نوفيلا ارث العادات بقلم ډفنا عمر كامله
الشقة اخد حاجات تخصني فسمعتكم.. ماتتصورش وقتها ازاي كان شعوري.. كنت فرحانة بكلامك اوي.. حسيت ان خلاص مبقاش جوايا زعل ولا عتاب.. كأنك غسلت روحي من جديد ورجعتها زي ما كانت.
ابتسمت وهي تتبين نظرته الحانقة ولما انتي سمعتيني ياهانم وغسلت روحك زي ما بتقولي..ليه فضلتي مصدرة وشك الخشب اللي جنني طول الفترة اللي فاتت ها
ظل يحدجها وتعبيرات وجهه مقفولة لا تشي بحالته غاضب غير ذلك لا تدري.
_ حضرتك هتفضل تصورني كده ماتتكلم..أنت يا عم انطق.. يا ..
ابتلع
باقي حروفها بشفتيه بغتة لتتحرر عاطفة جسده من جديد..تلاحم دام بينهما حتى انتهى برأسها مغموس بصدره ذراعه تكبلها كأنه مازال لا يصدق عودتهما..
ربتت على محترمة صمت لحظتهما الهائمة لتهمس بعد برهة بس تعرف ياتيمور.. لسه زعلانة من حماتي..اقتراحها بجواز مرة تانية جدد صدمتي فيها ومنها.
طيب خاطرها وتمتم عشان خاطري سامحيها واعذريها.. امي روحها كانت في ابراهيم.. عقلها هداها ان دي الطريقة الوحيدة ان ريحته تفضل حواليها.. لكن صدقيني يا شروق ماما بتحبك.. بالله خليكي تسامحيها.
_ يعني فعلا لو يوم من الأيام جه نصيب حور مش هتضايق
جاء تساؤلها موافق رغبة ما في نفسها كأنها تضعه في اختبار أخير لترى تأثير قولها عليه ليجيبها بصدق حاسم وصلها صدقه بقوة
تنهدت براحة عارمة.. الآن نحرت بقايا مخاوفها ولم يبقى في نفسها شيء..ستبدأ معه مرحلة أكثر استقرارا وسعادة..فليديم الله عليهم سعادتهم من بعد بؤس وشقاء.
_يعني مفيش امل يا حور توافقي أن طريقنا يكون واحد صدقيني مش هسمح ټندمي ابدا انك اتجوزتني أنا شاري ومستعد انتظرك لحد ماتغيري رأيك ..
خلاص ياحور اللي يريحك اعمليه ولو مفيش نصيب نكون زوجين بس احنا ولاد عم ودمنا واحد اوعي تتردي تكلميني لما تحتاجي حاجة ارجوكي توعديني بكده ..
_اوعدك يابدر.
هكذا طوت تلك الصفحة للابد .. ستبدأ بعهد أخر لا يشغلها سوى صغارها وحسب ..هم كل عالمها الأن . . .
..
خلاص رفضتي بدر ابن عمك
غمغمت ايوة يا شروق ..حرام يتعشم فيا أكتر من كده .. خليه يشوف حياته ويعيش انا وهبت عمري لولادي ربنا يقدرني واربيهم زي ما كان ابوهم بيتمنى .
_ ان شاء الله ياحبيبتي هيتربوا احسن تربية. الأيام بتعدي وبكرة يكبروا ويبقوا سندك وعزوتك ..وربنا يجبر خاطرك بيهم ياحور .
_____
_نفسي حد من ولادي يطلع دكتور ياحور ..وابقا ابو الدكتور..
_ وانا عايزة ابو ام المهندس ياهيما..
تنهد قائلا ربنا يقدرنا ويطلعوا زي ما بنحلم واحسن.. واستطرد عارفة كمان حلمي يبقا ليا
عمارة صغيرة واعمل لكل واحد فيهم شقة.. وكلنا نكون سوا.. وبكلما يكبروا ويتجوزوا يملوا الدنيا علينا بولادهم.
شاكسته وقتها هتكون خلاص عجوز وكركوبة ياهيما .
_ ايه يعني عشان افضالك ياجميل وادلعك بقا .
قهقهت بدلال ياراجل انت هيبقا فيك حيل وقتها وانا هبقا بنضارة وحالتي حالة ..اوعي ياهيما متحبنيش اما اكبر وتقول دي بقيت عجوزة ووحشة ومكرمشة ..
_ علي اساس انا هبقا شباب منا هكبر زيك .
