الإثنين 25 نوفمبر 2024

لهيب الروح بقلم هدير دودو

انت في الصفحة 15 من 55 صفحات

موقع أيام نيوز


امشي وسيبني بقى هو كل يوم حد يجي هنا انتو عاوزين مني إيه.
كاد يقترب منها ليجعلها تهدأ لكنه لعڼ ذاته غاضبا بعصبية هي الآن مذنبة قاټلة لم تستحق شئ سوى معاقبتها على ق تل ابن عمه.
خرج من الغرفة تاركا اياها يسير مسرعا بخطى واسعة هاربا من أمامها هي كاللعڼة يجب الابتعاد عنها عن سحرها الحاد المفعول مقررا الأنتقام لابن عمه الذي توفى أثر سحرها كما يرى سيفعل مافي وسعه لحصولها على عقۏبة مستحقة تجعلها تكره أفعالها..

أسرع يركب سيارته ويقودها مسرعا يفكر في حديثها متذكرا جبروتها التي أظهرته أمامه لأول مرة يراها هكذا متاكدا تماما ان التي رآها هي ليست رنيم التي احبها وعشقها قلبه هي ليست تلك الفتاة البريئة المتيم بها.
هو على الحق ما رآته في حياتها جعلها تقسو على ذاتها وعلى قلبها المحطم مشاعرها التي لم يهتم بها أحد رأت على يد عصام حياة سوداء مفعمة
بالحزن.
أغمض جواد عينيه بقوة متوعدا لها مقررا الأنتقام منها عما فعلته في ابن عمه والاڼتقام من قلبه الذي وقع أسيرا في عشق فتاة مثلها.
تفاجأ عندما عاد المنزل بوجود زوجة عمه وأروى وبجانب كل منهم حقيبة كبيرة من الواضح أن بها أشياءهم الخاصة ليعلم سريعا أن والده فعل ما أخبرهم به أمس وأحضر زوجة عمه وابنتها للعيش معهم في منزلهم.
اقترب من زوجة عمه والتي الحزن يبدو بوضوح فوق وجهها والدموع تلتمع داخل عينيها مطالع إياها بحزن هو الآخر عالما مدى حزنها الذي سيقطع قلبها لفقدانها لابنها الوحيد جلس بجانبها مربتا فوق يدها بهدوء مغمغما به
إيه مالك يا مرات عمي قاعدة كدة ليه اطلعي ارتاحي.
تنهدت الجالسة بمفردها وأخبرته بهدوء
طب معلش يا حبيبي روح اقعد مع أروى شوية عشان قاعدة لوحدها وساكتة كدة زي ما أنت شايف أنا خاېفة عليها أحسن يحصلها حاجة.
نفذ ما طلبته منه لهدوء وذهب ليجلس بجانب أروى التي سندت رأسها فوق كتفه ما أن رأته لم يحب فعلتها لكنه لم يعترض مراعيا لحالة حزنها غمغم متسائلا
انتي قاعدة لوحدك ليه ما تروحي تقعدي مع سما بدل القعدة لوحدك كدة.
تشبتت في ذراعه بقوة وتملك وتمتمت تجيبه بنبرة خاڤتة
خ... خلاص بقى ما أنت قاعد معايا كفاية أنت عليا اصلا
أزعجه اقترابها منه الذي يزداد وطريقة حديثها لكنه لم يعقب بل ابتعد بجسده إلى الخلف مردفا بجدية
اكيد طبعا يا أروى أنا معاكي ما أنتي زي اختي زيك زي سما بالظبط ولو عوزتي أي حاجة متتردديش أنك تقوليهالي أنا زي أخوكي دلوقتي.
امتعضت ملامح وجهها غير راضية عن حديثه مطالعة إياه پغضب وردت عليه بمكر
أختك إيه يا جواد دة أنا خطيبتك اكيد مش هتردد أني اطلب حاجة من خطيبي اللي هيبقى جوزي.
ابتعد عنها وطالعها بجدية وعدم رضا من حديثها الذي أغلقه معها من قبل ورد عليها بلهجة مشددة حازمة
أروى ايه اللي فتح الموضوع دة دلوقتي ماحنا قفلناه ولا خلصنا خلاص أنا بقولك اطلبي مني اللي عاوزاه عشان انا زي اخوكي وانتي زي سما أختي.
عادت تقترب منه من جديد كما كانت تلتصق به وتمتمت بنبرة مغزية مدللة بمكر
لا
يا جواد الموضوع متقفلش يا حبيبي اتفتح كل اللي قولتهولي أنا نسيته وهنتعامل عادي يا جواد أنت خطيبي وهنتجوز كمان قريب.
طالعها بذهول متعجبا لجراءتها في الحديث معه وغمغم متسائلا بحدة مشددة
يعني إيه يا أروى هو الجواز بالعافية يا أروى ما تعقليها.
غرزت أسنانها في شفتها وتمتمت ببرود ولامبالاه
لأ مش بالعافية بس أنا بنت عمك مش هتسيبني بعد كل اللي حصل دة.
