الإثنين 25 نوفمبر 2024

للقدر حكايه بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 32 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز

عش الزوجيه خاصتها 
نهضت من فوق فراشها تستكشف غرفتها الجديده فتعرقلت في البساط المفروش على ارضيه الغرفه فسقطت ارضا 
وعادت تنهض ثانيه تبحث عن زجاجه مياه حتى تروى حلقها الذي جف من العطش ظلت تدور في الغرفه دون أن تجد ضالتها 
لتسقط دموعها بقله حيله وتهتف بأسم شقيقتها 
ياماجده 
خرجت من غرفتها اخيرا فبعد ان كانت هي من لا تراه وتبحث عن وجوده انقلبت الأدوار وأصبح هو ينتظر خروجها من الغرفه ويشعر بالقلق عليها فمنذ ذلك اليوم وهي قابعه بحجرتها صامته يضع لها الطعام بجانب باب غرفتها ويمطرها بكلمات الاعتذار 
تعلقت عيناه بها فأصبحت شاحبه ذابله ولكنها كانت قويه 
هتف براحه وهو يجدها أمامه قبل أن يغادر للشركه التي يديرها 
كويس انك خرجتي بقيتي كويسه ياهناء
طالعته بجمود واشاحت عيناها بعيدا عنه
عايزه اتكلم معاك ياابن عمي 
رفع حاجبه متعجبا من لهجتها 
تمام تعالي نقعد ونتكلم 
اتجهت نحو احد المقاعد تجلس عليه فأتبعها ينتظر سماع ما
ستخبره به 
اتكلمي ياهناء سامعك 
حدقت به بكبرياء رغم ضعفها 
لازم نحط حدود لعيشتنا مع بعض 
وقبل ان يتكلم اوقفته متمتمه 
ياريت متقطعنيش هنعيش مع بعض ولاد عم وبس وبعد سنه كل واحد يشوف حياته
واردفت بعدما نظر إليها بتعمق 
للأسف كنت اتمنى اطلق منك من اللحظه ديه بس مجتمعنا عقيم ومش هيرحمني وخصوصا انك ابن عمي انفصالنا هيكون بسبب اننا مننفعش لبعض لأننا مش
هنعرف نخلف من بعض 
تعلقت عين مراد بها بقوه 
أنتي مخططه ومرتبه لكل حاجه 
ابتسمت وقد لمعت عيناها بالكره 
واعمل حسابك انا السنه ديه هشتغل فيها وهبني حياتي ومستقبلي كفايه غباء لحد كده 
تجمدت ملامحه عليها ليري امرأة اخري تطالعه بتحدي وليست هناء ابنه عمه الهائمه في حبه ونظره واحده منه ټخطفها 
صممت ناديه ان تنتقي معها فستان الزفاف وأخذتها لنفس المتجر الذي رأتها تطالع فيه الثوب كانت ناديه متحمسه لتلك الزيجه وتهتم بكل شئ يخصها بل هي من اقنعت والد ياقوت بتعجيل الزواج وأنهم لا يريدوا العروس الا بحقيبة ثيابها لا أكثر 
انتقت ياقوت نفس الثوب الذي تمنته ذلك اليوم الذي أتت فيه مع هناء تنتقي معها ثوب زفافها اشتاقت لصديقتها التي هاتفتها لمرات من رقم شقيقتها ولكن هاتفها لا يعطي الا رساله واحده انه مغلق
جلبوا كل ما يخص الثوب وخرجوا من المتجر 
لتنظر ناديه نحو سياره شقيقها مبتسمه ثم تعلقت عيناها ب ياسمين
ويا ياقوت 
ياقوت حببتي
انا هاخد ياسمين نقعد في اي كافيه وانتي روحي لحمزه 
نظرت إليها ياقوت مستفهمه لتفهم عبارتها بعدما وجدت سيارته مصطفه على جانب الطريق وينتظرها
انا مقولتش لبابا مقدرش اعمل حاجه من غير اذنه 
