السبت 23 نوفمبر 2024

روايه خيوط العنكبوت بقلم فاطمه الألفي

انت في الصفحة 11 من 46 صفحات

موقع أيام نيوز


لتناول الطعام حول المائدة وهتفت دلال بتسأل 
رقية عاملة أيه يا عمتو هي مش ناوية تنزل ولا ايه هتفضل متغربة كده 
تنهدت بحزن ثم قالت
تقريبا كده الغربة عجبتها ومش هتنزل غير تحضر دفنتي
شهقت پصدمة وربتت على كفها بحنان وقالت
بعد الشړ عنك يا قلبي معلش اعذريها ماحدش عارف ظروفها بس ماتقلقيش مسيرها ترجع لبلدها وتستقر فيها 
هقول ايه ربنا يعين كل واحد على حاله 
بعد مرور ساعتين قرر العودة إلى بلدتهم وودعو ابنتهم ولم تنسى دلال 
من وصاياها لابنتها أن تهتم بصحتها وبعملها وودعتها بالدموع الحاړقة 

بسبب ابتعادها فهي لم تبتعد عن أحدى
بناتها منذ ولادتهم تركتها بقلب 
منفطر يرفض الابتعاد ولكن ليس بيدها فعل شيء فهذا مستقبل ابنتها 
اصطحبت سناء حياة لغرفتها التي رتبتها من أجلها ثم تركتها تنام فقد كانت متعبة أثر ساعات السفر التي قضتها بالسيارة
وغدا لديها عمل باكر يجب أن تذهب إليه
بدلت ملابسها بمنامة قطيفة شتوية من اللون الفيروزي واستلقت بالفراش واغمضت عيناها لتذهب في النوم بعد عدة ثواني 
عاد سليم متعب من عمله وقبل أن يدلف لداخل الڤيلا وجد نفسه يتوجه إلى حوض الزهور الذي زرعه شقيقه بنفسه تابع نمو الأزهار بنظرات فاحصة ليتفاجئ ببعض الورود ذابلة يبدو بأنهم يشتاقون لليد التي كانت ترويهم كل صباح تنهد بضيق ثم سحب مقعده ليصل إلى رشاش المياه فتح المحبس والتقط الرشاش بيده ثم بدء في ري الازهار بعناية وبعد أن أنتهى من مهمته أغلق المحبس ودلف لداخل الفيلا 
جحظت عيناه پصدمة عندما وجد شاكر البدرواي في انتظاره يجلس بالصالون مع والدته 
هتفت خديجة بجدية 
تعالى يا سليم عمك شاكر منتظرك من بدري 
زفر بضيق بعد
أن فاق من صډمته وهتف مرحبا به بفتور
أهلا وسهلا يا شاكر بيه ثم استرسل حديثه قائلا
لو كنت أعرف أن حضرتك منتظرني أكيد ماكنتش اتاخرت عليك 
هتف شاكر ببرود 
محتاج اتكلم معاك على إنفراد ده بعد إذن الهانم
ضيق جبينه ونظر إلى والدته قائلا
افتكر والدتي لازم تكون موجودة بم أن حضرتك جاي تتكلم في طلاق حفيدتك من اخويا بس أعتقد غايب عنك أن القرار في ايد أسر مش في أيدينا 
أبتسم بمكر وقال
مين قال إن
جاي اتكلم في طلاق لا خالص أنا جاي اتكلم في أمر تاني وأفضل أن والدتك ماتكونش موجودة لأن الكلام اللي هقوله صعب الهانم تستوعبه
نظرت خديجة لابنها بقلق طمئنها بنظرة عيناه الحانية 
هتفت بتوجس
خير أسر فيه حاجة ومش عاوزني أعرف 
الكلام اللي هقوله صعب أسر يعرفه ولو وصله الكلام ده أكيد مش هيكون بخير خالص 
هتف سليم منفعلا
وضح كلامك واتكلم دغري مابحبش اللف والدوران
زفر انفاسه بهدوء ثم قال
الحړب اللي عملتها عليه لازم تنتهي وحالا وإلا 
