه ... هتقدرى تعملى ده .
ابتسمت بحزن وهى تقول بصوت ضعيف
امى وابويا ماتوا وانا عندى عشر سنين .... فاكره ماما لما كانت تخدنى فى حضنها بعد ما اغلط واروحلها معيطه تفضل حضنانى جامد لحد ما اسكت وبعدين تفهمنى غلطى ... وتحكم عليا بالعقاپ المناسب .... فاكره انى كنت بنفز العقاپ وانا فرحانه .... فاكره لما كانت بتقعد جمبى تحكيلى حكايه قبل النوم ... فاكره لما كنت برجع جرى من المدرسه علشان اترمى فى حضنها .... فاكره كل كلمه ولمسه وحضن ... فاكره كل نصيحه .. فاكره احساس الأمان بين ضلوعها الى كنت بستخبه فيه وقت خوفى .
انا فاهمه يوسف بيه مفتقد ايه ... وربنا يقدرنى اعوضه .
كان يتألم لالمها مع كل كلمه تقولها حتى قالت كلمه بيه ... اعتدل فى جلسته وهو يقول
اسمه يوسف ... وانت صحيح بتشتغلى هنا فى البيت مربيه ليه .. لكن ده مش معناه ابدا انك تقوليله يا بيه .... مش هقولك اعتبريه ابنك لكن على الاقل اخوكى الصغير ... ولازم تخليه يحترم الكبير وانت اولهم مفهوم
نظرت اليه نظره امتنان وهى تقول
مفهوم .
وقف على قدميه ليقول
مرتبك 5000 جنيه ... وطبعا انت مقيمه معانا هنا فى البيت ... ليكى اى طلبات تانيه
كانت فارغه الفاه تنظر اليه پصدمه كاد ان يضحك عليها بسب تلك العيون المفتوحه على اتساعها وفمها ايضا ليقول وهو يوليها ظهره
اقفلى بؤك ده بدل ما دبانه تدخل فيه ولا حاجه .
لتغلق فمها وهى تقول
ده كتير او يا بيه
صمت لثوانى ينظر اليها بتمعن جعلها تشعر بالارتياك بسب نظراته ليقول وهو يضع يده فى جيب بنطاله قائلا
لا مش كتير ولا حاجه .... دلوقتى هخلى داده صفيه تطلعك الاوضه بتاعتك وهى للعلم جمب اوضه يوسف وفى ما بينهم باب داخلى كمان ... وتعرفك كل الحاجات الخاصه بيوسف .
ضغط على ذر موجود اسفل المكتب
لتحضر سيده فى عقدها الخامس مهندمه الملابس والشعر تقف باحترام وهى تقول
تحت امرك يا صفوان بيه .
رفع صفوان حاجبيه بملل لقد سمع تلك البيه الذى يكرهها اكثر من ثلاث مرات اليوم ولكنه قال بهدوء
اعرفك يا داده ... الانسه سلمى مربيه يوسف الجديده
نظرت اليها السيدة بهدوء وعلى وجهها ابتسامه هادئه وقالت
اهلا بيكى يا بنتى .
اهلا بحضرتك
جاوبتها سلمى بخجل
ليقول صفوان
عايزك تعرفيها على البيت ... وعلى اوضتها واوضه يوسف .
لتهز صفيه راسها بنعم واشارت لسملى بالخروج امامها
خلال ساعه كامله كانت سلمى علمت كل شيء يخص يوسف ... وفى نفس ذلك الوقت كان صفوان يجلس مع ولده وخلدون فى الحديقه حتى حضرت الخادمه الاخرى فى المنزل واسمها عبير قائله
الفطار جاهز يا بيه .
دلفوا ثلاثتهم الى غرفه الطعام ليجدوا سلمى هناك ايضا تقف بجوار الكرسى الذى يجلس عليه
يوسف
ركض اليها الصغير لتحمله يين ذراعيها بابتسامه حانيه وقبله على وجنته وهى تقول
يلا علشان تفطر
هز رأسه بنعم
لتجلسه فى مكانه وامسكت بالصحن التى اعدته سابقا من اجله وبدأت فى اطعامه ليلاحظ الرجلان وقفتها فينظر خلدون لصفوان يننظر رده فعله
الذى لم يتأخر بها وهو يقول
واقفه ليه يا سلمى اقعدى علشان تعرفى تاكليه
رغم تنفيزها لأمره الا ان ذلك لم يرضى خلدون الذى انحنى على صديقه قائلا
وهى مش هتفطر .
نظر له صفوان بهدوء وهو يقول
اكيد هتفطر ... بعد ما تفطر يوسف .
نظر له خلدون باندهاش ولكن صفوان لم يهتم ... واكمل تناول طعامه فى صمت .
كانت تداعب الصغير وهى تطعمه تقبله ... تداعب انفه بقليل من الكاتشب ... كان الرجلان يتابعاها بتركيز ... وعلى وجه صفوان ابتسامه اطمئنان ... وخلدون ابتسامه حنين وتمنى .
انتهى الصغير من طعامه وقد انهى صحنه بالكامل لتحمله سلمى وهى تغادر غرفه الطعام وصعدت الى غرفته غسلت له وجه ويديه واجلسته على سريره وابدلت له ملابسه ... وجلست بجانبه يلعبان
انتهى الرجلان من طعامهم وشربا قهوتهم وجلسى فى الحديق وهى لم تنزل حتى الان .
نظر خلدون لصفوان وهو يرفع حاجبه ليضحك صفوان بصوت عالى وهو يقول
مش هشكرك على فكره .. لانه ابنك زى ما هو ابنى .
ليبتسم خلدون وهو يقول
ربنا يكرمك يا صفوان .... انا ديما بحس انك اخويا حقيقى .
لينظر