تعلقت عين ناديه بها ثم ضحكت 
ياقوت ياحببتي حمزه بقي جوزك دلوقتي انتي ناسيه كتب الكتاب اللي اتكتب امبارح غير انكم لحد دلوقتي مقعدتوش مع بعض واتكلمتواانا عارفه كل حاجه جات بسرعه بس لازم تقربوا من بعض الشهر ده عشان تفهموا بعض اكتر وتشيلوا الخلافات اللي بينكم 
ألقت ناديه العبارات بمقصد فهى تعلم انها تتحاشا الاختلاط بشقيقها وكأنها غصبت على تلك الزيجه ولا تعلم السبب وشقيقها صامت يتقبل الامر بهدوء وكأنه يعلم السبب وراء ذلك 
عقد القران كانت فكرتها أيضا ومع دعم مهاب وسلوي وافق والدها 
واردفت وهي تدفعها برفق 
ومتقلقيش حمزه بلغ ولدك مع انه مش محتاج يعني يلا بقى ولا انتي ايه رأيك يا ياسمين 
تعلقت عين ياقوت بشقيقتها التي ابتسمت على حديث ناديه بل ووافقتها 
تمتمت داخلها حانقه 
ماشي يا ياسمين حسابك معايا في البيت 
وسارت بخطي مرتبكه نحو سيارته ليغادر السياره مقتربا منها وأماء برأسه لشقيقته وشقيقتها التي تراه كبطل من أبطال الروايات 
مال نحوها بخفه هامسا 
بتهربي مني يا ياقوت 
يتبع بأذن الله 
الفصل التاسع والعشرون
جالت عيناه نحو خلجات وجهها الخجل توترها قضم شفتاها وعيناها التي تدور هنا وهناك بعيدا عنه
أبتسم وهو يرى عيناها التي تهرب منه كلما تلاقت عيناهم خلسه
وبعدين يا ياقوت مش معقول هنفضل قاعدين كده 
طالعته بصمت ثم اشاحت وجهها بعيدا عنه ترك مقعده ثم جلس بالمقعد الذي يجاورها ووضع يده على خدها حتى يجذب انتباهها نحوه
بصيلي يا ياقوت
تنهدت بصوت مسموع وهي تتحاشا النظر اليه فأبتسم من عنادها
يابنت الناس احنا مش هنفضل كده
أراد استفزازها حتي يجعلها تخرج له كل ما يكن داخلها فترقرت الدموع في عينيها وهي تطالع نظراته التي تخترقها نفضت كفه الموضوع على خدها ونهضت تهرول من المطعم الذي اتي بها اليه وقد كان مطعما منعزلا لا يتوافد له إلا من أراد الهدوء بعيدا عن ضجيج المدينه 
ياقوت استنى عندك ياقوت 
هتف بأسمها بعد أن هرول خلفها لم تلتف اليه ولم تجيب علي ندائه كانت ستخطو الطريق دون أن تنتبه للسياره القادمه ولكن يده قبضت على ذراعها ثم جذبها نحوه صارخا
أنتي مجنونه 
بكت بحرقه وآلم وۏجع كان مخزونه لسنوات بكت وهي تشعر بالبروده رغم حراره الشمس الدافئه جزء داخلها أراد الصړاخ ولكن صوتها كان يأبى الخروج اليه وهو يشعر بأرتجاف جسدها ليهمس لها
خلاص اهدي شكلك نكديه يا ياقوت وبتحبي العياط الكتير
ابتعدت عنه عندما أدركت وضعهما ورفعت كفوفها نحو وجنتاها تمسح دموعها بقوه ضحك وهو يرى فعلتها
أنتي بتعاقبي نفسك
ومد كفيه يمسح عنها دموعها فتعلقت عيناها به
انت اتجوزتني عشان ضميرك مش كده
تجمدت كفوفه على وجنتيها وهو يسمعهاعقله كان متفق معها ان زواجه منها كانت فعله الضمير
رد عليا هو انا لدرجادي الكل بيشفق عليا ياحمزه بيه
واردفت ساخره
