حكايه الطفل والمفتاح
انت في الصفحة 3 من 3 صفحات
غير معقول أنت تبالغ !! قال
أنا ما أكذب هي دايم تخليني اشتغل في البيت وأنظف الحوش !! صدقوني كأني أقرأ قصة في كتاب !! أو أتابع مسلسلة كتبت أحداثها من نسج الخيال !!
قلت حاول أن لا تذهب للبيت إلا وقد قمت بحل ما تستطيع من واجباتك !! رأيته خائڤا مترددا وإن كان لديه استعداد !!
قلت له محفزا ياسر لو تحسنت قليلا سأعطيك مكافأة !! هي أغلى مكافأة تتمناها !! نظر إلي وكأنه يسأل عن ماهيتها !!
ما كنت أتصور أن يحدث هذا الوعد ردة فعل كبيرة !! لكنني فوجئت به يقوم مسرعا ويقبض على يدي اليمنى ويقبلها وهو يقول
تكف تكف يا أستاذ أنا ولهان على أمي !! بس لا يدري أبوي !! قلت له
ستكلمها بإذن الله شريطة أن تعدني أن تجتهد قال أعدك !! بدأ ياسر يهتم بنفسه وواجباته وساعدني في ذلك بقية المعلمين فكانوا يجعلونه يحل واجباته في حصص الفراغ أو في حصة التربية الفنية ويساعدونه
كان ذكيا سريع الحفظ فتحسن مستواه في أسبوع واحد !!! صدقوني نعم تغير في أسبوع واحد !! استأذنت المدير يوما أن نهاتف أم ياسر فوافق اتصلت في الساعة العاشرة صباحا فردت امرأة كبيرة السن قلت لها
أم ياسر موجودة !! قالت ومن يريدها قلت معلم ياسر !! قالت أنا جدته يا ولدي وش أخباره حسبي الله على اللي كان السبب حسبي الله على اللي حرمها منه !! هدأتها قليلا فعرفت منها بعض قصة معاناة ابنتها أم ياسر !! قالت
قالت أستاذ وش أخبار ياسر طمني الله يطمنك بالجنة !! قلت ياسر بخير وعافية وهو مشتاق لك !!
قالت وأنا فلم أعد أسمع إلا بكاءها ونشيجها !! قالت وهي تحاول كتم العبرات أستاذ طلبتك ودي أسمع صوته وصوت أيمن أنا من خمسة أشهر ما سمعت أصواتهم !! لم أتمالك نفسي فدمعت عيناي !!
قالت والده !! الله يسامحه كنت له نعم الزوجة ولكن ما أقول إلا الله يسامحه !!
ثم قالت المهم ودي أكلمهم واسمع أصواتهم !!
قلت حالا لكن كما وعدتني لا تتحدثين في مشاكله مع زوجة أبيه أو أبيه !! قالت أبشر ! دعوت ياسر وأيمن إلى غرفة المدير وأغلقت الباب
ياسر هذي أمك تريد أن تكلمك !!
لم ينبت ببنت شفه أسرع إلي وأخذ السماعة من يدي وقال أمي أمي أمي تحول الحديث إلى بكاء !!
إذا اختلطت دموع في خدود تبين من بكى ممن تباكا !! تركته يفرغ ألما ملأ فؤاده وشوقا سكن قلبه !! حدثها خمسة عشر دقيقة !!
أما أيمن فكان حديثها معه قصة أخرى كان بكاء وصړاخ من الطرفين !!
ثم أخذت السماعة منهما وكأنني أقطع طرفا من جسمي فقالت لي
قلت لن تحرمي من محادثتهم بعد اليوم !! وودعتها ! قلت لياسر بعد أن وضعت سماعة الهاتف
انصرف وهذه المكالمة مكافأة لك على اهتمامك الفترة الماضية وسأكررها لك إن اجتهدت أكثر !!
عاد الصغير فقبل يدي وخرج وقد افتر عن ثغره الصغير ابتسامة فرح ورضى !! قال أوعدك يا أستاذ أن اجتهد وأجتهد !!
مضت الأيام وياسر من حسن إلى أحسن يتغلب على مشاكله شيئا فشيئا
رأيت فيه رجلا يعتمد عليه !! في نهاية الفصل لأول ظهرت النتائج فإذا بياسر الذي اعتاد أن يكون ترتيبه بعد العشرين في فصل عدد طلابه 26 طالبا يحصل على الترتيب السابع !!
دعوته إلي وقد أحضرت له ولأخيه هدية قيمة وقلت له
نتيجتك هذه هي رسالة إلى والدك ثم سلمته الهدية وشهادة تقدير على تحسنه وأرفقت بها رسالة مغلقة بعثتها لأبيه كتبتها كما لم أكتب رسالة من قبل كانت من عدة صفحات !! بعثتها ولم أعلم ما سيكون أثرها وقبولها !!
خالفني البعض ممن استشرتهم وأيد البعض !! خشينا أن يشعر بالتدخل في خصوصياته !! ولكن الأمانة والمعاناة التي شعرت بها دعت إلى كل ما سبق !!
ذهب ياسر يوم الأثنين بالشهادة والرسالة والهدية بعد أن أكدت عليه أن يضعها بيد والدة !! في صبيحة يوم الثلاثاء قدمت للمدرسة الساعة السابعة صباحا
وإذ بياسر قد لبس أجمل الملابس
!! وقال
أستاذ هذا أبوي هذا أبوي !! ليتكم رأيتم الفرحة في عيون الصغير ليتكم رأيتم الاعتزاز بوالده ليتكم معي لشعرتم بسعادة لا تدانيها سعادة !! أقبل الرجل فسلم علي وفاجأني برغبته تقبيل رأسي فأبيت فأقسم أن يفعل !!
أردت الحديث معه فقال أخي لا تزد جراحي جراح يكفيني ما سمعته من ياسر وأيمن عن معاناتهما مع ابنة عمي زوجتي !! نعم أنا الجاني والمجني عليه !! أنا الظالم والمظلوم !!
فقط أعدك أن تتغير أحوال ياسر وأيمن وأن أعوضهما عما مضى !!
بالفعل تغيرت أحوال ياسر وأيمن فأصبحا من المتفوقين وأصبحت زيارتهما لأمهما بشكل مستمر !!
قال الأب وهو يودعني ليتك تعتبر
ياسر ابنا لك !! قلت له كم يشرفني أن يكون ياسر ولدي
منقول