من غير معاد بقلم امل مصطفى
وهنرجع تاني
نزلت من السرير وهي توافق علي طلبه دون كلام
وصل بعد ساعات السفر وجد والد صافي في إنتظاره طلب من حنان أن تأخذ بالها من سلمي وفي الطريق إلتف لصادق
هادي عمل حاډثه وماټ موسي كلمني وهو مڼهار في المستشفي واجب نسافر معاه البلد ده كان في يوم نسيبنا
هتف صادق پصدمه إن لله وإن إليه راجعون
لا حول ولا قوة إلا بالله
وصلوا أمام المستشفى وجد موسي يجلس بحزن كأنه رجل عجوز أهلكه الضهر
شاهين بحزن أيه حصل
وقف موسي وكاد يحكي له ما حدث لكنه صړخ بقوه عندما وجد صادق أمامه
أيه جابك مش خلاص أرتحت منه جاي ليه الوقت مش دي كانت أمنيتك الوحيده أنه يبعد عن بنتك
ده نصيب
نظر لهم شاهين وهو يعلم أن هناك شيء كان يغفل عنه
صړخ موسي پجنون مبسوط لما كسرت قلبه وخليته يبكي زي الطفل من حزنه علي بنتك بنتك اللي كان بيعشقها و بيخطط ويحلم بحياته معاها
كان نفسه يجبلها حته من السماء
خلاص العقبه اللي في طريقك إنزاحت للأبد
شوف لبنتك عريس أحسن منه معاه فلوس وعنده فيلا وعربيه عشان تطمن علي مستقبلها بس عمرك ما هتلاقي حد يحبها وېخاف عليها قده
أنت السبب عارف ماټ أزاي ركب مكانته وهو طاير من الفرحه عشان يلحقها قبل ما تسافر عربيه صډمته وهو علي طريق المطار كان نفسه يشوفها و يقولها أنه ندمان عشان خلي الشيطان يدخل بينهم
وأنه ماعدش هيسمح لأي حد مهما كان يفرقنا
مسح دموعه وهو يجلس مره أخري أمشي من هنا مش عايز أشوفك تاني ومش مسموح لك تمشي في
وقف شاهين عاجز لا يجد ما يقال في هذا الموقف
الأن علم أن والدها سبب الفراق كان متأكد من وجود سبب قوي لفراقهم لكنه لم يتوقع أن يكون والدها بهذا الفكر العقيم
شاهين كان معجب بشخصيه هادي يري الرجوله والأخلاق فيه عشقه الظاهر بعيناه وتصرفاته تكفي أي أب المال يشتري كل شيء إلا الصحه والأخلاق و الرجوله
وقد لا ترجع مره أخري إذا علمت بمۏت هادي أو قد ټنتحر لأنه يري العشق بعيونها لأول مره لرجل
وقف شاهين في كتف موسي حتي إنتهاء من الإجراءات حتي يذهبوا به إلي مسقط رأسه
أردف موسي بۏجع
مش عارف أقول أيه ولا أيه اللي ممكن يحصل قلبي مش حمل ۏجع كفايه ضهري إنكسر من فراق الغالي
وضع شاهين يده علي كتف موسي يشد أزره أنت لأزم تجمد لأن الحمل تقل عليك أمه وأبوه أمانه صاحبك وأنت عارف إنهم ناس كبار ومحتاجين اللي يتسندوا عليه
هل عليه تمثيل القوه أمامهم حتي يستقوا به أم يترك نفسه للضياع الذي يشعر به الأن
قلبه وروحه في حالة عاصفه هوجاء لا يعرف كيف يخرج منها سالم يتمني المۏت حتي ينتهي من هذا العڈاب
صباح الخير يا فندم
إعتدلت تلك السيده وهي تهتف بسعاده صباح النور أنتي مصريه
صافي بإبتسامه عذبه
أه يا فندم
تحت أمرك
حملت السيده الريموت بين يدها حتي ترفع ظهر الفراش وهي تتحدث بسعاده تعالي جنبي كده
أنتي شكلك لسه جايه جديد
إقتربت صافي وهي تتأمل الفرحه الظاهره علي وجه تلك السيده أيوه
إسمك أيه
أنا أسمي صافي صادق
رغم إبتسامتك الجميله دي بس في عيونك حزن غريب
قدامي جسد والروح في مكان تاني
أخفضت صافي وجهها وهي تشعر بحرقه في عينها من حبس الدموع حتي لا تبكي بشده لأنها فعلا تشعر بضيق شديد في صدرها
جذبتها السيده من يدها تجلسها علي طرف السرير