قاطعة باستهزاء
وإلا ايه يا شاكر بيه سليم السعدني مابيتهددش ولا بيتجبر ينفذ أوامر 
نهض واقفا ونظر له پغضب 
أسر لو عرف أنك سبب ټدمير حياته الزوجية مش هيسكت لو وصله بس 
خبر أنك ورا إصرار نور على الإنفصال منه بسببك أنت مش بسبب حد تاني 
اكيد هيكرهك ده غير أن حالته الصحية هتدهور وهيفقد الثقة فيك وفي كل اللي حواليه
ثم القي نظرة أخيرة على والدته وقال
عقلي إبنك يا هانم بلاش يلاعبني بأسلوبه ده عشان اللي هيتحرق بناره 
هو أخوه مش أنا 
ثم سار بخطوات واسعة مبتعدا عن الڤيلا واستقل سيارته عائدا إلي فيلته 
يبتسم بانتصار فقد انتصر السحرة على الساحر وانقلبت لعبته ضده فهو 
يعلم أن ما فعله هو الصواب من أجل انقاذ حفيدته وشركته من الخسارة 
هتفت خديجة بقلق وهي تمسك بذراعي أبنها
سليم شاكر مابيهددش شاكر عاوز يخسرك اخوك اكيد نور وصلتله كلام 
ماحصلش وهو مصدق حفيدته وعشان كده جاي يساومنا أرجوك يا بني 
أبعد عن شاكر خالص عشان حياة اخوك أحنا ماصدقنا أن خد قرار الانفصال 
عن نور بلاش يعرف اي حاجة تانية ممكن تموته
ماتخفيش يا ماما شاكر مايقدرش يعمل هو بس ثرثار شويا و عنده علم 
أن اقدر اخرصه بس أنا سايبة حلاوة روح مش أكتر أسر خط أحمر ولو 
هو فكر يتعدا الخط ده مش هيكون في صالحه
يا بني يا حبيبي ريح قلبي وبلاش تقرب من شغله مش عشان خايفين منه
بس أنا بشتري راحة ولادي عشان خاطري 
حاضر يا امي خاطرك غالي ومش هقرب منه بس ده مش خوف منه ده 
عشان عاوز حضرتك تطمني وماتقلقيش ادعي بس لأسر يرجع بالسلامة
هو أنا عندي أغلي منكم ادعيلوا ربنا يسعدكم ويريح بالكم ويعمر قلوبكم
بالانسانه إللي تستحقه وتصونه
أبتسم لها بحب ثم التقط كفيها يطبع على كلاهما ق بله حانية ثم نظر لها بمرح قائلا
ينفع الشحط إللي قدامك ده ينام في حضنك انهاردة ولا كبرت عليه 
ابتسمت له بحنان ولمعت عيناها بفرحة ثم قالت
مهما كبرت حضڼ امك هيفضل يساعك ومتاح لك العمر كله 
ربنا يخليكي يا ديچا قلبي 
سحبت مقعده المتحرك ودلفت به المصعد وبعد أن توقف بالطابق الثاني 
وغادروا المصعد حركت المقعد الى حيث غرفتها ساعدته على أن يمدد 
ج سده بالفراش وعندما وضع رأسه أعلى الوسادة اغمض عيناه ليذهب في 
نوم هادئ ابتسمت هي ودثرته بالفراش وظلت جواره تمسد على خصلاته 
برفق وتتمنى داخلها أن يسعد قلبه ويحظي بالحياة التي يستحقها فهو 
مثله كمثل أي شاب من حقه أن يتمتع بحقه في الحب والزواج وتكوين 
أسرة وينجب الاطفال 
تنهدت بحزن عندما شردت لذلك التفكير ثم أغمضت عيناها هي أيضا ونامت 
قريرة العين بجانب ابنها الحبيب 
الفصل التاسع
كانت تسير حافية القدمين بمكان مظلم لا تعلم اين هي تتلفت حولها
كالتائهه التي ضلت طريقها وفجاة ظهر من خلفها كلب أسود كبير ينبح 
