الأحد 24 نوفمبر 2024

خيوط العنكبوت بقلم فاطمه الالفي

انت في الصفحة 6 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز

 


حبيبتي
رفعت حاجبيها بمشاكسة وقالت
بري يا بيه والله مستنيه اطمن على حضرتك لأنك اتاخرت
اطمني يا حبيبتي يلا تصبحي علي خير
ق بلت وجنته ثم قالت وهي تهم بالتوجه إلى غرفتها
وحضرتك من أهل الخير والسعادة يا رب
ثم دلفت إلى غرفتها وبعد أن اطمئن فاروق لذهابها جلس مكانه شاردا في ما هو قادم 
تجنب أسر الحديث مع زوجته بعدما أخبرها بأنه سوف يسافر في الغد 

برفقة سراج فهو لا يريد
أن يكون عبئا على أحد 
حاولت أن تسترضيه ولكن أبت كرامته أن يخضع لمكرها فهو يعلم بأن وراء 
تغيرها المفاجئ ليس إلا جدها كما علم من سراج ما فعله شقيقه من أجله 
وعائله زوجته على شفه حفرة من الإفلاس 
ابتلع اقراص الدواء الخاصة به ثم ابدل ثيابه ودثر نفسه بالفراش لكي 
يذهب في نومه دون أن تاتيه النوبة الصرعيه وتجعله يستيقظ من نومه
أما نور فبعد أن تأكدت من نومه ابدلت ثيابها وارتدت مايوه السباحة ذات 
قطعة واحدة بلونه الأصغر ووضعت أعلاه البورنص وقررت أن تهبط الدرج وتغادر الفيلا 
لكي تذهب إلى حمام السباحة الملحق بالفيلا ورغم برودة الطقس فهي 
تحب السباحة في ذلك الوقت
نزعت البورنص والقته أعلى الأريكة التي توجد إمام المسبح ثم اقتربت 
منه ووضعت أقدامها أولا بعد أن عدلت من درجة حرارة المياء لتناسبها ثم 
غطست بكامل ا أسفل

