الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

حان الوصال بقلم امل النصر بنت الجنوب

انت في الصفحة 12 من 27 صفحات

موقع أيام نيوز


يعني مش محتاجة تعب منك .
تلقفت قوله ترد بنعومة 
تعبكم راحة يا شادي يا ابن عمتي هو انا ليا اعز منكم عشان اجي واطل عليكم واعمل بأصلي شوف بقى انت تقوم دلوقتي تغير هدومك ولا تتشطف على ما احضر انا الغدا بالمرة اتغدى معاكم حكم الوقت خدني ونسيت اكل من الصبح .
لم تعطيه فرصة للاعتراض لتختفي من امامه على الفور عازمة على ما انتوت عليه لينقل بغضبه نحو والدته 

البت دي ايه اللي مقعدها لحد دلوقتي ياما هنا ما تروح على بيتهم ولا تتنيل تكمل قعدتها عند اخوها وعيال اخوها مالها بأكلنا ولا شربنا
ضغطت والدته على شفتيها تحذره بهمس 
وطي صوتك يا شادي يا بني لتسمعك وهي في المطبخ جوا وتحرجها. 
ودي بتتحرج ولا تتكسف اصلا ياما..... 
قطع متأثرا هذه المرة بضغطها على قبضة يده لتعود مشددة 
متكملش يا شادي وتزعلني منك مش بعد ما تعبت في توضيب البيت من الصبح تكون دي جزاتها مننا سامعني
ازعن لرغبتها كابتا امواجا من الڠضب والانفعال بداخله فوالدته الحنونة وبرغم علمها جيدا بغرض ابنة اخيها إلا انها لا تخرج ابدا عن حدود الذوق معها وتجبره ايضا على مهاودتها وكأن الطيبة خلقت لها ولشقيقها الراحل اما الخبث والمكر فقد طمع بهم الشقيق الاخر له وحده والد سامية وزوج درية المرأة المتسلطة .
اما عن صبا والتي دلفت بحنقها الى داخل المنزل تغمغم بالحديث والسباب مع نفسها حتى لفتت انتباه والدتها والتي كانت تطوي بكوم الملابس الجافة بعد غسلها لتعقب ساخرة على حالتها
اسم الله عليكي يا حبيبتي من دلوك بتكلمي نفسك. 
بعبس لم تخفيه 
ومكلمش ليه نفسي بقى والبت الزفتة اللي اسمها سامية جفلت الباب في وشي انا ياما تجفل الباب في وشي
طب حيلك حيلك. 
رددت بها زبيدة تلوح بيدها لها 
فهميني الاول باب مين اللي اتجفل في وشك.
خرج ردها سريعا بكلمات غير مترابطة من فرط انفاعلها 
سامية الزفت بنت خال شادي انا كنت عايزة ادخل معاه بس خۏفت من تحذير ابويا اللي مانعني ادخل بيته نهائي طب انا عايزة اطمن على حماتي دلوك اعملها ازاي
يا بت انا مش فاهمة منك حاجة ثم مالها حماتك كمأن ما انا دخلت عليها الصبح واطمنت عليها .
رددت خلفها بتشتت 
يعني حماتي مفيهاش حاجة امال الزفتة دي بتعمل عندهم ايه اصلا 
ضړبت زبيدة كفيها ببعضهما وقد فاض بها من هذيان ابنتها 
لا حول ولا قوة الا بالله عمالة تهرتلي بالكلام وانا مش فاهمة منك حاجة ما تجيبي يا بت من الاخر انت عايزة ايه بالظبط
وكأنها كانت في انتظارها خرج ردها على الفور برجاء 
عايزاكي تروحي تطمني على خالتي ام شادي وبالمرة تروحي تشوفي الزفتة دي بتعمل عندهم ايه
خرج من غرفته بعدما بدل ثيابه لأخرى عادية للمنزل ليتفاجأ بوالدته خارجة من غرفتها تتأبط ذراع ابنة خاله ساميه والتي انتبهت عليه لتعلق بابتسامة سمجة
كويس انك لحقت بسرعة وغيرت الاكل سخن ومش محتاج انتظار. 
تقدم يتناول ذراع والدته منها قائلا بضيق 
مخرجاها ليه طيب من الاوضة ما احنا بنجيبلها الاكل لحد عندها.
شهقت بمبالغة 
يا نهار اببض وتوسخ الفرشة من تحتيها لا طبعا يا شادي كدة احسن ع الاقل تفرط رجليها في الخطوتين دول.
لا ينكر صحة حديثها ولكن الخۏف هو ما يمنعه دائما عن تنفيذ ذلك كما يحدث الان مع ارتعاش جميع والدته في كل خطوه تخطوها فيه. 

