الأحد 24 نوفمبر 2024

روايه جديده بقلم دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 18 من 65 صفحات

موقع أيام نيوز


أبدا وتضع مكانها صورة خطيبها وحبه لها لتستطيع أن تعيد حياتهما كما كانت سابقا
لتجعل منه مددا لها لعلها تفيق مما هى فيه وتشعر بهذا الرجل الذى أهملته كثيرا بأوهامها السابقه 
طرق عمرو باب مكتب ألهام ودخل وأغلق الباب وكالعاده رأى ابتسامتها الواسعه المرحبه به بشكل دائم وفى كل الاوقات وقف أمامها وهو يقول

خير يا بشمهندسه حضرتك بعتيلى 
أشارت إليه بالجلوس وهى تقول 
تشرب أيه الاول
نظر إلى ساعته وهو يقول بحرج
أنا اسف مش هينفع أصل عندى شغل هخلصه وهمشى على طول عندى ارتباطات مهمه
نظرت إليه متفحصه بجرأة وقالت بهدوء
أيه عندك معاد غرامى ولا أيه
رفع نظره إليها بدهشه من جرأتها وتدخلها فى شؤونه الخاصه بهذا الشكل السافر وقال على الفور
لا معاد غرامى ايه أنا مش بتاع الكلام ده ثم اردف سريعا
خير يا بشمهندسه فى حاجه فى الشغل
تابعت وكأنها لم تسمعه وقالت
أومال رايح فين 
زادت دهشته من اهتمامها الزائد به وقال 
ابدا رايح أجيب أخت خطيبتى من المستشفى مع والدها
أتسعت عيناها ونظرت ليده فلم تلحظ الدبله الفضيه فى يده قبل ذلك وقالت متوتره
ايه ده هو أنت خاطب من امتى أنا مشوفتش دبله فى ايدك أول مره جيت هنا
زفر بطريقة لم تلحظها وقال بضيق 
أنا لسه خاطب من يومين بس
هزت رأسها بعصبيه وهى تنقر على سطح مكتبها وتقول
ده أنت كنت مستنى لما تشتغل بقى علشان تخطبها ايه قصة حب ولا ايه
تحرك من مقعده قليلا وهو ينظر لساعة يده ويقول 
حاجه زى كده طيب انا مضطر استأذن دلوقتى
نظرت إليه پحده وهى تقول بجديه
ساعات العمل الرسميه لسه مخلصتش يا بشمهندس ثم ابتسمت ابتسامه صفراء وهى تقول
لسه نص ساعه
أستند الى ظهر مقعده وظل صامتا فقالت بحنق
هو أنت متعود تمشى قبل المواعيد ولا أيه
حاول أن يغلب الڠضب بداخله وقال دون ان ينظر اليها
انا مكنتش همشى قبل مواعيدى يا بشمهندسه أنا قلت لحضرتك فى الاول انى ورايا شغل عاوز أخلصه قبل ما أمشى
هبت واقفة وقالت بتعالى
طب اتفضل خلص شغلك يا بشمهندس أنا عندى أجتماع
نظر إليها متعجبا من تصرفاتها المتناقضه فهو لم يطلب الدخول إليها أو الجلوس معها من الاساس
فلماذا تفعل ذلك ولكن على كل حال تنهد فى أرتياح وهو يغادر إلى
مكتبه
كسرت القلم بين يديها فى ڠضب وهى تنظر للفراغ الذى كان يحتله منذ دقائق
دخل عمرو مكتبه وتوجه على مكتبه الهندسى
الخاص به تحت نظر زميله نادر
الذى كان يرمقه متبرما لاستدعائها المتكرر له فى مكتبها الخاص ووجد نفسه يقول بسخريه
أتأخرت ليه يا روميو
نظر له كل من عمرو وزميلهم الثالث أحمد وقال عمرو فى أنفعال
بتكلمنى انا
قال نادر متهكما
هو فى روميو تانى هنا
ترك عمرو ما فى يده وقال له محذرا فى ڠضب شديد
أنا بحذرك تكلم معايا بالطريقة دى تانى أنت فاهم ولا لاء
كان يتوقع أن يهاجمه نادر ولكنه وده يقول بسخريه وهو ينظر لاحمد
شفت يا عم أحمد طبعا ما هو مسنود من فوق بقى
صاح عمرو پغضب مرة أخرى قائلا
بقولك اتكلم معايا كويس أحسنلك
حاول أحمد تهدئة الوضع بينهما ووقف يهتف بهما
ميصحش كده يا جماعه ثم نظر لنادر معاتبا وقال بضيق
وبعدين معاك يا نادر ده احنا زمايل وفى مكتب
واحد يا أخى مش كده
نظر لهما نادر بسخرية وأعاد نظره الى عمله مرة اخري
كان فارس يجلس بمكتبه حين سمع جلبة بالخارج حرك جسده قليلا وهو يحاول النظر من الباب المفتوح امامه
فرأى رجلا يصيح بعصبيه قائلا