المياء وبدءت في السباحة ذهابا وإيابا لديها 
طاقة سلبية تريد إخراجها فهي تشعر بكم الضغوط المحاطة بها تكاد ټخنقها 
ويجب أن تتصنع الصمود أمام تلك الضغوط 
الساعة الواحدة صباحا عاد سليم من الخارج وأخبر السائق أن يذهب إلى 
منزله ولن يأتي إلا بموعد الطائرة فهو سيظل مع شقيقه قبل موعد سفره 
ليودعه 
ساعده السائق على الترجل من السيارة واجلسه بمقعده المتحرك ثم استقل السيارة وغادر الفيلا ثانيا 
أما سليم فدلف لداخل وهو يضغط زر المقعد ليسير به
ولكن استوقف قليلا عندما راء أضاءة منبعثة من المكان المخصص لحمام 
السباحة ظن بأن شقيقه مازال مستيقظا فقرر أن يدلف إلى هناك أولا
ليتأكد من وجود شقيقه ويجعله يذهب للنوم فلديه في الغد يوم سفر شاق
وساعات طويلة سيقضيها داخل الطائرة 
اقترب من المسبح ولكن اغمض عيناه بضيق عندما وجد نور 
هي التي تسبح في ذلك الوقت قرر سحب مقعده وتراجع للخلف ولكن 
عندما وقعت عيناها عليه أنهت سباحتها وغادرت المسبح وسارت إلى حيث مكانه تهمس بصوتها الرقيق
معقول سليم باشا بنفسه
دار وجهه بالجهه الأخرى وهتف بضيق
البسي هدومك في حد ينزل البسين في الوقت ده
نظرت لنفسها ثم مالت عليه بجراءة وهمست قائلة
خاېف عليه
زفر بضيق وقال بصوت غليظ
نور اقصري شړي وامشي من قدامي دلوقتي 
ولو مامشيتش هتعمل ايه يا سليم 
ثم جلست على ركبتيها أمام المقعد المتحرك ووضعت كفها على فخده ثم همست بصوت دافئ
سليم بلاش تعذبني أكتر من كده سليم أنا بحبك أنت 
دفع المقعد للخلف لكي يبتعد عنها وقال بصوت حاد
وأنا بحب أخويا إللي هو جوزك يا مدام ولا أنتي نسيتي 
امسك رثغها بقوة وهتف پغضب
أقسم بالله يا نور لو مااتعدلتيش مع أسر هدمرك
نزعت رثغها وقالت ببرود
إللي هيدمر هو أخوك مش أنا يا سليم فكر كويس أوي
أسر لو عرف إللي كان بينا هتقوم حرب ضدك أنت وساعتها هيعرفك على حقيقتك والقناع 
الملاك إللي على وجهك هيتشال وهيظهر وجهك الحقيقي إللي الكل مخدوع فيه واولهم أخوك 
ضحك باستهزاء مبطن ثم قال بثبات
عمر ما كان بينا حاجة ولا هيكون في يوم من الايام بلاش خيالك المړيض يصورلك أوهام مش حصلت ولايمكن تحصل
عنه فسقطت داخل المسبح ثانيا صړخت به منفعلة وقالت بوعيد
ماشي يا سليم خاف من اللي الجاي
سحب المقعد المتحرك وغادر المكان ثم دلف لداخل الفيلا وتوجها إلى 
