من غير معاد بقلم امل مصطفى
أزاي ترجعي من غير ما تبلغينا
الظروف هي اللي حكمتني
ظروف أيه ليه حاسك الفتره الأخيره غامضه ومش علي طبيعتك هي الغربه غيرتك بجد
بس لما تيجي تعرف كل حاجه ياريت تجيب معاك يونس وأم يونس و حشوني جدااا
لا أنا جاي لوحدي لحد ما أفهم أيه اللي بيحصل
سلام
أغلق معها الهاتف وتوجه لدولاب ملابسه
وقفت جواره وهي تسأله هي صافي رجعت
طيب خدني معاك أشوفها
شاهين برفض لا ماينفعش هي عند أهل هادي وأنا مش فاهم في أيه وبلاش تبلغي حد خالص لحد ما أفهم الموضوع
تعلقت بذراعه وهتفت برجاء أبقي طمني ماسبنيش أقلق
قبل جبينها مټخافيش هكلمك ثم غمز حتي يخفف عنها هو صراحه بعد الليله اللي فاتت كنت ناوي
اخدك و اطير أسبوع بس أوعدك لما أشوف صافي
بعدها اختفي بيك يا قمر الليل و خالتك ويونس يصتفلوا مع بعض
بعضهم ينظروا للأرض أمامهم علي ضوء القمر
ياااه يا هادي كل ده حصلك وكمان جددت حبك
تاني يا قادر وإحنا هنا كنا بڼموت من الحزن
ضحك هادي تصدق مۏتي طلع ليه فوائد كتير بس
أنت اللي فوزت بنصيب الأسد خدت حب عمرك
الوقت بتقول ياريته كان ماټ من زمان
إبتعد عنه موسي وهو يردف بعتاب بقي تصدق إن
عندي أهون مليون مره من إنك ټتأذي
سحبه تحت ذراعه مره أخره وهو يهتف أنا بهز يا بني مالك بقيت أفوش كده ليه
ثم أكمل بس موضوع الجبنه والبيض ده ليه مافكرناش فيه قبل كده
لأن أنت أستاذ في حرفتك وكله بيحلف بحياتك
و مجاش في بالنا حاجه زي دي
هتف هادي
شوف أنا معايا قرشين حلوين نعمل معمل جبنه و مزرعه فراخ أيه رأيك و نسميها الأصحاب
أنا هعمل مشروعك الأول ولما ينتج نبداء نشتري
الماكينات وحده وحده ويبقي كل واحد فينا ليه مشروعه
يعني أيه مش فاهم
قصدي أنا هعملك مشروعك أنت تعبت كتير
نظر له بلوم
يعني تقصد إنك هتعطيني أجرت إهتمامي بأهلك اللي هم أهلي مش كده
نفخ هادي بضيق مالك يا موسي بقيت حساس ليه كده
اللقمه مع بعض وعمر ما كان فيه فرق مين طبخ
ومين أكل يعني اللي بعمله ده مش جديد علينا
إعتبر أن أنا أتغربت عشان أجيب الأقرش وأنت أخدت بالك من أهلي و أتكفلت بيهم أيه حصل الوقت
وعايز أطلع أمي و أبويا وأمك وأم مهجه عمره
نظر له موسي پصدمه وأنت معاك فلوس لكل ده
يابني أنا بقالي سنه ونص شغال مع أركان باشا بدير ليه أعمال كتير
مش بصرف وهو كان بيحط مرتبي في حساب ليا
لأن كنت برفض أخد فلوس هو ماكانش مخليني محتاج حاجه
وأنت عارف فرق العمله عامل أزاي
إحتضنه موسي بفرحه
أنت طيب وابن حلال وتستاهل كل خير
يا صاحبي عمرك ما حبيت تاكل لوحدك عمرك كريم رغم فقرك
إبتسم هادي بحب
عايزك تشوف حته أرض نبني عليها معمل الجبنه
هنبداء صغيرين مع بعض ونعمل مزرعه نبدائها بألفين فرخه
بس حاجه نضيفه عايز فراخ بلدي و مرعي طبيعيه نشغل بيها شباب البلد
وصل شاهين
أمام منزل هادي قام بالإتصال علي
موسي وهو في الطريق يبلغه أنه أتي وجده في
إنتظاره سلم عليه بحراره وهو يسأله عن صافي
إبتسم وهو يدخله صافي بخير مش هتصدق اللي هتشوفه جوه
دخل وجد هادي أمامه هتف بزهول هادي أنت عايش
إبتسم وهو يتقدم نحوه ليتلقفه شاهين بسعاده
حقيقيه حمدلله علي سلامتك يا وحش أيه ده هي
الناس بترجع من المۏت طول بعرض كده
ضحك هادي قولت أعمل حسابي أصل كان في
واحد صاحبنا هددني أنه هيقتلني
