الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

راويه انوارتلمع بقلم سهام صادقت

انت في الصفحة 37 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز

فهو في السنوات الاخيره
أصبح أسمه يعلو بصداره 
لتسمع شريف يخبره بفرح حبيب بابي
فيرد عليه الصغير حبيبي ياشقيق
ليلتف نحو زهره غير مصدقا بما تفوه به قائلا پصدمه 
انتي متأكده ان الواد ده ابننا
فضحكت زهره وهي تطالع طفلها المتشرد كما تطلق عليه قائله بصراحه لاء 
وتذكرت ما فعله بها في حملها قائله بحنق انت السبب علي فكره نفسيتي فهد اتكونت بسببك
فرفع اليه أحد حاجبيه وهو لا يصدق ما تتفوه به ليهتف قائلا والله ماشي يازهره
ليبتسم اليها لا تحلم
شريف بذراعه وبذراع اخريمسك يد طفله قائلا ربنا يخليكم ليا 
خطي بأقدامه نحو والدته التي كانت قابعه وتحت أقدامها أطفال اخيه يلعبون لتصحو والدته من غفلتها القصيره 
علي صوت أحفادها لتطالع الواقف امامها بشوق 
وتمتمت بخفوت انا مش بحلم ياشريف
ليقترب منها شريف أكثر وينحني نحو والدتها ليقبل يداها
اليه بحب وظلت بأشتياق غير مصدقه انه الان بين فقدومه لم يعلم به أحدا
لتهمس بعتاب مش هخليك تسافر تاني حتي لو أضطريت واحبسك
فضحك وهو يستمع لحديث والدته ونظر الي زهره وطفله الواقفين ينظرون اليهم ببتسامه هادئه
وشعر اليوم بأن اكثر الاشياء حقا مرهقه عندما يتركك اولادك ويرحلوا بعد أن أفنيت عمرك لأجلهم
فهو لم يفهم ذلك الشعور الا عندما أصبح أب
لتبعده عنها بذراعيها بعدما لمحت حفيدها وزهره 
وفتحت ذراعيها اليهم لتتقدم زهره نحوها بأشتياق 
هي والصغير الذي يقف يطالع ابناء عمه وهم يلعبون بألعابهم
وبعد عناق دام طويلا 
هتفت بزهره بوعيد انا جوزتهولك عشان ميسافرش تاني سامعه
فضحكت زهره علي نبرة والدة زوجها الحنونه ونظرت الي زوجها
ليبتسم شريف قائلا احنا خلاص ياماما قررنا نعيش هنا 
فخفق قلب والدته بذراعيه وأخيرا قد تحققت أمنيتها
ليسمعوا صوت مشاغبه الصغار مع بعضهم فهشام أصبح لديه طفلا من منه 
فنظر شريف الي طفله الذي هو أساس ذلك الضجيج
ليسمعه يعنفهم قائلا بطفوله وسعوا كده خليني ألعب معاكم 
فتتأمله جدته وهي تنظر لوالده قائله طالع لعمو هشام 
ويدلف في تلك اللحظه هشام وبجانبه منه من باب فيلته التي يقطنها هو وعائلته الصغيره ليطالع اخيه بدهشه واقترب منه بسعاده مين بقي اللي طالعلي ياست الكل 
وعانقه بشوق وهو لا يصدق بأنه اخيرا قد رأي أخيه وقد تبدلت نظراته من العتاب الي الحب 
ليهمس في اذنه بحب وحشتني اوي ياشريف
شريف اليه أكثر الي ان وجد أيد تتشبث به 
فيعلم بأنه المتشرد طفله ليبتعد عن أخيه فيسمعه يهتف 
ابعد خليني عمو هشام
لينظر اليه هشام ضاحكا وأنحني كي يحمله بحب 
ليهتف بهم شريف قائلا نسختك اتفضل ياسيدي ! 
ليطالع هشام الصغير وهو يدغدغه قائلا سبهولي بقي
