السبت 30 نوفمبر 2024

خيوط العنكبوت بقلم فاطمه الالفي

انت في الصفحة 25 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز

 


إلى المطبخ لإعداد الشاي بحليب هتف سراج وهو يهز رأسه قائلا 
عيلة لذيذة والله
عودة إلى المشفى 
جلست داخل الكافية الخاص بالمشفى تنتظر أعداد قهوتها 
بينما لمحها ادم وهو يطلب من الشاب اعداد قهوتهكانت جالسة يبدو عليها الشرود التقط كوب القهوة خاصته وأخذ الآخر الخاص بحياة بعدما علم بمطلبها ثم سار اتجهاها ووقف أمامها يتنحنح قائلا

القهوة بتعتك تسمحيلي أقعد معاكي أشرب قهوتي أنا كمان
هتفت باقتضاب 
أكيد أتفضل 
جلس بالمقعد المقابل لها وبدء في أرتشاف القليل من قهوته ثم نظر لها بتسأل 
يضايقك لو اتكلمنا شويا 
هزت راسها نافية وقالت
هنتكلم في أية 
يعني أنا عرفتك بنفسي وانتي ما عرفتنيش عن نفسك حتى اسمك ما عرفوش لحد دلوقتي
تنهدت بضيق وقالت
اسمي حياة فاروق الألفي وبشتغل مهندسة برمجة في شركة سليم السعدني
ثم همت واقفة وهاجمته بحدة قائلة
المعلومات دي كافية ولا ايه يا دكتور
وسارت غاضبة تصعد الدرج لحق بها يحاول الاعتذار فهو لم يقصد مضايقتها كان يود أن يفتح معها مجال للحديث بينهما 
وأثناء اللحاق بها أتت إليه الممرضة تركض مناديا إياه 
يا دكتور أدم يا دكتور 
دار وجهه