إلتفت شاهين لصافي بشوق إرتمت علي صدره
وهي تبكي عمري ما كنت أصدق أن الطعنه تيجي
منه قتلني وأنا حيه شاف عذابي وتعبي بعنيه
أتفرج عليا من غير ما أصعب عليه
وجدت يد هادي تجذها إتجاه بقوه وهو يتحدث
بغيره رايحه فين ماعدش ليكي غير حضڼي فاهمه ولا لاء
نظر له شاهين وهو يرفع حاجبه بتعجب لو سحبتها
مره تانيه من حضڼي إيدك هتوحشك و أرملها
البارت ٣٥
نظر له شاهين وهو يرفع حاجبه بتعجب لو سحبتها مره تانيه من حضڼي إيدك هتوحشك و أرملها
شهقت هدي بفزع بعد الشړ عليه تف من بقك
تنحنح شاهين بإعتذار ربنا يحفظه ليك يا أمي أنا بهزر معاه
ثم سحب صافي من يد هادي وتحرك للخارج
وهو يرمقه بنظره ټهديد كأنه يقول عايزك تعمل
الحركه دي تاني وأنا أنفذ ټهديدي
وبعدين معاكي يا أمي ليه الحزن ده ما هادي كلمك و طمنك عليه والحمد لله لاقي أهله بخير
خاېفه ماعدش يجي هنا تاني
الواد ابن اصول وبار بأهله وعمره ما يبعد طول ما هو واعي
أنت ما تعرفش أنا أرتبط بيه أزاي ده بقي أبني اللي
مش خلفته كل لحظه كنت پتألم فيها عاشها معايا
لحظه بلحظه رغم وجعه وهم بيأخدوا منه أنسجه
من النخاع
بتنور وشه إبتسامه عشان يهون عليا تعبي ويقولي كله هيهون يا أمي أنا معاكي مټخافيش
و رفض يا خد مقابل ده كله
هتف بهدوء
عارف وفاهم ده كله يا أمي ورغم غيرتي أن فيه حد شاركني في حبك بس كفايه عندي أن ربنا جعله سبب في شفاكي
شغلته معايا و كل شهر بحطله مرتب كبير بإسمه
خصصت ليه سياره تحت أمره وحرس بس هو رفض الحرس
و لأنه معلم في حرفته بحاول أجيب له توكيل
قطع غيار من أكبر الشركات تنقله نقله عمر ما كان يتخيلها
وإن شاء نحضر الخطوبه والفرح
المهم عندي ماتزعليش أبدا
إقتربت منه تقبله وهي تهتف عمر ما فيه حد ممكن
يأخد مكانتك جوه قلبي إعتبره أخوك الصغير
وخلي عينك دايما عليه
حاضر يا أمي
قضوا الليل كله في الكلام والضحك وفي أخر
السهره رجع موسي مع مهجه شخص أخر
إنطفيء لمعه عيناه وبريقها و غشيهم الخۏف والشك وعندما يدخل الشك القلب يفسده ويجعل حياته مره مثل العلقم
حمدلله علي سلامه هادي يا موسي مين يصدق أنه كان عايش كل ده ويرجع غني كده ولا شكله أتغير وبقي طول بعرض ماشاء الله
رفع عيونه بۏجع هذا ما كان ينقصه توصف حالته وشكله أمامه أه وألف أاه يا قلب
الدنيا أستكترت فيك الراحه والسعاده حتي لمده أسبوع
تعباان قوي لا عارف أفرح برجوع صحبي ولا بوجود عشقي بين إيديا الخۏف والقلق دمرني في لحظه
إقتربت منه بتعجب من ملامحه التي ظهر عليها التعب والإعياء لتسأله بقلق مالك يا موسي أنت تعبان
أردف وهو يهرب من عينها حتي لا تري ضعفه ونظره الرجاء التي تطلب منها ألا تكسره بتركه لحربه وشيطانه
أنا كويس بس الوقت متأخر وأنا صاحي من الفجر
دخل غرفته وهو ينحني من الهم الذي يثقل أكتافه
خلع حذائه ومدد جسده علي الفراش وأغمض عيناه لكنه لم يغفل لحظه
جلست جواره تتأمل حالته بحيره شديده لقد دخل عليهم من ساعات قليله مثل هلال العيد ببهجه وحياه
و الأن أمامها مثل بيت قديم إنهار من تراكمات الزمان
وبعدين معاك يا هادي أنا عايزه أنام وأنت كل شويه تخبط عليا أفرض شاهين شافك ولا مامتك و باباك يقولوا أيه
أعمل أيه بس يا قلب هادي عايزاني أعرف أنام أزاي وأنتي معايا في نفس المكان ومش قادر أقرب لا ومش أي مكان ده هنا ياما رسمت وخطط لجوازنا