طردتني من شركتك عشان مجرد ورق مكنش ليا ذنب صفقتك كسبتها اما انا الموظفه الغلبانه مش مهم تطرد ويجي بدالها عشره
مكسب صفقته وتجاوز الخساره لم تعلم بهم الا من ناديه اليوم حينا دار الحديث حول تلك الحاډثه
ناديه بحنكتها اخبرتها بلطافه امرأه ان تلك الحاډثه اثمرت بحبهم ولكن عن أي حب تتحدث فرغم ضعفها وقله حيلتها الا انها ابعد ان تكون ساذجه
طال تحدقه بها وابتعد عنها يزفر أنفاسه وعيناه تدور بالمكان
ومفسرتيش جوازي منك بسبب اللي عملته في مكتبي
تخضبت وجنتاها حرجا من ذكرى
ذلك اليوم وتعمق بالنظر إليها
ف ياقوت القطه الوديعه لا تعرف الي من قادها قدرها
تمتم داخله
هتتعبي معايا يا ياقوت انتي ابسط من انك تدخلي عالم واحد زي وهتف منهيا ذلك النقاش بجموده
مردتيش ليه عموما يا ياقوت جوازي منك ملهوش تفسير تقدري تقولي قدرنا كان واحد
وقفت أمامه حائره لا تفهم كلامه فبنظرها كان رجلا غامضا وفي قانونه هو رجلا أودعت عليه الحياه ظلامها
لطافته معها لم تكن الا انه أراد أن يفتح صفحه جديده معها ثم يعود إلى حصونه وقلبه الذي أغلق عليه منذ أعوام طويله
الحب في قانونه ضعفا والضعف لا مجال له في طريقه
وهو لن يجعل امرأه مالكه لقلبه تملكه بأبتسامه منها وتسقطه من لدغتها
انت ليه كده ليه محدش فاهمك انت طيب ولا شرير ظالم ولا رحيم قلبك طيب ولا معندكش قلب
ابتسامه حطت فوق شفتيه اخفاها سريعا
انا كل دول يا ياقوت واتمنى تكوني طلعتي كرهك كله عليا النهارده
ومال نحوها يلثم خدها برفق فأغمضت عيناها متمتمه
ابعد لو سامحت
ضحك وهو يبتعد الامر
ومد كفه يمسح على خدها الاخر اما هي كانت لا تعلم حالها معه
توترت وارتبكت وادركت انها معه حمقاء غبيه حتى اعصارها كان اعصار هادئ ابتلعه هو بسهوله
وقف شريف يطرق علي باب الشقه متلهفا لرؤية من اشتاق اليها
تنهد وهو ينتظر ان يتلقى الاجابه ولكن لا أحد أجاب عليه
سمع خطوات على الدرج وطرقعت حذاءتعلقت عيناه بسيدة كبيره في السن تحمل بعض أكياس الخضار وتلتقط أنفاسها بصعوبه
انت عايز مين يابني 
تنحنح شريف حرجا وابتعد عن باب الشقه مقتربا منها يسألها 
مدام ماجده 
طالعته المرأه تفحصه ثم تمتمت تلوي شفتيها ممتعضه 
خرجت هي وجوزها 
تركته المرأه لتصعد نحو شقتها ليسرع خلفها 
ياحجه ممكن لحظه 
ابتسمت بعد أن دعاها بهذا الاسم 
يسمع منك
ربنا يابني 
ابتسم شريف وهو يرى مثالا لأمرأه بسيطه 
هتيجي امتى طيب 
تنهدت المرأة وهي تنظر نحو باب الشقه 
والله يابني انا ست في حالي ماليش دخل بالجيران ولا بسأل رايح فين ولا جاي منين الواحد برضوه بيفهم ولا ايه 
ضحك على لطافتها فتمتمت 
مش تشيل عني ولا انتوا يا شباب اليومين دول متفهموش في الذوق 
حمل شريف الأكياس سريعا منها 
اسف هاتي عنك 
ربتت على كتفه بتودد 
شكلك ابن ناس انت قريبهم 