المصعد استقله ثم صعد به إلى الطابق الثاني ثم غادره وسار بمقعدة متوجها إلى حيث غرفته وأوصد الباب خلفه بالمفتاح ثم دلف الى المرحاض الملحق 
بغرفته و فتح صنبور المياه الخاص بالاستحمام وهطلت عليه المياه وهو 
ما زال مرتديا لملابسه فقد كان داخله بركان من الڠضب يريد اخماده بعد أن هدأت ثورة غضبه أغلق محبس المياه وغادر المرحاض ثم اقترب بمقعده 
المتحرك إلى دولابه فتحه وانتقى منامته ثم ابدل ثيابه وتوجه إلى 
الفراش تحامل على ساعديه والقي بنفسه داخل الفراش وعدل من وضع 
قدميه بكفيه ثم اغمض عيناه بتعب فهو لم يذق طعم النوم منذ ايام ذهب 
في النوم سريعا دون أن يترك ذهنه بتفكير بأي شيء يقلق مضجعه 
أما عن نور سارت على أطراف أصابعها وعادت إلى غرفتها
دون أن يشعر بها أحد وعندما دلفت لداخل الغرفة واغلقتها خلفها تفاجئت بإستيقاظ زوجها 
استمعت لصوته الرخيم هتف بتسأل
كنتي فين في الوقت ده وايه إللي أنتي لابساه
جف حلقها بتوتر ولم تقدر على التفوه بكلمة
عاد يتسأل بنبرة أكثر غلظة
كنتي فين وراجعه تتسحبي يا مدام
اقتربت منه 
بتوتر فقد حركت مشاعره الخامدة وهذا ما جعلها تقترب منه وهي ترسم 
على وجهها أبتسامة مصطنعة ثم جلست بجانبه أعلى الفراش ونظرت 
لش فتيه قائلة بشغف
هتف بجمود 
وايه ينزلك البسين في وقت زي ده 
كنت مضايقة عشان أنت لسه زعلان مني بليز ممكن تسامحني
لانت ملامح وجهه ونظر لها بحب 
زعلان منك عشان بحبك ومش قادر أنسى كلامك
ولكن عقله رفض أن تسيطر عليه وتنسج
خيوطها حوله أبتعد عنها وقال 
وهو يتطلع لعيناها 
بتحبيني وعاوزة تكملي معايا 
هزت راسها بالايجاب
استرسل حديثه قائلا
يبق مافيش تأجيل تاني للاطفال أنا عاوز اكون أب هنفضل مأجلين لحد أمته
جحظت عيناها پصدمة وشعرت بالتوتر ولم تعرف كيف ستخبره بأنها لا 
تريد أن تنجب الأطفال منه لانها تعلم بأن حياتهم الزوجية مھددة بالانتهاء 
وأنها لم ترغب في إنجاب أطفال يحملون نفس مرضه الذي لازال لم يتعافى 
منه أحد 
علم أسر أجابتها دون أن تهمس بكلمة فقد أتاه الرد من نظرات علم بأنها النهاية فتلك الزيجة لن تستمر 
وضع كرامته قبل قلبه 
أعطاها ظهره وقال بصوت حزين
اجابتك وصلتني مش محتاج اسمعها ثم دثر نفسه بالغطاء واردف قائلا
لازم أنام عندي سفر بكرة وأنتي كمان جهزي شنطتك عشان تفضلي عند 
جدك لحد لم ارجع من السفر ونشوف هنعمل ايه 
لم يغمض عيناه ظل يفكر فيما سيحدث معه بعد ذلك إلى أن غلبه النعاس 
اثر الدواء الذي

