صفوان القلب
له صفوان بابتسامه هادئه دون كلام نظر خلدون فى اتجاه البيت وهو يقول
هما ناموا ولا ايه
لا بس تلاقى يوسف قاعد بيرسم
لم يكمل الجمله ليجد يوسف يركض فى اتجاههم يمسك بيده الكره وهو يقول
مين الى هيلعب معايا ... علشان سلمى مش بتعرف تلعب كوره .
ليقول صفوان باندهاش
انت مش المفروض تكون بترسم دلوقتى
سلمى قالتلى ... نلعب شويه رياضه .... وبعدين ارسم .
لينظر لسلمى باندهاش معجب يجدها تنظر ارضا ... وقف خلدون سريعا وهو يقول
يلا يا بطل انا هلعب معاك ... بقالى كتير ..ملعبتش .. بس لازم تخاف منى انا معنديش ياما ارحمينى
ليضحك الصغير بصوت عالى وهو يلقى الكره ارضا ويركض خلفها ويركض خلدون خلفه لتتحرك سلمى وتدلف الى الداخل بصمت .
فى المساء تناول يوسف عشائه وخلد الى النوم بعد ان قصت عليه قصه صغيره ودلفت الى غرفتها لتنام عاد صفوان مساء ليجد صفيه تضع له طعام العشاء فسالها عن يوسف وسلمى قصت عليه كل ما حدث بعد ذهابه الى العمل هو و خلدون
لينظر لها باندهاش لتكمل هى قائله
وما شاء الله يوسف استجاب ليها بشكل كبير .
هز رأسه بنعم وهو يشكر صديقه فى عقله
ولكنها اكملت قائله
بس دى كانت مكسوفه اوووى ... ومكنتش راضيه تاكل بالعافيه اكلت مع يوسف حاجه بسيطه خالص .
مرت ايام كثيره حاله يوسف النفسيه تتحسن ... يبتسم يمارس الرياضه ... اصبح يذاكر يوميا .... تحسنت رسوماته
وايضا لم يشعر هو براحه كتلك الذى يشعر بها الان فالبيت اصبح به حياه ... يسمع دائما صوت ضحكات ولكنه ايضا يلاحظ تحفظ سلمى الدائم خجلها المستمر .... بقلمى ساره مجدى و عدم تناولها الطعام فى حضوره ابدا .... دائما تتجنب الوجود فى محيطه رغم انه فى اوقات كثيره يستمع لصوت ضحكتها المميزه من غرفه يوسف وحين يدلف الى الغرفه تصمت تماما وتنزوى حتى ينتهى من الاطمئنان على ابنه ويغادر.... كان يشعر ان هناك شيء خطئ او ناقص لكن لا يستطيع تحديد ما هو
ربت على رأسه وهو يقول
فى ايه يا حبيبى ... مالك بټعيط ليه وفين سلمى
ليشير له يوسف الى الاعلى ليركض صفوان الى الاعلى ليجد سلمى مسطحه ارضا فاقده الوعى .
نعم .. نعم .
اتصلى بالدكتور بسرعه .
تحركت سريعا وفى خلال دقائق كان الطبيب يعاينها فى حضور صفيه ... وكان صفوان ويوسف يقفان بالخارج حين حضر خلدون ايضا قائلا بقلق
فى ايه يا صفوان ايه الى حصل .
نظر له صفوان باندهاش وقالى
انت عرفت منين .
احتضن خلدون يوسف وهو يقول
يوسف كلمنى ... مالها سلمى
قبل ان يجيبه خرج الطبيب من الغرفه وهو يقول لصفيه التى لحقت به
الاكل الى قولت عليه ... والادويه دى فى معادها
ليقول صفوان
خير يا دكتور
قال الطبيب بهدوء
فى الحقيقه هى ضعيفه جدا كمان من الواضح انها مش بتتغذى كويس
نظر خلدون لصفوان پغضب وعينيه مليئة بالشړ
ليقول صفوان باهتمام
الحاله خطيره يعنى محتاجه مستشفى
لينفى الطبيب سريعا وهو يقول
لالا الموضوع مش مستاهل ... هى بس ترتاح وتاكل كويس والادويه الى كاتبها تخدها فى موعيدها وان شاء الله هتكون كويسه
انزل خلدون يوسف ارضا ليركض الى الغرفه وامسك خلدون صفوان من ملابسه وهو يقول
البنت أمانه عندك وانت تجوعها .
