روايه مني كامله
اليها
اركبي
ظلت واقفه أمامه وهى فى حيرة من أمرها .. فأعاد ما قال بصوت أكثر قسۏة
قولتلك اركبي
تنهدت مريم بعمق .. ثم لفت حول السيارة وأعادت الجلوس فى معقدها .. أدار مراد سيارته وعاد فى اتجاه القاهرة مرة أخرى .. صمت كلاهما .. كانت مريم تتنفس بسرعة وقلبها يخفق بإضطراب .. قال مراد بصرامة دون أن ينظر اليها
لم تجيبه .. ولم ينتظر ردا .. وأكملا طريقهما فى صمت .. صمت لم يقطعه كلمة من أى منهما .. ولا حتى نظرة .
الفصل الرابع عشر.
من رواية قطة فى عرين الأسد.
قال مراد بلهجة آمرة دون أن ينظر اليها
اركبي
ظلت واقفه أمامه وهى فى حيرة من أمرها .. فأعاد ما قال بصوت أكثر قسۏة
قولتلك اركبي
اياكى تكرريها تانى
لم تجيبه .. ولم ينتظر ردا .. وأكملا طريقهما فى صمت .. صمت لم يقطعه كلمة من أى منهما .. ولا حتى نظرة .
أيوة يا جدو .. وصلت الحمد لله
طيب يا بنيتي طمنتيني .. خلى بالك من نفسك .. ولو احتجتى حاجه كلمينى طوالى
نزل مراد من السيارة وأخرج حقيبة مريم وحقيبته .. مدت مريم يدها لتأخذ منه حقيبتها لكنه لم يلتفت اليها وصعد الدرجات الى باب الفيلا .. لم يحتاج الى اخراج مفتاحه .. فلقد فتحت أمه الباب بمجرد أن سمعت صوت السيارة .. صعدت مريم الدرجات خلفه ببطء وهى تشعر بتوتر بالغ .. كعابر سبيل ضل طريقه .. عانقته أمه قائله
قال مراد بصوت متعب
لا اتأخرنا ولا حاجه يا ماما المسافة كبيرة أصلا
نظرت ناهد خلفه تتطلع الى مريم الواقفه أمام الباب .. ابتسمت اليها قائله
أهلا بيك .. ألف مبروك
اومأت مريم برأسها وقالت بتوتر بالغ
أهلا بحضرتك
أشارتناهد بيدها قائله
اتفضلى ادخلى
زمانكوا تعبانين من السفر يلا اطلعوا ارتاحوا
أشار لها مراد بإتجاه السلم الداخلى قائلا
اتفضلى
صعدت مريم
معه وهى واثقه كل الثقه أنه لم يبقى الا لحظات وتقفد وعيها من فرط التوتر .. كانت
ادخلى واقفلى الباب .. ماما زمانها طالعه أوضتها دلوقتى
دخلت مريم وأغلقت الباب .. تفحصت الغرفة بنظرة سريعة .. كانت تتسم بالطابع الذكوري .. لا يوجد بها أى لمسه أنثويه .. شعرت بحرج بالغ واشتعلت وجنتيها خجلا ظلت واقفة أمام الباب المغلق تمسك حقيبة يدها بتوتر .. وضع مراد الحقائب بجوار الدولاب ثم الټفت اليها متفحصا اياها ثم قال بسخريه
اللى يشوف كده يقول أول مرة تدخل أوضة راجل
شعرت مريم بالخجل والحنق الشديد .. لكنه لم يكتفى ولن يكتفى .. اقترب منها ناظرا اليها بتهكم قائلا بوقاحه
آه صحيح نسيت انك بتفضلى البيوت اللى لسه بتتبنى جديد
رفعت مريم رأسها ونظرت اليه بشراسة كقطة برية تهم بالإنقضاض على فريستها لتلتهمها وقالت پغضب
كفاية بأه .. كفاية اهانة .. مش هسمحلك تهنى أكتر من كده
قال مراد پعنف
انتى اللى أهنتى نفسك .. واحدة زيك لا عندها دين ولا أخلاق المفروض تتكسف من نفسها مش ترد ببجاحه
قالت پحده وهى تنظر اليه پغضب
أنا معملتش حاجه غلط عشان أتكسف منها اللى المفروض يتكسف من نفسه هو ابن عمك الغير محترم .. وأهو ربنا خدلى حقى منه ومرمى دلوقتى فى المستشفى لان دعوة المظلوم مستجابة وابن عمك افترى عليا وظلمنى