 

انا فاهم كلامك بس برضو الامر ما يسلمش تعالي يا ماما اقعدي.
قال الاخيرة يجلسها على مقعد السفرة الصغيرة وجلست هي بلهفة تدعوه 
ياللا بقى انت كمان معانا تلاقيك راجع هلكان من الجوع. 
دا انا جايبة محشي ورق عنب حكاية جيبت طبقين واحد طلعته لبيت اخويا والتاني جيبته هنا.
رفض عرضها السخي بابتسامة صفراء 
متشكر اوي يا سامية على زوقك بس انا للاسف اكلت فعلا قبل ما اجي . 
كلت فين يعني في الشغل ولا برا الشغل 
خرجت منها بانفعال جعلته يرد عليها بالمثل 
اكلت مطرح ما أكلت بقى المهم اني شبعان وخلاص كلو انتو بالهنا والشفا.
همت ان تزيد عليه ولكن منعها صوت جرس المنزل الذي دوى فجأة ليذهب اليه فجأة ويرى من الطارق ليزداد داخلها الغيظ حينما لمحت وجه هذه المرأة السمراء والدة الملعۏنة صبا التي تكرهها يتلقاها هو بترحاب مبالغ فيه
خالتي زبيدة اتفضلي الف اهلا وسهلا. 
اهلا بيك يا حبيبي انا جاية اطمن على حبيبتي الغالية الست الوالدة هي صاحية ولا نايمة.
اشار لها بيده نحو والدته التي تبسمت لها لتهلل زبيدة برؤيتها جالسة بعيدة عن فراشها 
وه وه بسم الله الله اكبر عيني باردة عليكي يا غالية .
تقدمت للداخل تتبادل معها المزاح والحديث الودي اما شادي فقد توقف على مدخل المنزل بابتسامة متسعة وعيناه الى الخارج ليثير فضول ابنة خاله التي شعرت بعدم الراحة بوقفته هذه واعطاءها ظهره لتميل برأسها حتى تحققت من الجهة التي يتطلع اليها تلك الملعۏنة خطيبته تقف على مدخل الشقة المقابلة لهم تتوعد له وتحذره وهو ييتسم لها بملئ فمه بوجه مشرق مستمتعا بحنقها وكأنه عاد مراهقا يشاكس ابنة الجيران.
على مائدة الطعام التي كانت تجمع الاسرة يجلس على رأسها خميس يتناول طعامه بنهم كعادته وزوجته لا تكف عن تقديم المزيد من اصناف اللحوم في طبقه برعاية تجيدها في أرضاءه
كل يا خميس دا انت بتشقى وتتعب. 
ليتمتم لها بفم ممتلئ 
ربنا يخليكي ليا دودو هي البت سامية فين مش قاعدة معانا ع السفرة يعني
راحت تقضي يوم مع ولاد اخوها وبالمرة تقعد شوية مع عمتها ما انت عارف بنتك بتحبها قد ايه 
اوما بهزة من رأسه ليأتي تعقيب سامر مستنكرا 
اه طبعا وتلاقيها هتقعد تتركن هناك ما انا عارفها وعارف اللي في دماغها.
هو ايه اللي في دماغها يا واد انت انت هتتكلم بالالغاز عندك حاجة قول. 
زفر سامر بعجز عن الافصاح عما يدور بخلده وما يعلمه عن تهور شقيقته وحزم ابن عمته الباتر في كل ما يخصه ليصمت مجبرا واضعا همه بطعامه.
وتدخل سمير يغير مجرى الحديث. 
شوفت بت اخوك يا حج امبارح راجعة قريب الساعة واحدة بالليل والهلف اخوها واقف مستنيها على ناصية الحارة.
ومدام الهلف اخوها كان واقف مستنيها يبقى هعملها ايه انا بقى 
تفوه بها خميس في رد مباغت لابنه ليتوقف
الطعام بفمه پصدمة جعلت بعض من الانتشاء يتسرب الى زوجته التي طالعته پشماتة لم تخفى عليه لينفعل مبررا بحماقة لم يحسب لها حسابا
ازاي يعني مالناش دعوة هي دي مش تخصنا برضو بنت اخوك اللي طايحة دي لو غلطت العيبة هتلبسك انت يا عمها. 
توقف خميس عن الطعام ليطالعه بأعين تلونت بالاحمرار معنفا له
انت بتبرطم بتقول ايه ياض مين دا اللي يتجرأ ويجيب عليا العيبة دا انا كنت ادفنه مطرحه مش بناتنا احنا اللي يتجاب سيرتهم انا رايح لها البت دي .
قال الاخيرة وأزاح المقعد للخلف پعنف يهم بالنهوض إلا ان صيحة زوجته كانت هي الاسبق 
اقعد يا خميس مطرحك وكمل أكلك .
تطلع لها بتردد لكنها اعادت عليها حاسمة تأمره 
بقولك اقعد يا خميس وسيبك من هطل ابنك. 