ده مش اسلوب معامله اومال مكتب كبير واسم كبير وخلاص وكل ده على الفاضى
ومش عارفين تخلصولى حتة قضيه يخلصها محامى صغير
هب فارس ناهضا وأثناء خروجه وجد الدكتور حمدى يدخل حجرة مكتبه ويغلق الباب فى وجه الرجل پحده
مما جعل الرجل يشتعل ڠضبا أكثر ودنيا ونورا يتابعان ما يحدث عن كثب 
وبعض المحامين يحاولون التحدث للرجل للرحيل بسلام ودون اثارة المشاكل 
ولكن كان منفعلا بشدة فلم يستجب لأحد حاول فارس تهدأته وعرض عليه الجلوس فى مكتبه ليتفاهم معه ومحاولة اصلاح الامر بصفته مدير المكتب أستجاب الرجل ودخل حجرة فارس
جلس فارس أمامه على المقعد المقابل له ولم يجلس خلف مكتبه ليستطيع التعامل معه ومع أنفعاله وهو يقول 
أهدى بس حضرتك وقولى ايه الحكايه بالظبط
هدأ الرجل قليلا ثم قال متهكما
ابدا يا سيدى حتة قضيه شرعى صغيره قد كده يخلصها اى محامى صغير 
جيت للدكتور بتاعكوا وقلت اسم وسمعه وهيخلصها قوام قوام لقيته بيرمى الملف
ويقولى شفلك محامى غيرى وطردنى من مكتبه
قام فارس بتهدأته مره أخرى ثم قال
ورينى كده الملف ده
أعطاه الرجل الملف استند فارس لظهر مقعده وهو يقلب فيه سريعا ثم قال بأستغراب
والدكتور رفض القضيه ليه دى قضية طلاق عاديه جدا
قال الرجل متهكما
ايوا يا سيدى اديك قلت قضية طلاق عاديه جدا 
مال فارس للأمام وهو يتفحص الرجل وقال بجديه وهو يتكأ بمرفقيه على رجليه والملف بين يديه
ممكن حضرتك بس تجبلى الموضوع من الاول كده علشان افهم واقدر افيدك
ولا حاجه طلقت مراتى وراحت بيت ابوها بالعيال رفعت عليا قضية نفقه ليها وللعيال ومؤخر بقى وقايمه والذى منه 
حثه فارس على المتابعه قائلا
وبعدين 
ولا قابلين واحد صاحبى ليه تجربه فى الموضوع ده قبل كده شار عليا أنى لو قلت عليها انها ماشيها بطال وجبت شهود وأدله على كده كل حقوقها هتسقط ومش هيبقى ليها حاجه عندى غير نفقة العيال بس
قطب فارس جبينه بشدة وقال مستفهما
وأنت فعلا عندك شهود على كده 
ضحك الرجل بسخريه ثم قال
أهم مرمين على القهوه قدام المحكمه مش لاقين شغلانه كل واحد عشرين جنيه و تحفظه كلمتين وخلصت خلاص
شعر فارس بالډماء تغلى فى راسه ولكنه حاول ضبط أعصابه والتحكم بها وهو يقول
شهود زور يعنى !!!
زور ولا مش زور المهم الوليه دى متخدش منى حاجه الا بمزاجى
صمت فارس قليلا ثم قال بعد تفكير
وتقبل أن مراتك أم عيالك سمعتها وشرفها يبقى في بؤ كل واحد شويه وانت عارف ومتأكد أنها ست شريفه وكل ده علشان ايه علشان خاطر أنت مش عاوز تديها حقوقها اللى ربنا أمرك بيها وأستحلتها كزوجه بعد ما وافقت عليها ومضيت على كده
زفر الرجل فى ضيق وهتف به
بقولك ايه يا استاذ انا مش جاى هنا أسمع مواعظ هما كلمتين هتظبطلى القضيه دى ولا مش هتعرف 
ثم اردف بسرعه 
ولو وافقت ليك عليا هتعامل معاك من بره بره من غير الدكتور بتاعك ما يعرف وأتعابك هتبقى ليك لوحدك ها قلت ايه
أبتسم فارس وهو يقول
قلت أن حضرت مقرتش اليافطه اللى على المكتب بره كويس ده مكتب محاماه مش شقة دعاره
نظر له الرجل بدهشه وقد بدت علامات العبوس على وجهه فتابع فارس قائلا
أه والله مش مصدق ولا ايه ماهو أنا لو وافقت على اللى بتقوله 
يبقى مراتك دخلت عندنا شريفه وطلعت من عندنا مشيها بطال تبقى شقة دعاره ولا لاء
ثم هب واقفا وهو ينظر للرجل بأحتقار وقال بهدوء
أتفضل حضرتك شوفلك حد تانى يلوث سمعة مراتك ولو كمان كسبت القضيه تبقى علمت على عيالك انهم ولاد حرام وفضحتهم قدام الناس كلها وضيعت مستقبلهم وكمان بقى عندك بنات شوف مين اللى هيبصلهم بعد كده 
بس خلى بالك أنت كده بتقذفها فى شرفها وكمان بشهود زور يعنى حسابك عند