بصوته القوي يريد النهش بها ركضت بكل ما أوتيت من قوة وهو يركض 
خلفها ظلت تصرخ تستنجد بأحد لكي
خلصها من ذلك الكلب ولكن صوتها لم يكن مسموع 
صړخت بكل قوتها وفتحت عيناها بفزع ثم انتابها نوبة من البكاء
يبدو بأنها كانت داخل كابوس مزعج 
فتحت سناء عينيها عندما استمعت لصوت صړاخ حياة نهضت من فراشها 
وسارت بخطواتها المتبطئه متوجهه إلى غرفة حياة للاطمئنان عليها 
دلفت الغرفة وشهقت پصدمة عندما وجدت ج سدها ينتفض أعلى الفراش وتبكي بنحيب اقتربت منها بحنو وجلست جانبها اعلي الفراش وحذبتها 
لاحضانها وظلت تهدهد عليها برفق وهمست بصوتها الحاني ما تيسر من 
القران الكريم وضعت كفها اعلي جبين حياة وهمست قائلة المعوذتين 
وسوره الاخلاص والفاتحة وختمت بأيه الكرسي ظلت ترددهم ثلاث مرات 
متتاليه ثم ربتت على ظهرها وقالت
ماتخفيش يا بنتي شكلك كنتي بتحلمي عشان مغيرة مكان نومتك 
همست حياة من بين دموعها وهي متشبثه باحضان سناء 
كابوس فظيع يا عمتو 
ضمتها برفق واراحت ج سدها بجانبها وهتفت بطمئنينه
انتي بخير يا حبيبتي ماتقلقيش وانا هنام جنبك وماتحكيش اللي شوفتيه في منامك
هدا ج سدها من الرجفة وظلت متشبثه باحضان سناء إلى أن غلبها النعاس 
أما
عن سناء فظلت تردد بعض الآيات القرآنية إلى أن غفلت هي الأخري 
وكل منهما يحتضن الآخر بتشبث 
في الصباح 
أستيقظ سليم وجد نفسه بغرفة والدته ولكن لم يجدها سحب المقعد
المتحرك خاصته ليجذبه إليه ثم رفع ج سده بذراعيه وجلس أعلى المقعد 
وضبط وضع اقدامه عليه ثم ضغط زره ليسير به مغادرة الغرفة ليذهب 
إلى غرفته لكي يبدل ثيابه ويتوجه إلى عمله 
وبعد أن أنتهى من استحمامه وارتداء ملابسه تطلع لهيئته داخل المرآة 
ومشط شعره ثم نثر عطره ونظر للمرآة ثانيا وجد عينان باكية تتطلع له 
اغمض عيناه وعاد فتحها ليتأكد منما راءه ولكن لم يجد شئ ظن بأنه 
صباح الخير يا ست الكل
ابتسمت له بحب وقالت 
صباح الورد والفل والسعادة عليك يا حبيبي افطر الاول قبل ما تروح الشركة
حاضر يا قلبي 
اعطته قطعة خبز توست دهنتها بعسل النحل
بالهنا يا حبيبي
التقطها من يدها 
تسلم ايدك
ثم هتف متسألا
أسر ما أتصلش بحضرتك
هزت راسها نافيه وخيم الحزن وجهها 
ربت علي كفها بهدوء وقال
ماتقلقيش هو بخير سراج اتصل بيه بس عشان فرق التوقيت بينا أسر عارف إن حضرتك بتنامي بدري بس هو كويس محتاج لدعواتك وبس 
ربنا معاه ويرجع بالسلامة يا رب
يارب 
ابتعد عن المائدة ثم قال
وهو يحرك مقعده 
محتاجه مني حاجه يا ست الكل أنا هتأخر في الشركة اليوم هيكون طويل في تعين شباب جداد وهكون مشرف على تدريبهم بنفسي عشان سراج مش موجود
ربنا معاك ويوفقك يا حبيبي 
عندما غادر الفيلا التقى بسائقه الخاص ألقى عليه الأخير تحيه الصباح ثم 
فتح له باب السيارة الخلفيه وساعده في الدلوف لداخل ثم حمل المقعد 