نظر اليها مراد بشك وهو يستمع الى كلماتها فأكملت بحزم وصرامة
لو جبت سيرتى على لسانك تانى بأى كلمة تمس شرفى اتأكد ساعتها انى هدعى عليك زى ما بدعى عليه بالظبط
صمت مراد وهو ينظر اليها متفحصا ثم قال ببرود
الحاجه الوحيدة اللى عايزها منك انك تفضلى بعيده عنى
قالت پعنف
ومين قالك انى عايزة أقرب منك أصلا .. أنا مجبرة على الجوازة دى زى ما انت مجبر عليها بالظبط
نظر اليها قليلا ثم توجه الى فراشه وأخذ وسادة وغطاء وألقاهم على الأريكة الموجود فى الغرفة ونظر اليها قائلا ببرود
هتنامى هنا
شعرت مريم بالمهانه .. آخر ما كانت تريده هو النوم بجواره لكن إشارته لذلك بتلك الطريقة جعلها تشعر بالمهانه .. أكمل قائلا
وزى ما فهمتك لا عايز أمى ولا اخواتى يعرفوا حاجه عن الوضع بينا لحد ما عمتو تيجى ونشوف حل للمصېبة دى
صمتت فقال وهو يغادر الغرفة
فى حمام فى الأوضة ادخلى غيري هدومك لان أكيد ماما هتطلعلك دلوقتى
قال ذلك ثم خرج و أغلق الباب خلفه دون أن ينتظر ردها .. تنهدت مريم بأسى وتوجهت الى الأريكة وجلست عليها وهى شاردة وعلامات الحزن على وجهها .. نظرت الى ساعتها فعلت أنه لم يبقى الا نصف ساعة على آذان الفجر فأسندت ظهرها وجلست تنتظر ميعاد الصلاة
نزل مراد للأسفل فوجد والدته تهم بالصعود وهى تقول له
سايب عروستك ونازل ليه
قال بنفاذ صبر
رايح أجيب حاجه من العربية .. انتى منمتيش ليه
قالت أمه بعتاب
يعني أسيب البنت تنام من غير عشا فى أول ليلة ليها هنا .. تقول علينا ايه
أومأ مراد برأسه فقالت ناهد وهى تصعد
أنا قولت لدادة أمينة تحضرلكم العشا وتطلعه أوضتك وهروح دلوقتى أطمن عليها قبل ما أنام ..خرج مراد وتوجه الى سيارته وجلس أمام المقود وهو يزفر بضيق .. رفع نظره الى شرفة غرفته التى أصبحت محتلة.
طرقت ناهد باب غرفة مريم .. فنهضت مريم بتوتر وفتحت الباب .. ابتسمت ناهد قائله
خفت تكونى نمتى
ابتسمت مريم بصعوبة وقالت
لا لسه
نظرت الي ملابسها وقالت
ولا حتى غيرتى هدومك
صمتت مريم فقالت ناهد
أنا معرفتش اسمك
مريم
وأنا ناهد مامة مراد طبعا .. و سارة و نرمين كان
نفسهم يشوفوكى بس للأسف اتاخرتوا أوى وهما ناموا .. الصبح ان شاء الله تتعرفوا على بعض
أومأت مريم برأسها فقالت ناهد قبل أن تغادر
دادة أمينة هتحضر العشا وتطلعلك بيه .. تصبحى على خير يا مريم أشوفك الصبح
تمتم مريم بضعف
وحضرتك من أهل الخير
أغلقت الباب وعادت الى مكانها على الأريكة .. أذن الفجر فنهضت وتوجهت الى الحمام وتوضأت .. احتارت كيف يكون اتجاه القبلة .. لامت نفسها لأنها لم تسأل ناهد .. شعرت بالضيق والحنق .. لحظات وسمعت طرقات على الباب .. ظنت أنه مراد فارتدت حجابها لتخفى شعرها .. فتحت لتجد امرأة بسيطة يبدو عليها الطيبة ابتسمت ببشاشه وهى تدخل الغرفة قائلا
أهلا وسهلا بالغالية مراة الغالى .. نورتى بيتك
نظرت اليها مريم وهى تضع الطعام على احدى الطاولات الصغيرة .. فالتفتت لها المرأة وقالت ببشاشه