ابتعد عنها وهب واقفا مبتعدا عنها مردفا جدية صارمة
أروى أنا مقولتش هسيبك لأ قولت هبقى معاكي بس زي اخوكي واللي عاوزاه هنفذهولك اكيد بس حوار الخطوبة والكلام دة كله اتقفل وأنا زي اخوكي.
رمقته بغيظ وڠضب وتسائلت باصرار مدعية عدم فهمها لحديثه
يعني إيه يا جواد احن...
قطعها بصرامة وحزم حاد
أروى خلاص قولت الموضوع اتقفل وبعدين دة مش وقته ملوش لازمة الكلام دة ولا حد فاضيله ولا إيه رأيك انتي
أومأت برأسها إلى الأمام وأردفت بغيظ وضيق
ماشي يا جواد ماشي براحتك.
تركها وصعد متوجها نحو غرفته زافرا بضيق من حديثها الذي كان بلا فائدة..
وجد والدته تدق الباب الغرفة مستأذنة بهدوء
جواد حبيبي..أدخل ولا مش فاضي
أسرع يفتح لها الباب سامحا لها بالدخول متمتما بهدوء
تعالي يا أمي طبعا أدخلي.
جلست بجانبه فوق الفراش تمتمت متسائلة بهدوء وتعقل
روحتلها شوفتها واتكلمت معاها ولا مرضتش تروح
اومأ برأسه مؤكدا بهدوء وحديثها يتردد في ذهنه متخيلا صورتها أمامه المهينة وهي ملفاة بالملاءة ونبرة صوتها القوية التي بلا ندم
اه ياماما روحتلها... داخل عينيه
وأنا مش هسكت ولا هسيبها بعد اللي عملته في عصام مش هسيبها دي تستاهل كانت بتتكلم ياماما ولا هاممها فرحانة انها قت لته بعد ما اتجوز واحدة زيها مش هسكت دي لازم تتعدم فعلا.
كانت عينيه تعكس مدى حزنه وقهرة قلبه بسببها يا لها من فتاة قوية قهرت قلبه كانت عينيه
تعبر عن النيران المشټعلة بداخل قلبه الحزين هناك حرب مشټعلة داخله لا يعلم عنها أحد.
رأت جليلة 
نهضت لتذهب لكنها استردت حديثها مرة أخرى بعدما تذكرت أمر هام قبل ذهابها
جواد ابقى خلي بالك من أروى عشان خاطري وعاملها براحة حرام البنت تعبانة هي كمان.
رمقها بضيق معقدا حاجبيه مغمغما بعدم رضا
ودة كلامك ولا كلام فاروق بيه اللي بيبعتك تقوليهولي مكانه عشان اسمعه من غير خناق قوليله أن اللي في دماغه مش هيحصل.
ابتسمت بهدوء مجيبة إياه بتعقل وجدية
والله المرة دي ماهو اللي باعتني لأ المرة دي أنا بتكلم عشان البنت شايفة حالتها مش كويسة فمش عاوزاك تشد معاها وبعدين ليه مش هيحصل ما خلاص ياجواد كدة ما يمكن تحصل في يوم من الأيام أروى بنت كويسة والف مين يتمناها.
امتعضت ملامح وجهه متنهد بضيق ورد على والدته بجدية تامة معترضا
وأنا مش من الألف دول أنا شايفها اختي ومش هعرف اشوفها غير كدة بحوار رنيم دي أو لأ بس بالنسبالي هي زي سما.
طالعته بتوجس عالمة أن حديثه سيسبب العديد من المشاكل بينه وبين فاروق والده الذي مصمم بضراوة على زواجه من أروى فاحتضنته متحدثة بهدوء
يا جواد منا برضو نفسي افرح بيك كدة واشيل عيالك ويملوا عليا البيت عاوزة الحق اربيهم زي ما ربيت ابوهم وطلعته راجل قمر كدة مفيش زيه وظابط زي الفل.
ابتسم بسعادة لفكرة زواجه ووجود أطفاله معه وبجانبه ورد عليها بحزن
هتربيهم والله ماحد غيرك هيربيهم يا جوجو يا قمر انتي بس مش وقته نرجع حق عصام الأول بعد كدة نشوف العيال اللي هيجوا وأم العيال اللي هتختاريهالي انتي.
عند رنيم كانت تجلس تفكر في حديثها الذي دار بينها وبين جواد لم تصدق قسوته عليها هو بنفسه أخبرها أنه سينتقم منها ويجعلها تنال عقابها من ق تل ابن عمه.
لا تصديق كيف صدق أنها من الممكن أن تفعل شئ هكذا! بل ويريد إعطاءها حكم إعدام للتخلص منها لكن في الحقيقة هي نالت حكم الإعدام منذ زواجها بعصام الذي كان يق تلها في كل ثانية تمر عليها معه لم تتذكر مرة واحدة وجدته يتعامل معها برفق وحنان.