يتعاطاه لكي يحد من نوبات الصرع التي تهاجمه 
من حين لآخر 
الفصل الخامس
الساعة الرابعة عصر اليوم التالي 
داخل المطار كان يودع شقيقه وصديقه بالعناق الحار وعندما أعلنت الخطوط الجوية عن اقلاع الطائرة المواجهة 
إلى مدينة نيويورك سحب سراج الحقائب وسار أسر بجانبه ثم لوح بكفه 
مودعا شقيقه 
بعد أن أطمئن لاقلاع الطائرة غادر أرض المطار يستقل سيارته ثم أمر 
السائق بالتوجه إلى مكان ما 
أما عن حياة فبعد صلاة الجمعة جلس فاروق برفقة بناته وهو يتسامر بعض 
أطراف الحديث ثم غادرت أمل المنزل لكي تذهب إلى درسها ودلفت فريدة
غرفتها لتذاكر دروسها فامتحانتها بعد يومين أما حياة فظلت جالسة بجانب والدها 
قالت بصوت مرح
مابقاش فاضل غيري يا روقه
ربنا ما يحرمني منكم يا رب
ثم صمت قليلا وهتف بصوته حاني
في حاجه حصلت امبارح وانا عند عمك شريف ولازم أخد رأيك فيها 
هتفت بقلق بالغ تخشى أن يخبرها برفض عملها
خير يا بابا
أبتسم لها بحب وقال
أن شاء الله كل خير الحكاية ومافيها أن لسه واخد بالي بنوتي البكرية كبرت وبقت عروسة
ضيقت جبينها بغرابة وهمست قائلة 
عروسة ! 
استرسل والدها حديثه قائلا
وأحلى العرايس كمان طارق إبن عمك طالب إيدك للجواز
جحظت عيناها پصدمة وقالت وهي تشير إلى نفسها
طارق طالب أيدي أنا 
ضحك فاروق بمرح وقال
امال أيدي أنا هههه مالك يا بنتي مصډومة كده ليه 
أصل طارق يا بابا بعتبره أخويا الكبير ومستغربة طلبه ده بصراحة 
بصي يا حبيبة ابوكي أنا بقول ماتتسرعيش في قرارك فكري كويس أوي قبل ما تاخدي أي قرار طارق شاب ناجح وكمان مستعد ينقل شغله القاهرة وتأسس حياتكم هناك وتبدء مع بعض خطوة خطوة 
بس أنا فعلا مش قادرة أشوف طارق غير أخويا يا بابا صعب جدا طلبه ده 
طيب تقعدي معاه تسمعيه يمكن تغيري رأيك كمان ده إرتباط وجواز يعني لازم تاخدي وقتك وكمان تستخيري ربنا مش ترفضي وخلاص
تنهدت بهدوء ثم قالت
حاضر يا بابا هقعد معاه وهاخد وقتي في التفكير بس خلينا في موضوع شغلي الأول حضرتك وصلت لقرار
في دماغي كام حاجة كده 
قاطعته بحماس
طيب ما تعرفني يا روقه نفكر مع بعض
ربت على كتفها ونظر لها بحنان ثم قال
عاوزك تطمني طول ما أنا على وش الدنيا هعمل إللي في مصلحتك واللي 
يسعدك أنتي وأخواتك لو حصلت هسيب شغلي وحياتي هنا وننقل القاهرة 
عشان مستقبلك ومستقبل أخواتك ولازم تعرفي أن لا يمكن هفرض عليكي رأي ولا اغصبك على حاجة أنتي مش عايزاها
ض مته بقوة وقالت
ربنا يخليك لينا يا أعظم وأحن وأجمل أب في الدنيا بس لازم كمان 
حضرتك تعرف أنا لا يمكن أفضل مصلحتي وسعادتي على حساب حضرتك 
أو على حساب حد من أخواتي ثم إبتعدت عنه ونظرت له برجاء
ايه رأي حضرتك أروح أنا الأول القاهرة وأشوف الدنيا عاملة إزاي هناك 
وهكمل فيها ولا لأ
ثم أردفت قائلة
يعني بلاش نجازف بكل
حاجة هنا تخصنا هنا بردو 
أهلنا وناسنا وشغل حضرتك ودراسة
أخواتي وبيتنا الجميل وكل ذكرى حلوة 
لينا هنا بلاش نضحي بكل ده فجأة
تنهد بحيرة وقال
أن شاء الله مش هنعمل خطوة واحدة بدون اقتناع بس أنا خاېف اسيبك تعيشي لوحدك هناك صعب علي تبعدي عننا وكمان قلبي هيكون مش مطمن عليكي وقلقان طول الوقت 
أتت والدتها وهتفت قائلة
طيب أيه رأيك يا فاروق حياة تجرب هناك الأول وتقعد عند عمتي سناء
لو كملت في الشغل وارتاحت هناك أحنا نظبط حياتنا الأول وبعدين نحصلها 
نهضت تقبل والدتها وهي تهتف بفرحة
الله على أفكارك الجامدة يا دودو
ضمة ابنتها لص درها بقوة وقالت
رغم أن غيابك وبعدك عني هيقطع بيه بس أنا مع ابوكي كل اللي يهمنا سعادتك أنتي وأخواتك
هتف فاروق قائلا
بس ده مايمنعش أنك تفكري في الإرتباط من طارق
لوت والدتها ثغرها وقالت بضيق
طارق شاب كويس بس عيبه الوحيد أن إبن فردوس
وبعدين يا أم حياة عيب الكلام ده طارق ابن شريف الألفي
معلش مش قصدي يا ابو حياة أنا قصدي أن فردوس متحكمة أوي في
ولادها ودول كمان رجاله مش بنات ولا ناسي إللي عملته في 
خطيبة محمد وأهلها دي فكرشت
الجوازة بسبب العفش إللي قالت عليه 
رخيص ومش من مقامهم لا أنا أتمنى أجوز بنتي لراجل بجد الكلمة تكون كلمته مش كلمة حد من أهله أنا والله بعز طارق وكأنه إبني بس والدته صعبة أوي وأنا يهمني فرحة بنتي وسعادتها ومدام مستقبلها في الشغل
والاعتماد على نفسها فأنا لا يمكن أقف ضد مصلحتها 
هتفت حياة لتنهي ذلك النقاش ونظرت إلى والدها لكي تنفذ أوامره
هقعد مع طارق زي ما بابا اقترح عشان مش اظلمه برفضي هسمع منه 
الأول وبعدين أقرر 
هتف والدها بأرتياح
عين العقل يا بنتي 
دلف سليم في ذلك الوقت إلى المشفى الذي أراد أستراد الأجهزة الطبية 
الخاصة به فهو شريك بذلك المشفى وله حق الادارة لأنه
 

 

انت في الصفحة 6 من 69 صفحات