أنا دادة أمينة .. أنا اللى مربية سي مراد من وهو صغير .. بس واعى تفتكريني عجوزة لا أنا لسه شباب برده
ابتسمت مريم لتلك السيدة الطيبة .. فقالت أمينة
أسيبك بأه ترتاحى وتتعشى
همت بالخروج فأوقفتها مريم قائله
بعد اذنك ممكن
تعرفيني اتجاة القبلة
أرتها أمينة الإتجاة الصحيح وتركتها لتصلى الفجر .. وجدت مريم نفسها تبكى كثيرا فى السجود وهى تتضرع اللى الله عز وجل أن يحفظها ويقدر لها الخير ويصرف عنها السوء وينتقم ممن ظلمها وافترى عليها .. أنهى مراد صلاته فى المسجد القريب وأعاد أدراجه الى الفيلا وهو واجما .. رفع نظره الى شرفة غرفته ليجد الضوء ما زال مضاءا .. زفر بضيق وحنق .. طرق الباب عدة طرقات همت بأن تقوم لفتحه لكنه فتحه ببطء .. دخل وألقى نظرة على الطعام الذى لم تمسسه .. ثم توجه الى شرفة غرفته .. كانت مريم تشعر بالإرهاق وبالتعب الشديد .. ولكنها خجلت من أن تنام أمام أعين هذا الرجل الغريب .. أسندت رأسها على ذراع الأريكة وظلت تقاوم النعاس الى أن غلبها .. وقف مراد فى الشرفة وهو يشعر بالڠضب والضيق .. كان الزواج هو آخر ما يريده .. خاصة ان كان زواج بهذه الطريقة .. زواج لانقاذ الموقف .. زواج من فتاة بعيدة كل البعد عن طباعه وأخلاقه .. أكثر ما يشعره بالضيق هو اضطراره الى مشاركتها غرفته .. عالمه الخاص .. الذى يشعر فيه بالراحة والسکينة بعيدا عن اعين الناس .. هذا المكان الوحيد الذى يظهر فيه عجزه واعاقته لأنه بمفرده لا يتطلع عليه أحد .. لا يرمقه فيه أحد بنظرات الشفقة او السخرية .. هو أمام الناس شخص كامل لا فرق بينه وبين أى رجل غيره .. يسير ويتحرك بطريقة طبيعية .. لكنه بينه وبين نفسه يشعر بنقصه .. وبإعاقته .. وبذلك الفراغ فى قدمه اليمنى .. ولا يدع أحدا أبدا مهما كان أن يراه بدون ساقه الصناعية .. وبالتأكيد فآخر ما يريده هو أن يظهر اعاقته أمام تلك الفتاة الغريبة التى تشاركه غرفته رغما عنه .. قضى ليلته على أحد المقاعد فى الشرفة .. الى أن لاح نور الصباح.
شكلها ايه يا ماما
نطقت سارة هذه العبارة وهى جالسه مع أمها وأختها فى احدى شرف المنزل .. قالت ناهد وهى تحتسي من فنجان الشاى فى يدها
بنت عادية .. هادية.. ملحقناش نتكلم كتير عشان أكون انطباع عنها
سألت نرمين قائله
مراد ماقالكيش هسيب البيت ولا لأ
قالت ناهد
لأ طبعا ملحقناش نتكلم فى حاجه
ثم زفرت بضيق
كنت حسه بإحساس بشع وانا بسألها عن اسمها .. عروسة ابنى ومعرفش حتى اسمها
قالت نرمين پحده
سي مراد هو السبب .. حد يعمل عملته دى .. ولا كأن له أهل
نظرت اليها ناهد محذره اياها
نرمين مش عايزين مشاكل من أولها .. أنا ما صدقت ان مراد اتجوز .. مش عايزه أى حاجة تعكرله مزاجه فاهمة
قالت نرمين بتبرم
طيب أنا مالى هو أنا اللى اتجوزت ولا هو .. هو حر
استيقظ مراد على ضوء الشمس الذى يلفح وجهه .. اعتدل فى الجلوس وهو يشعر بألام بالغة فى
ظهره .. نهض ودخل الغرفة فوقع نظره على مريم النائمة بكامل ثيابها على ذراع الأريكة .. فتح الدولاب