صدر عنها تنهيدة حارة حاړقة تلهب روحها المشټعلة والتي على وشك الإنتهاء تماما.
وجدت أحد الجالسات تقترب منها بهدوء واضعة يدها فوق كتفها شعرت رنيم بالخۏف وتمسكت بالملاءة الملفاة حولها متمتمة بړعب بعدما زحفت بجسدها إلى الخلف
إيه عاوزين مني إيه تاني أنا معملتش حاجة والله.
طالعتها السيدة بشفقة مربتة فوق كتفها بهدوء
مټخافيش ياحبيبتي خلاص مش هنعمل حاجة ومفيش حاجة تاني هتحصلك هنا أنا بس قولت أشوفك عشان قاعدة ساكتة لوحدك كفاية كدة ياحبيبتي انتي كدة كدة جاية في قضية ق تل ومش هتخرجي منها تعالي اقعدي معانا هناكل كلنا.
لم تستطع رنيم الإطمئنان لها فابتعدت عنها مجددا وتمتمت رافضة بتعب وضعف
ا... أنا مش عاوزة حاجة...مش جعانة مش عاوزة أكل ولا عاوزة اتكلم ممكن تبعدي عني لو سمحت.
ردت عليها بهدوء متمسكة برأيها خوفا من أن يصيبها شئ لانها منذ أن آتت لم تتناول شئ
يابنتي قومي كلي معانا اي حاجة صغيرة
حتى حرام هتتعبي.
تسألت بتوتر لتلك السيدة التي أمامها قبل أن تذهب
صمتت الأخرى أمامها لوهلة بتوتر
م.. ماخلاص الكلام دة مفيش منه فايدة هي مشيت وخلاص اللي حصل حصل.
أصرت على سؤالها بعدم فهم مترجية إياها لسرد الأمر لها
لأ قولي مهم بالنسبالي اعرف عشان خاطري أنا محتاجة أفهم كدة كدة محدش هيعرف حاجة.
شعرت السيدة بالتوتر لكنها أخبرتها
بقلق
دي كانت هنا مخصوص عشانك بس معرفش مين اللي مسلطها شوفي انتي ما انني جاية في ق تل يعني تلاقي حبايبك كتير ومشيت عشان خلصت اللي جاية عشانه.
استردت حديثها مرة أخرى بعدما وجدت رنيم تستنع حديثها صامتة بذهول متعجبة لما تستمع إليه
طب انا هروح الحق الأكل عشان بيتنسف وهحاول اشيلك حاجة...أنا شهيرة.
مدت يدها تصافحها فصافحتها رنيم بشرود وذهنها يفكر بضراوة بلا توقف لكنها لم تستطع بل شعرت أن الجدران تلتف بها وشعور التعب يزداد عليها حتى أصبحت لا تتحمله شاعرة بغيمة سوداء أمام عينيها مغشية عليها ولم تشعر بأي شئ آخر حولها..
كان جواد يقف في حديقة المنزل يتحدث في هاتفه بعدما علم بما حدث لرنيم غمغم متسائلا بجدية تامة
وفاقت ولا ايه اللي حصلها دلوقتي بعد
ما اتنقلت المستشفى.
ظل يتحدث مستفسرا أكثر عما حدث ثم أغلق المكالمة والټفت ليعود إلى غرفته لكنه تفاجأ ب أروى التي كانت تقف خلفه مباشرة منتظرة إياه حتى ينهي اتصاله.
عاد خطوة الى الخلف تارك مسافة بينهما وطالعها بذهول متعجبا وتسآل بدهشة
إيه يا أروى هو في حاجة حصلت ولا إيه
أجابته متسائلة بمكر بعدما اقتربت منه أكثر
اه يا جواد فيه أنت ليه بتتعامل معايا كدة وبتصدني دايما أنا معملتش حاجة ليك عشان تعاملني كدة هو أنا فيا حاجة مش عاجباك.
أسرع يشرح لها الأمر من نظره بهدوء
الموضوع مش كدة يا أروى الحوار كله أن أنا شايفك زي سما أختي وبعاملك على الأساس دة فبرفض عشان بالنسبالي مينفعش لكن انتي كويسة وكويسة أوي دة كفاية أخلاقك بس اللي بتتكلمي فيه مينفعش وياريت متفتحيش الموضوع دة تاني اتكلمنا فيه لما جيت وفهمك أني شايفك زي سما.
شعرت بالغيظ من حديثه الممتلئ بالبرود وتكراره _لأنها مثل شقيقته_ ومتمتمة بدلال
بس أنا بحبك يا جواد ومش زي اختك أنا غير سما ومش هعرف اقفل الموضوع ياحبيبي نفسي نتجوز بجد ياجواد.
إيه اللي عملتيه دة انتي اټجننتي أروى فوقي لنفسك أنتي واحدة اخوكي لسة مېت اللي بتعمليه دة جنان وقلة ادب.
وضعت يدها فوق وجنتها پصدمة من رد فعله العڼيف المباغت لها أشارت
 

14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 55 صفحات