ربنا مش بس عقۏبة القڈف لالا دى كمان شهاده زور وتحريض على شهاده الزور 
ثم غمزله بعينيه وهو يقول
يعنى حسابك هيتقل اوى يا باشا وبلغة القانون الوضعى أعدام والاعډام بتاع الاخره على جنهم عدل بس ده بقى يا حلو مالوش نهايه عرض مفتوح يعنى
ظل الرجل ينظر لفارس ويحدق به وهو يتحدث حتى أنتهى من حديثه ثم جذب الملف من يده وهو يشعر بالتوتر من كلماته والارتباك وقال متلعثما وهو يغادر بسرعه 
أنا مش فاهم مكتب محاماه ده ولا جامع
أنصرف الرجل وجلس فارس خلف مكتبه وهو يضع راسه بين كفيه قائلا باسى
لا حول ولا قوة الا بالله معقوله توصل للدرجادى
دخلت دنيا مسرعة وقالت بلهفه
أيوا كده يا فارس هو ده الشغل ها ظبطت الراجل وهتشتغل انت القضيه دى لحسابك صح 
رفع رأسه إليها وهو يقول بحزن
لاء طبعا يا دنيا اصلك متعرفيش الراجل ده كان عاوز
ايه
قطبت جبينها وقالت پغضب
ليه يا فارس ليه دى فرصه جات لحد عندنا كنت هتطلعلك منها بكام ألف
أبتسم ساخرا وهو يقول
حتى لو كانوا كام ألف حرام
صمتت وهى تنظر إليه بدهشه ودخلت نورا لتخبره أن الدكتور حمدى يطلبه ولكنه لم ينتبه لها وهو يقول
الراجل طلق مراته وعاوز يدعى عليها انها ماشيها بطال علشان ميديهاش حقها لاء 
وكمان هيجيب شهود زور على كده وهز رأسه متهكما وهو يقول
لاء ويقولى خد القضيه لحسابك فاكرنى على اخر الزمن هاكل حرام
صمتت دنيا تفكر فى كلماته فبرغم شعورها بالحنق تجاه رفضه للقضيه الا أنها لم تستطع أخفاء شعورها بالأعجاب تجاهه 
لم تكن هى الوحيده التى أعجبت به بل كانت نورا ايضا التى كانت تقف تنظر إليه بأحترام شديد 
حانت منه ألتفاته إليها أنتزعتها من أفكارها وقالت بسرعه
الدكتور حمدى عاوزك فى مكتبه وأنصرفت على الفور
نظر فارس الى وجه الدكتور حمدى فوجده مازال محتقنا بالډماء من كثرة غضبه وأنفعاله فقال
أهدى يا دكتور الراجل مشى خلاص
قال الدكتور
حمدى بعصبيه وهو يضرب سطح المكتب بقبضته 
شفت الراجل الوقح ده كان عاوز ايه
أومأ فارس مجيبا وهو يقول
أيوا يا دكتور وعموما أنا أديته اللى فيه النصيب ومشى
نظر إليه حمدى مستفهما فقال فارس
أديته كلمتين فى عضمه يمكن يفوقوه ويفكروه ان فى آخره وعذاب وحساب من ربنا
ضړب حمدى كفيه ببعضهما وهو يهتف متعجبا
لاء ومش دى المصېبه يا فارس أنى كنت فاكر انى مشغل معايا ناس عندهم ضمير
لكن للأسف الكام محامى اللى شفتهم بره بيهدوه كانوا موجودين ويقولولى وفيها ايه يا دكتور ده شغل 
تخيل يا فارس انا على أخر الزمن اشتغل بالطريقه دى
نهض فارسا واقفا بقلق وهو يقول
أنا هروح اجيب لحضرتك كوبايه مايه 
أشار إليه حمدى مستوقفا أياه وهو يقول
لا متقلقش يا فارس أنا خلاص هديت وبقيت كويس متقلقش
ثم زفر وهو يعيد ظهره الى الوراء ويستند إلى ظهر كرسيه وهو ينظر لفارس قائلا 
الحمد لله أنا كده أتأكدت أنى أخترت صح من الاول
أنتهت نورا من عملها وأنصرفت من المكتب وما ان هبطت للاسفل حتى وجدت خطيبها رامى ينتظرها امام البنايه داخل سيارته الصغيرة أبتسمت ابتسامة صغيرة وأستقلت السيارة بجواره فأنطلق بها وهو يقول
وحشتينى يا نورا شكلك مرهق أوى النهارده
نظرت له وقد بدا عليها الارهاق بشده وهى تقول
ما أنت عارف يا رامى شغلنا متعب أزاى
أنا مش عارف ايه اللى جابرك على كده منا قلتلك كفايه بقى من زمان بس أنتى اللى مصممه تشتغلى مش عارف ليه 
كان يتوقع أن تتكلم بحدة كعادتها عندما تأتى سيرة عملها ولكنها هذه المره
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 65 صفحات