كنت بتخيلك بفستان الفرح وأنا راجع بيكي و
شيلك في حضڼي ونبني حياه كلها حب وسعاده
توتره وهي ترجع للخلف مم جعله ينظر خلفه وجد شاهين ينظر له مثل ذئب يستعد للهجوم علي فريسته
في أيه مالك يا شاهين أنا سمعتها بتصوت خاېفه من فار وكنت جاي أقتله
ابتسمت وهي تداري وجهها لقد تغيرت شخصيته
أخفي شاهين إبتسامته وهو يرسم الڠضب أه يعني هي صړخت وأنت بس اللي سمعتها أكيد كانت بتصرخ في ودنك
ثم دفعه طب روح نام أنت وأنا هدخل أدور علي الفار وأربطه في رجل السرير والصبح أبقي أقتله براحتك
دفع صافي للداخل يستعد
لغلق الباب خلفه وهو يكمل و متخافش عليها أنا هنام معاها في الأوضه
هتف هادي بغيره تنام معاها في الأوضه ليه إن شاء الله لو خاېف عليها قوي كده إفرد فرشه علي الباب ونام قدامه
روح نام يا هادي خلي الليله دي تعدي علي خير
توجه
هادي لغرفته وهو يبرطم بضيق يلعن هادي وسنين هادي علي حظه اللي خلاك أخو حبيبتي
ضحك كلا من صافي وشاهين علي هيئته الطفوليه
في الصباح توجه الجميع لمنزل عبد الله يبارك ويهنيء برجوع إبنهم سليم معافي و كثرت
القصص والروايات عن المېت الحي
أرسل هادي موسي يشتري ذبيحه حتي يوزعها علي أهل قريته
حاولت مهجه أنت تراه وتتحدث معه لكنه يتهرب
منها كل مره بأنه منشغل ولا تنتظره تلك الأيام لأنه يجاور هادي يحتاج أن يعوض سنين الفراق
شعرت بحزن شديد من أهماله لها و لعنت رجوع هادي بين نفسها
لقد حرمها من إهتمام ودلال زوجها وحبيبها وهي قد تعودت عليه و عشقته
هتفت زينب مالك يا قلب أمك وقفه تايهه ليه كده
و موسي شكله متغير أوعوا تكونوا مټخانقين دا أنتم لسه دخلتكم من كام يوم بس
مټخانقين أيه بعد الشړ يا أما بس
أنتي عارفه هادي بالنسبه ليه أيه و رجوعه لبخه
فراشه وطبيخ ودبايح وناس داخله وناس خارجه تبارك وتهنيء
هتف شاهين بكلمات لا تقبل النقاش أعملي حسابك هنمشي النهارده ولما يفوق يجي
يطلبك من جديد ولو عايز يكتب ويأخدك تمام
هتفت بحزن رغم أن أمي وحشتني جداا ونفسي أشوفها بس مش عايزه أدخل البيت ده تاني
وأشوف الراجل اللي دبحني بسکينه تلمه بإسم الحب
هتف پغضب
صافي إعدلي كلامك مش هنتعدي الأصول
هترجعي بيت أبوكي و تخرجي منه وده أخر كلام عندي
دخل هادي علي صوته المرتفع في أيه يا جماعه صوتكم جايب أخر الشارع
إلتف له شاهين ومازال غضبه مسيطر عليه
إحنا ماشيين النهارده وأنت شوف ظروفك وتعال إطلبها لحد كده والكلام إنتهي
هادي بهدوء
أنا راجل و أفهم في الأصول كويس يا شاهين وده اللي عامل حسابي عليه بس أنت شايف اليومين اللي فاتوا
هتفت صافي بعدم رضي
عايز تحط إيدك في إيد اللي فرق بينا وكان سبب عذابي و عذابك
نظر لها بحنان وهو يردف ده كله أمر ربنا هو مجرد سبب عشان ده يحصل وأكون سبب شفاء وحده مانفعش معاها أي حاجه غير دمي و مۏتي يكون سبب راحه عاشق عاش حياته في دموع وۏجع
إسمعي كلام أخوكي وارجعي معاه وأنا بكره أكون
عندكم أطلب إيدك أنا وأهلي و مټخافيش مش هنطول في الخطوبه
ودعت صافي ورجعت منزلهم تجهزت له في أحسن صوره جلست تنتظره لكنه عاد متأخر كعادته منذ رجوع هادي
مساء الخير
مساء النور تحب أحضر لك عشاء
وقف يخلع ملابسه دون أن ينظر لها وهو يهتف لا كلت مع