ليتركهم شريف ويتجه نحو أبناء أخيه الذين قد تخلوا عن اللعب واصبحوا يأخذون دور المتفرجون وفتح ذراعيه اليهم بدفئ قائلا انا خليني مع نهي وأدم دول بقي اللي طالعين لعمهم مش زي المتشرد أبني 
لتضحك والدتهم عليهم وهي تربط علي اقدام زوجات اولادها الجالسين بجانبها 
خطت زهره بخطوات سريعه نحو والديها وقد ظهر عليهم الشيب اكثر لتعاتبها والدتها قائله براحه يازهره عشان اللي في بطنك
لتبتسم اليها زهره وهي تشعر بالسعاده فأخيرا اصبحت بينهم
وتري نظرات والدها المتلهفه علي حفيده 
وعندما رأه تركهم ليذهب اليه فالصغير قد اطار عقله منذ أن جاء ليحتل مكانه كبري في عقله وقلبه
لتنظر والدتها الي الانوار المعلقه في الحديقه قائله ماشاء الله يابنتي ربنا يباركلك انتي وشريف 
وعلي نطقها
لأسم شريف وجدته يقترب منهم ليقبل يدها بحب قائلا منوره بيتك ياماما
فربتت علي كتفه بحنان فهو لم يخن ثقتها به يوم
ليتسأل فين جميله !
لتهمس بحزن علي حال ابنتها الذي تغير منذ سنين واصبحت ټقتل نفسها بعملها فهي أصبحت ناجحه في مجالها ولكن قد خسړت أشياء اخري في حياتها 
وهتفت بحزن قالتلي هتيجي بعد ما تخلص شغلها 
ليمسك شريف بيدها وهو يطالع زوجته التي تقف بجانبها
ويبدو انها حزينه علي حال اختها المتغير الذي لا يعلم به أحدا 
كان الكل يضحك رغم ما به من هموم فتلك الحفل الذي فعلها شريف من اجل عودته وبدءه صفقته الجديده مع حاتم
كانت هي عودت تجمعهم كأسره
ليأتي المصور طالب منهم بأن يقفوا جميعهم ليلتقط لهم صوره عائليه 
وعندما وقفوا جميعهم مصطفين بابتسامه واسعه قبل ألتقاط الصوره
يلا ياجميله عشان تتصوري معانا
فوقفت جميله للحظات تطالعهم وهي تظن بأن جميعهم يقفون يطالعونها بأشفاق ولكن كل واحدا منهم كان مشغول بعائلته الصغيره 
فهشام يقف بجانب منه وطفليه 
وحازم يقف
بجانب فرحه بذراعيه ويحمل طفلته الصغيره بذراع
وحاتم يضم شريف الذي أصبح يماثله في الطول بحنان ابوي ومريم أبنتها اليها 
وكل من والديها ينظرون نحوها بحزن علي حالها 
والباقي يقفون منتظرين ألتقاط الصوره بعد ان اوجعتهم أقدامهم من الوقوف
فلم تشعر بنفسها إلا وهي تقف وسطهم بعد أصرار زهره عليها وعندما أستمعت لصوت المصور وهو يبدأ في الاستعداد لألتقاط الصوره 
وقفت في الهامش كي لا يلتقطها المصور بينهم
ليبتسم اليهم المصور بعدما ألتقط الصوره ونظر في عدست كاميرته لكي يطمئن علي ألتقاطه للصوره 
فيكون وجه شريف وزهره من يتوسط الصوره ناظرين الي عينين بعضهم بحب والأخرين حولهم
يبتسمون 
أما واحدا كان يقف علي اطراف الصوره لا يظهر سوي جزء منه 
ومن هنا تنتهي حكايتنا 
وتوته توته خلصت الحدوته بحلوها ومرها 
لنعلم أن الحياه لا تتوقف عن أعطائنا الدروس دوما 
وكل منا سيجد عبره خاصه به وحده ليتعلم منها
النهايه
بقلم سهام صادقت

36  37 

انت في الصفحة 37 من 37 صفحات