اذعن الرجل لأمرها يعود لجلسته وطعامه وجاء الاعتراض من ابنها
انا اهطل ياما بقى راجل كبير زيي يتقال عليه اهطل ياما. 
وستين اهطل كمان عشان بتنبش ف اللي ملكش فيه وعايز تعمل مشاكل احنا في غنى عنها .
رددت بها درية بتصميم وتقريع وغمغم سامر بسخرية دون ان يرفع عيناه عن الطعام
بتجيب التهزيق لنفسك. 
لم نفسك يا سامر بدل ما احط كل غليلي فيك دلوقتي. 
قابل الاخير انفعاله بابتسامة سمجة مستخفة ليأتي الرد من زوجة الاخر وهي تنهض عن الطعام بغتة 
الحمد لله انا شبعت.
قالتها بحدة لفتت ابصار الجميع نحوها وهي تذهب نحو باب المنزل مغادرة نحو شقتها لتعلق والدته من خلفها 
عاجبك كدة يا بوز الاخص هتطفش مراتك منك بعمايلك السودة . 
اضاف سامر على قولها 
والله عندك حق ياما البت ساكتة ساكتة لكن في الاخر ھتنفجر في وشه. 
ټنفجر ولا تغور في داهية انا لا طايقها ولا طايق عيشتها. 
صاح به والده پغضب 
امال طايق ولا عايز مين يا ابن الكلب ما هي مشكلتك انك مفضوح قدامنا كلنا وعارف كويس 
ان الموضوع منتهي ومع ذلك بتحرب على خړاب عشك ولا حاسس ان جايلك عيل في السكة .
تجهم سمير بوجه ممتقع من الغيظ والڠضب المكتوم يوزع بنظرات الاتهام نحوهم دون ان يقولها صراحة ولكنها لم تخفى على والدته والتي عبرت عنها مدافعة
بلاش بصاتك دي يا واد وافتكر كويس انها هي اللي باعتك لما حطت شرط ورث ابوها في الوكالة قبل جوازها منك وهي اساسا ملهاش ورث.
سامر والذي لم يقوى على كبت فضوله هذه المرة 
بس بهجة دايما بتتكلم ان معاها الحق انتوا متأكدين ياما ان ملهاش ورث
سعل خميس والطعام في فمه لتلحقه زوجته بالماء ثم تربت على ظهره تلقي باليوم على أبناءه
اسم الله عليك يا خويا اشرب اشرب خليتو ابوكم شرق وكان هيروح في شربة مية جاتكو الهم . 
ظل على وضعه لحظات امام ترقبهم حتى التقط انفاسه ليردف بلهجة مضطربة 
انا عمري ما اكل حق حد وربنا العالم انا عملت ايه مع المرحوم بس كله عند ربنا انا مش هتكلم .
لتهتف من خلفه بتأييد يلجمهم كالعادة 
صدقت يا اخويا واللي عند ربنا ما بيروحش كل كل وهدي نفسك بلا هم.
مساء 
حينما غادرت منزله كان هو ما زال قابعا في غرفة مكتبه ولم يغادره بعد أنهى جميع الاعمال المطلوبة منه بذهن شارد بالكاد يكفيه للمراجعة او القراءة السريعة في اعماله لتعود صورتها وتحل امامه على الفور 
ثم يأتي الان ويقف خلف الجدار الزجاجي يراقبها وهي تغادر وعيون الحراس والعاملين أينما مرت تذهب معها بها شيء لا يفهمه 
جميلة ولا ينكر ذلك ولكن يوجد الالاف من الجميلات ولكن هي بها شيء مميز لم يصل إليه بعد
حتى طريقة سيرها بهذه العباءة الفضفاضة بمبالغة حديثها بعزة ولغة راقية بعيدة تمام البعد عمن تعامل معهم من العاملين.
ثم يظل هذا الشيء الاروع وهو عيناها وذلك الصفاء بخضارها يذكره بنقاء الطبيعية وسحرها
زفر انفاس خشنة ليعود الى جلسته خلف المكتب محدثا نفسه بتساؤل 
منذ متى لم يلتفت نحو امرأة او تشغله بهذه الطريقة يبدو ان تأثير بهجة سوف يستمر معه طويلا هذه الايام حتى تنصرف من عقله او ربما يجد له الحل.
هذه المرة اتخذت احتياطها وخرجت باكرا عن اليوم السابق وقد افنت يومها في مجالسة نجوان فلم تتركها الا بعدما اخلدت للفراش لتعود الان والساعة تعدت العاشرة فقط.
نزلت من سيارة النقل العام التي كانت تقلها الى منطقتها وقد رفضت اليوم عرض العم علي في توصليها تجنبا للتساؤلات وۏجع رأس هي في غنى عنه ولكن منذ متى حدث ما نبتغيه
جاية منين
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 27 صفحات