ابتسم شريف وهو يعلم انه كي يحصل على الاجابه لا بد أن يقدم لها بياناته الشخصيه 
اه قريب ليهم من بعيد
تنهدت المرأه وهي ترمقه مفكره 
مادام قريبهم يابني وباين عليك معاك فلوس ما تاخد اختها المسكينه اه تكسب ثواب بدل رميتها ياحبه عيني فوق السطوح 
واشارت اليه كي يميل نحوها 
بيني وبينك لسا امبارح كنت قافشه الواد سيد طالع يتسحب على السلالم بليلوبيتلفت حواليه وهو واد بتاع مزاج
وابتعدت عنه تلوي شفتيها ممتعضه
الواحد خاېف على البت انت فاهمني يابني 
تجمدت ملامح شريف وهو يسمعها واظلمت عيناه ڠصبا 
صحيح يابني انت بتشتغل ايه 
لينظر نحوها وقد كان عقله غائبا مع تلك التي تركها لهؤلاء الذئاب 
ظابط 
تلبشت المرأة قليلا ثم صعدت الدرج أمامه 
تعالا اخدك اوضتها يابني ما انتوا قرايب برضوه 
حركت يداها بين محتويات العلب لتلتقط واحده تلو الأخرى
فالظلام موحش ولا يعرف النعمه الا من فقدها بدء صوت المياه يتعالا بفقعاته على الموقدفأتجهت نحو الموقد لتغلقه وألتقطت البراد الموضوع فوقه وقد نست سخونته وسقط البراد هو الآخر منها فأنسابت بعض القطرات فوق قدميها 
آلمها عجزها وهي تشعر بالعجز ولا شئ تستطيع فعله وحدها 
كأس شاي أرادت ان تتناوله وعجزت هتفت بحاجه الى شقيقتها 
ياماجده تعالي 
طرقات خافته دقت علي باب غرفتها نظرت لشريف الواقف خلفها وقد لمعت عيناه بالآلم والشوق 
مها 
تردد الاسم في اذنيها فأبتعدت وهي ترتجف 
ماجده فين ماجده انتي فين 
اغمض عيناه وهو يراها خائفه منه 
يامها ياحببتي حضرت الظابط جاي ياخدك من هنا
هتفت بها السيده عدلات 
لا ابعدي عني ده وحش 
اقترب منها فقدرته على التحمل ضاعت وهو ينظر إلى الغرفه التي ألقتها بها شقيقتها 
مها انا شريف سامحيني ياحببتي
دمعت عيناها وهي تسمعه 
سبتني ليه سبتني عشان انا عاميه صح 
اغمض عيناه بقوه وهو يحتقر نفسه عندما قرر تركها 
واللي بيسيب حد بيرجعله اوعدك عمري ما هسيبك تاني
وتعلقت عيناه بالفوضي الملقاه فوق ارضيه الغرفه وقبل ان يهتف بشئ جاءت ماجده وبجانبها سالم الذي احتدت عيناه عند رؤيه شريف 
رجعت لي تاني ياحضرت الظابط 
جز علي أسنانه بقوه وهو يلتف نحوه بأبتسامه واسعه 
جاي اخد الامانه اللي حفظتي عليها يامدام ماجده 
قالها شريف ساخرا لترمقه ماجده غاضبه 
امانه ايه
ياحضرت الظابط حاكم الواحد مبقاش فاهم غرضك ايه
تعلقت عين شريف بهم فثبتت ماجده عيناها عليه وهي تنتظر الرد الذي ترغبه 
غرضي اني اتجوز مها
ونظر للمكان بأحتقار لتنظر ماجده نحو شقيقتها التي انزوت في احد أركان الغرفه تضم يداها نحو جسدها تخشي زوج شقيقتها 
نظر حمزه نحو شريف وهو يلقي ذلك الخبر عليهم جميعا بعدما طلب ان يجتمعوا لأمر هام 
تعلقت عين ندي به تسأله
جاي تقولنا انك بكره هتتجوز ياشريف طب كويس مقولتلناش قبلها
31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 39 صفحات