_ لا يا اخويا ما انتم يا رجالة كل اما بتكبروا عيونكم بتزوغ اكتر وبتطبقوا الشرع بحذافيره ..واخدلي بالك ياهيما . بس وربنا وقتها هموتك مش هتكلفني غير كيلو بطاس .
قهقه بقوة حتي سعل.
كأنها تسمع صدي ضحكاته الأن .. ابراهيم هنا ..روحه تعبا المكان .. أطياف ذكرايتهما معا تصاحبها في كل وقت ..لا تتركها وحيدة ..هي تتأنس برصيدهما القصير هذا ..
_ حور معلش انزلي لحماتي وغديها انا خلصت أكلها الأول عشان تاخد علاجها ..
اطاعتها قبل ان تتوقف ثانيا شروق انا ملاحظة انك بتتجنبي حماتك دايما تصدريني لرعايتها واوعي تفهميني غلط والله ما مضايقة بالعكس كفاية انها أم الغالي اللي كانت روحه فيها بس عايزة افهم حصل ايه ببنكم
في فترة كده ملخبطة عدت عليا مكنتش دارية باللي حواليا بس حاسة حاجة اتغيرت صارحيني
لو مش يضايقك يعني .
شخصت عين شروق صامته قبل ان تهمس مش كل حاجة ينفع تتقال يا حور احيانا لازم ترمي تفاصيل كتير كانت صعبة في حياتك في قلب بير مالوش قرار عشان تعرفي تعيشي الحاضر وتبني مستقبل اما الماضي راح ..حتي لو لسه وجعه حي جواكي بس بكفي انك بتحمي اللي حواليكي من شظاياه ..
_ شروق مال كلامك غريب كده كأنه طلاسم انا مش فاهمة حاجة خالص ..بير ايه وبتحمينا من ايه
_ من فضولك يا هانم .
فضلت ان تواري شجنها بمزاح زائف مواصلة
انزلي ياحور عشان معاد علاجها قرب وماتفكريش كتير سيبي الدنيا تمشي زي ما هي .
رضخت لها قائلة ماشي اديني هسكت وربنا يصلح الحال .ويهدي النفوس.
غامت عين شروق وهي تطالع أثرها مع همهمة خاڤتة
ياريت فعلا النفوس تهدي وتروق تاني يا حور ..
بشفقة تراقبها وهي تغدو وتجيء أمامها تطالع النافذة كل دقيقة علها تلمح أحدا لتربت علي كتفها
_ أهدي ياحور مش كده والله انا حاسة إن ربنا هيجبرنا فيهم وهنملي الدنيا زغاريط انهاردة.
غمغمت وهي تراقب بتوتر بالغ حيز الشارع خارج نافذتها يارب يا شروق.. أنا كل أملي ربنا يراضيني في عيالي ابراهيم وخديجة ويتخرجوا ويحققوا حلم ابوهم الله يرحمه.
_ هيحصل أنا عمري قولت حاجة وخابت
هنا التفتت إليها وفاض من عيناها سيل من شكر وامتنان لتلك المخلوق التي كانت تغار منها يوما.. لم تكن تعلم أن الأيام أدخرتها لها گ شقيقة لم تلدها أمها..خاصتا بعد ۏفاة والديها..
_ أرد جمايلك ازاي يا شروق وقفتك جنبي ودعمك عمري ما هقدر انساه أو ارده.. حتى تيمور عمهم مستحيل انسى رعايته ليا ولولادي كأنهم ولاده وأكتر.
لامتها برفق أخص عليكي ياحور هو في بنا شكر وكلام من ده أحنا عيلة واحدة ودايما هنكون عون لبعضينا.. ولادك مايتخيروش عن ولادنا.. كلهم اخوات ودم واحد.
_ نجحت ياماما .. أنا وخديجة نجحنا في الثانوية يا طنط ..عدينا 98 باركولنا ياناس نجحنا .
بزوبعة صاخبة اقتحم ابراهيم الصغير جلستهما وهو يصيح بسعادة ليتلقفه صدر حور باكية وذراعين ترتعش من فرط فرحتها .. لا تصدق أنه حصد لها تلك الفرحة بنجاحه .. حصاد ستضيفه لما حققته معهم وهي تحدث روح زوجها بخلوتها .. هاهي تمضي على دربه كما كان يتمنى .
_وسعي بقي هو انا ماليش حق اباركله.
وقارنت قولها ألف مبروك يا ابراهيم رفعت راسنا وفرحت قلوبنا الله يريح قلبك يا ابني واسترسلت بسعادة طاغية اما اروح اتصل بتيمور وافرحه.