ليمسك صفوان يد خلدون يبعدها عنه بقوه وهو يقول
انت اهبل يلا ... هو انا بقعد فى البيت ... وكمان كنت موصى صفيه عليها ... صحيح عارف انها بتنكسف وخجوله لكن ما تخيلتش انها طول المده دى مش بتاكل كويس .تنهد خلدون وهو يقول
البنت غلبانه اوووى يا صفوان .. واظن انها مراعيه ابنك والدليل على كده حبه ليها وخوفه عليها .... ارجوك خلى بالك منها .. دى امانه ربنا هيسألك عليها
وغادر دون كلمه اخرى .ليصدم عند الباب بفتاه قصيره القامه بملابس محتشمه ظل ينظر اليها بتلك العيون التى تشبه السماء الصافيه على بشره خمريه قالت بخجل
انا اسفه والله مكنتش اقصد .
ليبتسم وهو يقول
حصل خير .... بس انت مين بقا .
اخفضت رأسها وهى تقول
انا جايه لجدتى
لينظر لها باندهاش لتكمل قائله
تيته صفيه .
ليبتسم وهو يقول
ااااه ... تمام نورتى ... اتفضلى .
ثم نادا بصوت عالى قائلا
داده صفيه .
لتقترب صفيه وهى تقول
نعم يا ابنى .. شمس
قالت الاخيره باندهاش لتقترب منها شمس قائله
اذيك
يا تيته
خير يا بنتى فى حاجه ولا ايه
لتشعر شمس بالخجل ليقول خلدون بهدوء
ايه يا داده ده ... فى حد يقول كده .. اومال فين اهلا و سهلا نورتى وحشتينى .. كبرتى واحلويتى .
ليقول الاخيره بلهجه غريبه استشعرتها شمس ولكنها لم تتكلم باى شيء ليشعر بخجلها فغادر بعد ان حياها بأدب
اقتربت صفيه من حفيدتها وضمتها بحب شوهى تقول
تعالى يا حبيبتى اجبلك عصير وتقوليلى جيالى ليه .
دلف صفوان الى غرفه سلمى ينظر اليها وهى نائمه ويفكر
انها ملاك برئ ... رقيقه وصغيره الحجم
انها تلمس به منطقه بعيده فى روحه قد اخفاها بعد مۏت هدى .... ولكن تلك الملاك تصر على ان ټقتحم وحدته ... تبدد حزنه ... تنير قلبه الذى اظلم بعد غياب شمسه وحب حياته .... كلمات خلدون مازالت ترن بعقله ... هى امانه عندك ليقول بصوت هامس
وقلبى امانه عندها .
ربنا هيسألك عليها ليقول
وهى كمان ربنا هيسألها عن قلبى الى سرقته
ظل جالس بجانبها ويوسف بين ذراعيه نائم
فى الصباح فتحت سلمى عيونها تنظر حولها بهدوء تشعر ان هناك شئ خاطئ ولكنها لا تفهم سبب ذلك الشعور رفعت راسها لتعتدل لتفتح عيونها على اتساعهم بقلمى ساره مجدى
وهى تجد صفوان جالسا على الكرسى الكبير المواجه للسرير نائم وبين ذراعيه يوسف وضعت يدها على رأسها لتتاكد من وجود حجابها لتتنهد بارتياح ولكنها قطبت جبينها بتفكير ماذا يفعل هنا انزلت قدميها على الارض وقبل ان تقف سمعت صوته الناعس يقول
خليكى مكانك
نظرت اليه بخجل ليقول وهو يعتدل قليلا وبهدوء حتى لا يزعج يوسف الغارق فى النوم
ارجعى نامى وارتاحى ... الدكتور قال كده امبارح
نظرت اليه بعدم فهم وهى تردد باندهاش
دكتور
فى تلك اللحظه استيقظ يوسف لينزل عن قدم ابيه ويركض اليها قائلا
انا كنت خاېف عليكى اوووى .... يا ... ماما
نظرت له باندهاش ثم نظرت الى صفوان پخوف لتجد تعابيره عاديه لتبتسم بساعده وهى تحتضنه بقوه وهى تقول
ما تخفش يا حبيبى انا كويسه
ثم نظرت لصفوان وهى تقول
والله اول مره يقولى كده .
ليشير لها بيده قائلا
هو قالها