ده شكل الموضوع كبير
أردفت صافي بهروب
أبدا كل الفكره أن مش بحب الغربه وعمري مافكرت فيها بس الظروف أجبرتني وأهلي و حشوني جدااا
هتفت عليا بثقه
اللي واضح قدامي أن شخصيتك قويه ومش سهل حد يجبرك علي حاجه الموضوع شكله قصة حب وهروب
صافي وهي تداري صډمتها
أكيد حضرتك مكشوف عنك الحجاب
ضحكة عاليا وهي تتألم أبداا كل مافي الأمر أن بفهم في الناس ورثه الموضوع ده من بابا الله يرحمه
أنا مدام عليا مريضة هنا و أبني صاحب المستشفي دي
أتشرفت بيكي
بس حضرتك بتتكلمي مصري كويس
عاليا بحنين
بابا مصري وأمي كويتيه بحب مصر جداا وكنت بستني ميعاد زياره أهل بابا بفارغ الصبر أسعد يوم في عمري هو فتره أجازه نص السنه عشان أنزل مصر
بلغ موسي أهله في البلد بما حدث وطلب منهم تجهيز المډفن
الكل شعر بالفزع من وقع الخبر هادي من الشباب المحترم الخلوق صعب النسيان وخسارته لم تكن لأبويه فقط بل للقريه كلها تجمهر الكل و ساعدوا في تجهيز فراش كبير وكل جار يخرج شيء من لديه لأن الجميع يشتركوا في ضيق الحال
سأل عبد الله أحد الشباب عم يفعلوا أو سبب كل تلك الكراسي لكنهم نظروا له بشفقه ولم يستطع أحد منهم الرد خوفا من رد فعله وإنهياره
وقفت مهجه تتابع ما يحدث دون سؤال حتي نادتها هدي وهي تسألها هو في أيه بره
هتفت مهجه بعدم فهم مش عارفه يا خاله بس
يظهر أن في مناسبه أصل الشباب بيفرشوا كراسي كتير
توقفت السياره التي تحمل جثمان هادي ونزل موسي منكس الرأس بجسد هزيل يسنده شاهين
شعر صادق من هيئته بيد بارده تعتصر قلبه ليستند علي إحدي الكراسي ويضع يده الأخري علي قلبه
ركض موسي إتجاهه ليلحقه وهو يبكي وهو لا يعرف أيواسيه أم يواسي نفسه
تعال الصړاخ و النواح من قبل مهجه وهدي وجميع الحريم في عدم تصديق لما يحدث حتي فقدوا الوعي
بينما إجتمعت الحريم حولهم في محاولة لإفاقتهم
بكي عبد لله وهو يهتف لله الأمر من قبل ومن بعد
اللهم إلهمني الصبر علي مصائب الحياه
الله جاب الله خد الله عليه العوض
كان الجميع في حاله صډمه وزهول لم يصدقوا فراقه
بتلك الطريقه
أتي العزاء ملاحظ الأنفار هو وبعض العمال
جذب موسي علي جنب ثم ناوله ظرف وهو يردف
ده مبلغ من المجموعه كلها تعطيهم لأهله
أو تعملهم حاجه صغيره تساعد علي المعيشه أنا عارف إن ماكانش ليهم غيره ربنا يلهمهم الصبر
والسلوان علي مصيبتهم
تشكر يا معلم مستوره الحمد لله
ياعم دي حاجه مش تترد إحنا صعايده وكده حدانا عيبه كبيره
تناولها موسي في صمت ليكمل المعلم لو حبيت تيجي الشغل في أي وقت مكانك موجود
أردف موسي بۏجع ماعدش ينفع أسيب أهله بس متشكر علي أهتمامك
أصبح الحزن والۏجع جزء من تلك العزبه الصغيره
لأيام طويله وتبادل الجيران علي أهله أم موسي لم يتركهم لحظه كان ينام بغرفه هادي يشتم
رائحته ويبكي من ۏجع الفراق رغم وجود أشقاء شباب له
لكن كان هادي له الأخ والصديق السند والأمان يضم
ملابسه لأحضانه كل ليله و يغرقها من كثره دموعه
ووعده أنه لن يترك أهله وسوف تصبح حياته
القادمه لهم فقط حتي لا يشعروا بالوحده من غيابه
وبعد مرور شهر طرق موسي باب مهجه ليقابله وجه زينب الذي إكتسي بالحزن والهم
تعال يا موسي البيت بيتك يا بني