استوقفها استني ياطنط شروق.. عمو عرف قبل الكل وكمان أخوالي كانوا معايا على التليفون وعرفوا النتيجة في وقتها ..وشوية هيوصلوا كلهم مع عمو علي هنا.
_ أمال فين اختك يا ابراهيم
_ تحت ياماما عند تيتة خديجة بتوصلها الخبر بنفسها قبل ماتطلع هنا.
_ مش قولتلك هملى الدنيا زغاريط وأغاني يلا غنوا معايا ..
وحياة قلبي وافراحو .. وهنا في مساه وصباحو
مالقيت فرحان الدنيا .. زي الفرحنا بنجاحه
كان حلم جميل في خيالنا .. ولا غابشي في يوم عن بالنا
وبنالنا قصور .. وفرشنا زهور .. لحياتنا ومستقبلنا ..
صدحت نغمات الفرحة من حلقها بتتابع بهيج وهي تغني جعل قلب حور يرقص وعيناها تبكي وتعود لتعانق ابراهيم وتخبيء وجهها بصدره تتشمم رائحة أبيه فيه هو امتداده وعوض الدنيا لها مع شقيقته بعد مرارة الفقد ...ها هي
_ وبعدين يا ماما هلاقيها منك ولا من تيتة اللي عمالة ټعيط هي كمان .. هو انتو فرحانين ولا زعلانين ياجماعة
ضحكت شروق وهي تجفف دموعها من الفرحة يا ديجا.. ده احنا هنعملكم حفلة جامدة.. وهفرق علي الشارع كله حلويات هعملها كلها بإيدي حلاوة نجاحكم انتم وولادي..
_مش لوحدك ياشروق أنا كمان هعمل اللي اقدر عليه عشان الناس تفرح معانا بولادنا.
إبراهيم طب لحد هنا وهسيبكم بقي تهيصوا واروح انام.. انا بقالي يومين ماكنتش نمت من القلق عشان
النتيجة.
حدجته حور بحنان روح ياحبيبي نام وارتاح.. نوم الهنا والعافية يا نور عيني.
خديجة بغرور محبب أنا بقا ياهيما مكنتش قلقانة وكنت واثقة من النتيجة مليون في المية.
_ يا سيدي علي الناس الواثقة من نفسها.
تلون وجهها بحمرة الخجل وهي تميز صوت ابن العم عتبة من خلفها مستطردا ألف مبروك ليك يا هيما انت وخديجة.
تلاحما أبناء العم بعناق مبادرا الأصغر الله يبارك فيك اظن دلوقت هدخل الجامعة ومش هتعاملني اني صغير بعد كده.
ضحك عتبة يعني هتقدر تلغي فرق ست سنين بنا ازاي برضو هفضل الكبير وانت الصغير ياهيما.
حور وهي تعانقهما معا ربنا يخليكم لبعض يا ولاد.
شروق بخبث طب وبالنسبة لخديجة بنت عمك اللي خلاص داخلة الجامعة برضو صغيرة
اشتعلت وجنتي الصغيرة خديجة من فرط الخجل وقالت وهي تندفع للمغادرة أنا هنزل لتيتة شوية عن اذنكم.
تابع مرورها أمامه وهي تشيح وجهها عنه ليبتسم متفهما خجلها الذي يحبه كما يعشقها هي حد الوله..وينتظر بفارغ الصبر أن تتحقق أمنيته بالزواج منه كما وعده أبيه بعد إتمام دراستها الجامعية ويدعوا أن يعينه الله على الانتظار الأعوام الباقية .
بغرفة والده اختلى بنفسه متظاهرا بالنوم ولا أحد يدري برغبته الحقيقية وهو صورة أبيه الراحل بعين دامعة وهو يهمس له أنا واختي نجحنا يا بابا ..ماما كانت بتقولي ان كانت كل أحلامك في اخواتي اللي ماټو الله يرحمهم انك تشوفهم ناجحين ورافعين راسك .. وادينا اهو يا بابا بنحقق حلمك حتي لو كنا جينا الدنيا بعد ما سبتها ..كفاية اننا من صلبك وبذرة الأمل اللي خلت ماما تقدر تعيش بعدك..
هنبتدي طريق مستقبلنا بمرحلة جديدة .. أنا هدخل الطب اللي بحلم بيه وربنا يقويني ..وعايز اقولك إن عمو تيمور واقف في ضهري وساندني وبيشجعني طول الوقت.. دايما يقولي