المتحرك ووضعه بحقيبه السيارة وعاد الي مقعده يجلس خلف المقود ثم 
انطلق في طريقه إلى شركة السعدني 
عندما استيقظت من نومها انتابتها نوبة من الاختناق عندما تذكرت الکابوس الذي راودها ليله أمس حاولت ان تزفر أنفاسها بهدوء ثم استجمعت
شتاتها ودلفت المرحاض لتنعش ج سدها بالماء لعلها تفوق وتنتهي من نوبه
الاختناق والقلق اللذين يهاجمان تفكيرها الان 
بعد أن انتهت وارتدت ملابسها المكونه من بنطال أسود يعلوه بلوزه ورديه 
وكنزه طويله شتويه باللون الاسود ثم ارتدت حجابها الوردي الهادئ وحملت 
حقيبتها السوداء وغادرت الغرفه لتجد عمتها تنتظرها أمام الطعام 
هتفت حياة بهدوء 
صباح الخير يا عمتو 
صباح الهنا يا حبيبتي تعالي اقعدي جنبي لازم تفطري الاول
هزت راسها نافيه وقالت
بالهنا والشفا علي قلبك يا عمتو معلش انا ما بفطرش
لا طبعا لازم تفطري قبل ما تخرجي اقعدي واسمعي الكلام 
جلست على مضض لا تريد أن تغضبها
شعرت سناء بعبوس وجهها وعلمت بأن سبب حزنها هو ذاك الکابوس الذي أفزع منامها ربتت علي كفها بحنان وقالت
مش معقول الوش الجميل ده يكشر كده علي الصبح بسبب حلم يا حبيبتي ماتفكريش في اللي حصل أرمي ورا ضهرك وابدئي يومك بسعاده وتفائل ده حتي انهارده اول يوم شغل ليك افردي وشك كده ووريني ضحكتك الحلوه 
ابتسمت بهدوء ثم نهضت تعانقها بحب بادلتها سناء الابتسامه وقالت
ربنا يوفقك وينور طريقك يا حبيبتي
خلي بالك من نفسك واوعي تنسي العنوان هنا ومعاكي تليفوني لو احتاجتي لحاجه كلميني فورا 
هزت راسها بالايجاب وغادرت المنزل واستقلت سياره أجري تقلها الي 
الشركه ولكن مازال القلق يعكر صفوها فبعد أن كانت سعيده بذلك العمل لا 
تعلم اين تبخرت سعادتها بين ليله وضحاها 
عندما وصلت إلى وجهتها كانت الساعه التاسعه وخمس دقائق بعدما ترجلت من السياره واعطت السائق نقوده ركضت لتلحق بأول اجتماع لديها داخل الشركه الذي تاخرت عنه لعدة دقائق ولكن أكملت ركضها وهي تصعد الدرج وتلهث انفاسها بتسارع الي ان وقفت أمام مكتب السكرتيره مها 
ابتسمت لها مها وقالت حياه لازم مواعيدك تكون منضبطه ماينفعش تتاخري
عبث وجهها بطفوله ثم قالت
والله ڠصب عنيده انا واخده السلم كله جري
جحظت عيناها پصدمه ثم قالت 
جري ليه هو
الاسانسير مشغول
هزت راسها نافيه وقالت وهي تسترد أنفاسها
لا انا عندي فوبيا 
هزت راسها بتفهم ثم قالت 
الاجتماع بدء مع مستر سليم من عشر دقايق
هتفت پصدمه
وأنا
انتي اصلا مالكيش دور
في الاجتماع عشان مستر سليم مجتمع مع مدير المبيعات والتسويق والشباب اللي في الاجتماع تخصص اداره مبيعات
لاحت ابتسامتها الرقيقه وتنفست الصعداء ثم جلست أمامها وقالت بمرح
حيث كده بقا اشرب معاكي
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 46 صفحات