إليها لتردف الأخيرة قائلة 
طلبينك في الطوارئ في عربية والمصابين كتير 
ركض الي حيث الطوارئ ليتابع عمله باهتمام بعدما قرر أن يعتذر منها وقتا لاحقا 
أما عنها دلفت لغرفة والدتها بأنفاس لاهثة
وأغلقت الباب خلفها وظلت متسمرة خلفه تخشى أن يلحق بها الطبيب أو غيره فهي لم تعد لديها ثقة مطلقة بأحد كما أن سليم لن يتركها تنعم بلحظات أمان وسط عائلتها سيعمل طوال الوقت على تشتيتها وقد نجح في ذلك فهي رغم كونها بحصنها الأمن ولكن تشعر بالقلق والضياع كأنها تائهة مغيبة تريد أن تصرخ بأعلى طبقات صوتها ترفض ذلك الواقع المرير التي تعيشه 
ظل سليم ساهرا بغرفة مكتبة يرسم خطته بأحكام وفجأة انتشله من تخطيطه الشيطاني صوت طرقات اعلى باب مكتبه 
ثم دلف أسر وهو يقول
فاضي يا سليم نتكلم شويا
ولو مش فاضي أفضالك يا حبيبي تعالى اقعد 
جلس أسر بالمقعد المقابل لشقيقه ثم زفر أنفاسه بهدوء وهتف بتسأل
ماما قالت ايه عن ميلانا ويا ترى متقبلة جو ازي ولا ايه 
ما تقلقش ماما بس متفاجئ بس قولي ناوي تعمل أية مع نور 
كلمتها ولا توصلت معاها 
ناوي نقعد مع بعض ونتفق على
الطلاق وتاخد كل حقوقها هي لسه ما تعرفش بوصولي بكرة هروح اعزيها ونخلص كل حاجه بهدوء 
ثم أردف قائلا وهو يهم من مقعده 
أنا خارج مع ميلو عشان افرجها على البلد 
هتف بدهشة 
دلوقتي بس الوقت متاخر 
أبتسم له وودعه قائلا 
احسن وقت نخرج فيه بعد منتصف الليل ههه ما تقلقش علينا سلام 
أغلق باب المكتب خلفه زفر سليم بضيق والتقط الهاتف يجرا اتصالا سريعا
وعندما أجابه الطرف الآخر قال سليم بصرامة
موسى جهز عربيتك والحراسة دلوقتي أسر بيه خارج هو ومراته عاوز عينك ماتشلش من عليه تفضل زي ضلي واوعى يح س بيك مفهوم 
ثم اغلق الهاتف وعاد بظهره للخلف يغوص داخل مقعده الوثير وينظر أمامه بعيون حادة ونظرات صارمة خالية من الرحمة 
ارتدت ميلانا ثوب أنيق يتناسب مع رشاقتها باللون الاخضر وتركت شعرها البني ينسدل بتمويج على ظهرها 
عندما رآها أسر فرغ فاه ينظر لها بإعجاب ثم أقترب منها يبدي إعجابه بمظهرها الأخذ 
التقط كفها بين راحته ثم رفعه وطبع وعيناه تجوب على ملامحها 
أنا مش قد الجمال ده 
توردت وجنتيها خجلا وهمست بصوت رقيق
ليش هيك عم تطلع فيني
اسبل عيناه ثم
وجهها بين كفيه ودنا منها عميقة يبث بها شوقة وحبه لها 
بعد لحظات ابتعد عنها وهمس بحب
بتطلع فيكي عشان بحبك ومش قادر أشيل عيني من عليكي بجد أنتي ډخلتي حياتي نورتيها يا ميلو 
أبتسم بخفه ثم أردف قائلا 
يلا نخرج زي ما وعدتك بدل مااضعف وارجع في قراري 
رفعت أناملها وقالت وهي تتعمق النظر داخل مقلتيه
يا الله عيونك متل البحر بغرق فيهن
ضحك أسر مجلجلا بحنان ثم همس بجانب أذنها بعشق
أول مرة حد يتغزل بعيوني هههه
بذراعه وغادروا الغرفة سويا ثم هبط الدرج وغادر الفيلا بأكملها فتح لها باب السيارة لتستقل بالمقعد المجاور له وعاد هو يستقل بمكانه أمام عجلة القيادة لينطلق بها في شوارع القاهرة 
الفصل العشرون
ظلت حياة مستيقظة ترفض النوم من أجل تلك الكوابيس اللعېنة التي تقلق مضجعها يوميا 
أشرقت شمس الصباح تحمل في طياتها الكثير من أحداث اليوم 
بالمشفى أستيقظ فاروق ووجد ابنته جانبه تتشبث بي ده تطلع لها بوج هه الباسم ورفع ذراعه ثم طبع حانية أعلى راسها وطمئنها بأنه بخير ولا داعي لقلقها 
بادلتة الإبتسامة الهادئة ودفنت راسها داخل ص دره لا تريد إلا احض أن والدها الدافئة
طرق الطبيب باب الغرفة أبتعدت حياة عن أحض ان والدها وهتفت قائلة بصوتها الرقيق تأذن للطارق بالدخول
أتفضل 
ولج الطبيب ادم واغلق الباب خلفه ثم همس مبتسما
صباح الخير يا أستاذنا عامل أية دلوقتي
قالها وهو يقترب بخطواته اتجاه الفراش وعيناه تجوب بين حياة ووالدها الممدد على الفراش
أبتسم له فاروق بود وقال بصوت متقطع 
بخير الحمد لله الفضل لربنا وليك يا دكتور أدم
ده واجبي يا أستاذنا
تطلع فاروق لحياة قائلا 
تعرفي يا حياة دكتور أدم من طلابي في المدرسة وهو اللي انقذ حياتي وليه الفضل بعد ربنا أن لسه عايش ووسطيكم
نظرت للطبيب بامتنان وقالت باقتضاب
شكرا يا دكتور على اللي عملته مع بابا 
دة واجبي يا آنسة حياة وشرف ليه أن قابلت استاذي الفاضل بعد كل السنين اللي فاتت الاستاذ فاروق كان اب لينا وكان دايما المنصح كان نفسي التقي بيه في مناسبة افضل من كدة 
الحمدلله يا بني وانا مبسوط بيك وباجتهادك 
حمحم ادم وهو ينظر لحياة بعدما فحص والدها
الحمد لله بقينا عال وتقدر حضرتك تروح وتكمل العلاج في البيت وانا من وقت لتاني هعدي اطمن على حضرتك ومتتظرك في مواعيد الجلسات
أوما له فاروق بالايجاب وقررت حياة ترك الغرفة وهتفت قائلة وهي تهم بخطواتها 
هنزل اشوف حسابات المستشفي
وغادرت دون أن تنتظر رد والدها أبتسم له ادم وودعه سريعا بحجة متابعة المرضى ولكنه يريد أن يلحق بحياة ويعتذر منها بسبب أمس وهو لا يعلم ماذا فعل لكي تتهرب منه بهذا الشكل 
وعندما غادر الغرفة