دخل موسي وجلس أمامها ثم هتف بۏجع كنت عايز أكتب علي مهجه يا خالتي
نظرة له بأعين متسعه من الصدمه
أردفت بتقطع تكتب علي مهجه بنتي بعد ده كله لا يا بني أنا مردهاش ليك أبدا
هتف بحزن أنتي أكيد عارفه و شايفه أنا بحبها قد أيه ومافيش حاجه تهمني غيرها
زينب بحزن عارفه و شايفه وكنت موافقه لكن الوقت بنتي ماعدتش تنفع حد تخدمك أزاي وهي عايزه اللي يخدمها وكلام الناس اللي كتر عليها بعد ما تشلت لما شافت نعش هادي وأهلك مش ممكن يوافقوا علي وضع زي ده
أردف موسي بتنهيده ۏجع من كلامها الأخير الذي چرح كبريائه ورجولته أهلي موافقين دي حياتي
أنا
وأنا مش محتاج حد يخدمني أنا أخدمها بعيوني
أنتي بس هتاخدي بالك منها وأنا في الشغل ولما أرجع أنا اللي أقوم بكل طلبتها
بصي يا خالتي أنا ناوي أعمل مشروع صغير كده بالمبلغ اللي معايا من خارجه هادي والفلوس اللي المقاول عطهاني يوم الوفاه بس محتاج مساعدتك
لأن ماعدش ينفع غربه هسيب أهل هادي لمين وفي نفس الوقت محتاجين دخل ثابت عشان علاجهم
أنا معاك يا بني
كل اللي محتاجه
منك تعملي ليا كام كيلو جبنه و سمنه و أدور علي الناس أتفق معاهم علي اللبن
أخده أوزعه في كام مكان كده و الحسنه اللي تطلع نصرف منها علي الكل أيه رأيك
بس تبيع فين وكلنا هنا ظروفنا وحده
ماتقلقيش أنا هبيع لمحلات بعيده عن هنا
بس عايز منك طلب كمان معلش عارف إن بتقل عليكي
بعد كتب الكتاب عايز نعيش مع أمي هدي و أبويا عبدالله أنتي عارفه أن من يوم مۏت الغالي أنا عايش معاهم و ماينفعش أبعد
هتفت بحيره طب وأهلك يابني
أنا مش سايب أهلي بس بيتنا ربنا يخلي موجود أبويا وأخواتي البنات و الولاد وهم مقدرين ماتقلقيش وبعدين أنا مش بعيد كلنا جنب بعض
المهم رأيك أيه
هتفت بموافقه هو في رأي بعد رأيك يابن الأصول اللي يضحي بحياته عشان يحافظ علي أمانه صاحبه يبقي أكيد هيصون أمانتي
ربنا يجبر بخاطرك و يكرمك من وسع ويجعل كل طريقك بركه وأرض خضرا
رأيكم في الأحداث
البارت الثالث والعشرون بقلمي أمل مصطفي
تمر ليالي طويله تأخذ منا الفرح والۏجع
توهمنا بأن كل شيء مضي ومر بسلام لكن الحقيقه
إن داخلنا مازال يأن و يتألم مهما طال الزمان ويعاني من
آلالم الفراق و الإشتياق علي شاطيء الحرمان
نبني حول قلوبنا أسوار عاليه من الأوهام مجرد
هفوه من ذكري الماضي تزورنا تتساقط تلك الأسوار وټنهار
هتفت صافي بفرحه كبيره من خلال شاشه الهاتف
ألف مبروك يا سلمي وحشتيني جدااا يا قلبي
سلمي بدموع وأنتي أكتر يا صافي كفايه بعاد لحد كده تعالي أنتي صحبتي الوحيده محتاجه وجودك معايا
ما أنا معاكي يا حبي بنتكلم كل يوم فيديو بنحكي لبعض اليوم كان أزاي
ثم نظره لشاهين وهي تغمز بعينها
يظهر أنك مش مسيطر يا وحش
لتسمع ضحكة شاهين كده يا سلمي تفرحي فيه أم لسان طويل وتقول مش عارف أملي فراغك
طب أعمل أيه هي ما صدقت يكون ليها أخت تعالي بقي
أردفت بتوتر
هو أنت مش بتشوف حد اليومين دول
توتر شاهين وهو يهرب من
مخزي سؤالها حوشتي قد أيه عندنا ضيف محتاج مصاريف كتيره ولأزم عمته تدفع
لتهتف سلمي بإعتراض لا خالتوا صافي خالتو
ضحكة أنا خالتو و عمتو أنا البيج بوص بجد وحشتوني جدااا
و حشني مشاغبتكم مع بعض والعشق اللي في عيونكم
لتخجل سلمي
ضحكه صافي بقوه لا يا سلمي