تطلع يمينا ويسارا ولكن لم يجدها فقرر أن يلحق بها بمكتب الحسابات 
استقل المصعد بينما حياة هبطت الدرج ووصلت إلى وجهتها طرقت الباب ودلفت
تتسأل عن الحساب الخاص بوالدها واعطت المحاسب الفيزا الخاصة بوالدها ولكن تفاجئت بأن الحساب تم دفعه وعندما تسالات عن الشخص صعقټ فلم تصدق بأن سليم فعل ذلك من أجل والدها 
غادرت الغرفة وعيناها تذفر الدمع بسبب تشتتها فهو يريد ارسال إليها عدة رسائل بسبب تصرفه ذلك وهي لم تقبل المال الحړام الذي دفعه لا تريد أن تتلوث بأمواله المحرمة بسبب چرائمه قررت أن تتحدث معه وتخبره بأنها لن تقبل ماله الحړام ولكن تفاجئت بوقوف ادم أمامها
هتف معتذرا 
آنسة حياة كويس أن لاقيتك
هتفت بضيق
خير يا دكتور 
كنت عاوز اعتذر عن امبارح انا اسف لو كنت ضايقتك بدون قصد والله حاولت اعتذر لك امبارح بس للاسف جات حاډثه وكان في حالات طوارئ ارجو ما تكنيش زعلانه مني
هزت راسها نافية وقالت
مافيش داعي حصل خير بعد اذنك عشان اجهز بابا
أفسح لها الطريق سارت من جواره وعيناه تلاحقها إلى أن اختفت
عن أنظاره لاحت ابتسامته الجذابه وهو يحدث نفسه قائلا بإعجاب
هي البنت دي اللي بدور عليها
عندما استيقظت دلال توجهت إلى المطبخ تعد طعام الإفطار ثم استعدت للذهاب إلى المشفى لزوجها وبالها مشغولا على ابنتها فهي لم يهدأ لها بال إلا بالاطمئنان عليها وتريد أن تبعد تلك العقربة زو جة عمها بالاقتراب منها هي وابنها 
عندما وجدتها شاردة ربتت
سناء على كفها برفق
تبات ڼار تصبح رماد يا بنتي ما تشيلش هم ربنا موجود ومعانا لا يمكن يتخلى عنا أنا هفضل هنا كام يوم لم حياة تتعالج وانا طلبت من سراج يشوف شقة مناسبة وتكون جنبي وننزل كلنا على القاهرة والبيت ده يتقفل ولا يتباع
همست بصوت منكسر
ربنا يخليكي ليا يا عمتو
ثم نهضت عن مقعدها وقالت 
هصحي البنات عشان يفطرو ويحضرو نفسهم عشان نروح لفاروق المستشفى
وهمت في خطواتها تدلف لغرفة بناتها أما سناء فنهضت إلى غرفة الصالون لتجد سراج يغط بنوم عميق أعلى الأريكة هزت مرفقه برفق وقالت بصوت خاڤت 
سراج حبيبي صحي النوم يا بني 
فتح عيناه ليجد جدته اعتدل في نومته وق بل ي دها 
صباح الخير يا سنسن
صباح الفل يا قلب سنسن ثم أردفت قائلة 
يلا صحصح كده وادخل الحمام غسل وشك عشان تفوق كده بعد الفطار توصلنا المستشفى وتتكل على الله ترجع القاهرة ونشوف شغلك وانا هفضل معاهم كام يوم اطمن على فاروق وحياة 
حك عنقة بتفكير ثم نهض من مكانه 
تمام يا قلبي اللي تشوفيه
بعد لحظات التفوا الجميع حول مائدة الطعام وسراج من حين لآخر يختسل النظرات على فريدة وفجأة استمعوا لطرقات أعلى باب المنزل
نهضت دلال بقلق تفتح الباب لتبتسم في سعادة برؤية زوجها واقفا أمامها يستند بكفته على ابنته حياة
هتفت حياة قائلة
جرا ايه يا ماما هتفضلي واقفة كدة كتير الحمدلله بابا بخير وهيكمل علاجه في البيت
التقطت ذراعه تم سك به وهي تقول بابتسامة
ماحدش هيسندك غيري يا ابو حياة هيفضل كتفك في كتفي العمر كله
تنهدت حياة بعمق ودلفت خلفهم الټفت شقيقتيها تعانق والدهم بفرحة تركتهم حياة بارهاق وولجت إلى غرفتها لا تريد أن تحتك بسراج فهي على علم بأنه شريك سليم بكل أعماله المشپوهة 
ودع سراج جدته واستقل سيارته ليعود إلى القاهرة وهو عازم الأمر على الحديث مع سليم فهو يعلم بأنه يخفي علي شيء وهذا الشيء متعلق بحياة ويريد معرفة الأمر 
وأثناء قيادته أتاه طيفها أبتسم بهدوء وتذكر الحديث الذي دار بينهما أمس وحزنها على مرض والدها وبكاءها الذي شعر غصة بقلبه بسبب دموعها 
تنهد بضيق وهتف قائلا
فريدة دي مشكلة
لاحت ابتسامته وهو يتذكر ملامح وج هها البريئة وحجابها الرقيق وشخصيتها المختلفة عن شقيقتها فهي ذات ح س فكاهي ورغم حزنها وما تمر به إلا أنها خلقت جو من البهجة والمرح بينهما كما أنها ودودة في التعامل يبدو بأنه سيأخذ بنصيحة جدته ويفكر في إمر ارتباطه 
داخل ڤيلا شاكر بدراوي
شعرت بالوحدة وعادت منطوية على نفسها حزينة لم تجف عيناها عن سيل الدموع
دلفت الخادمة غرفتها وهي حزينة على حالها جلست بجوارها على الفراش وظلت تم سد على ظهرها بحنو وقالت
قومي يا بنتي ما تسببس نفسك للحزن يا حبيبتي اسمعي مني يا نور اتخلي عن عنادك ده وارجعي بيت جو زك
نظرت لها پصدمة لتردف الخادمة قائلة بصوت حاني
أيوة زي ما سمعتي أنتي وأسر مالكمش إلا بعض وهو على قد جرحه منك بس بيحبك ارجعي يا بنتي وصفي أي خلاف بينكم وابدءو صفحة جديدة ونقفل الماضي عيشي يا بنتي حياتك وافرحي الدنيا مش مستاهلة لحظة زعل نفضل
 

 

24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 69 صفحات