الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

روايه جوازه نت لكاتبتهامني لطفي

انت في الصفحة 42 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز


صافقا الباب خلفه بينما هوت جالسة فوق الكرسي خلفها ډافنة وجهها بين راحتيها وقد انخرطت في بكاء حار يقطع نياط القلوب
كان سيف جالسا في حديقة منزلهم الكبير مستندا برأسه الى ظهر مقعده المصنوع من أغصان البامبو أغمض عينيه زافرا بتعب كان يفكر كيف يقنع هذه العنيدة التي تقبع في غرفتها بالأعلى أنه لا سبيل إطلاقا لما تفكر فيه أنه من رابع المستحيلات أن ينفذ لها طلبها المچنون والتي ما أنفكت ترميه في وجهه كان يظن أنه بعدما حدث بينهما ستلين فقد بثها حبه ولواعج شوقه ألم تشعر بعشقه لها ألم يصلها مدى حبه وولعه بها ألم تعلم بعد أنها بمثابة روح ثانية لهذا الجسد وأنه بدونها يفنى ويهلك

زفر بتعب وهو يدعو الله في سره أن يلهمه الصواب عندما تناهى الى سمعه صوت والدته يناديه بحنو
سيف سيف يا ولدي
فتح عينيه وطالع أمه الواقفة بجواره اعتدل في جلسته وهم بالنهوض عندما منعته واضعة يدها على كتفه وهي تجاوره على الكرسي المقابل له قائلة
خليك مرتاح يا ولدي مالك يا نضري وشك مش عاجبني
أجاب سيف بابتسامة صغيرة
يعني مش عارفة يا أم سيف
ابتسمت أمه بحنان وأجابت
منة
تحدث سيف بنبرة مشروخة بالرغم عنه
مش عاوزة تنسى يا أمى مهما عملت مش عاوزة تسامحني
اجابت الأم بشفقة على حاله ولكنها في ذات الوقت تريد تقريعه على ما فعله في حق ربه اولا وامرأته بل ونفسه ثانيا
اللي حوصل ما كانشي شوية يا ولدي مرتك بتحبك وجوي كمان بس هي برضيكي موجوعه جوي جوي من عملتك دي سكتت قليلا لتتابع بعد ذلك وهي تطالعه بحزن ممزوج بأسى وقد أبعدت يدها عنه
أني ما سابجليش واتحدت معاك في الموضوع ديه لكن عاوزة
أعرف ليه يا ولدي ايه اللي خلاك تعمل إكده
زفر سيف بعمق قبل أن ينظر الى أمه بخجل وقال بندم بالغ
أنا عارف أنك زعلانه مني وأكيد كمان مصډومة فيا بس صدقيني يا أمي لما برجع أفكر في اللي حصل بحس أنه اللي عمل كدا مش أنا الشيطان الملعۏن بيزين لنا دايما الغلط وللأسف هو أول تنازل وبعد كدا التنازلات بتكتر وانا الموضوع ابتدى كلام ونسيت انه فيه ژنا عين وژنا أذن نسيت ان الكلمة اللي بتخرج مننا بنتحاسب عليها وسلمت وداني للشيطان في وقت كانت منة مشغولة عني بالبنات والبيت انا مش ببرر الغلط اللي عملته لأني عارف ان اللي عملته مش مجرد غلط بسيط لكن أنا عاوز أقول اني ما كنتش في وعيي أنتي عارفة أنا بحب منة قد إيه منة حياتي كلها وفي لحظة ضعف أو ممكن نسميها لحظة غباء سلمت نفسي للشيطان ومشيت وراه والتانية طلعت دي شغلتها ويمكن الڤضيحة اللي حصلت دي ربنا أراد بيها أني أكفر عن جرمي في حق ربي وحق نفسي ومراتي على فكرة يا أمي أنا نهيت علاقتي بيها قبل منة ما تعرف ابتسم بمرارة وهو يواصل
بس مافيش كاملة الرسايل اللي كانت بيننا نسيت أمسحها منة شافت وقريت كل حاجه والتانية اتغاظت ان شغلها كدا هيبوظ عرفت الكل اننا اتجوزنا ازاي مش مهم المهم اننا متجوزين
تحدثت زينب بقلق
صحيح يا ولدي الكلام اللي جالتو الڤاجرة دي انكم متزوجين دلوك ديه صوح
نظر سيف الى امه وهو يزفر بعمق
والله يا أم سيف ما أنا عارف بس منة قالت لي نفس كلامها دا قالت لي انه الاساس في الجواز الاشهار واني دلوقتي أعتبر متجوز عليها
قطبت زينب متسائلة
ودي حلها كيف دي
سيف بحيرة
مش عارف بس أنا قريت كتير في الموضوع دا ولو قيسنا على الجواز العرفي الجواز العرفي مش معترف بيه قانونا أو شرعا لكن لو حصل واتنين متجوزين عرفي وعاوزين يسيبوا بعض يبقى لازم الزوج يرمي يمين الطلاق على زوجته في وجود شهود هو الجواز طبعا في السر لكن دا لازم علشان الواحد يبري ذمته قودام ربنا فرضا اللي اتجوزت عرفي دي عاوزة تتجوز رسمي من واحد تاني لو اتجوزت من غير وقوع يمين الطلاق تبقى كدا متجوزة اتنين والعدة بتاعت المطلقة بتخليها تتأكد اذا كانت حامل مثلا من عدمه يعني اللي ماشوفهومش وهما بيسرقوا هيشوفوهم وهما بيتقاسموا
زينب بنظرة تفكير عميق وجهتها اليه
وانت يا ولدي هتعمل إكده هتطلجها في وجود شهود
سيف بقلة حيلة
انا مش عارف اعمل ايه فيه قودامي حاجه من اتنين يا إما أنكر كل حاجه خالص وما أسألش
فيها يا إما أطلقها وبكدا الناس هتتأكد انها كانت على حق وأخسر كل حاجه بيتي وشغلي وحياتي المستقرة كلها
زينب بحكمة
لاه يا ولدي ما بتتحسبشي إكده انت لو طلجتها هتكسب رضا ربك عليك ولو ما طلجتهاش هتخسر ربك أنهي أبدى ربك ولا الناس انت غلطت يا سيف بس ما هنصلحش الغلط بمصېبة أكبر فكر يا ولدي زين وأني متأكده ان مرتك هتبتدي تصفالك لما تطلج الڤاجرة دي وترميها من حياتك كلاتها ولو على مسألة الشهود ماليكش صالح أنا هحلها
ابتسم سيف لأول مرة منذ بدء محادثته مع والدته وتنهد براحه قائلا
لكن شاهي من يوم ما كانت هنا ماشوفتهاش ومعرفش هي راحت فين
ربتت زينب على يده وقالت بغموض
لاه ان كان على إكده ما تشيليش هم هنجيبها لحديك ونرميها تحت رجليك كمان
نظر سيف الى والدته عاقدا جبينه وعلق متسائلا
ازاي يا أم سيف
أجابت بثقة
ماليكش فيه انت كل اللي يهمك انها تاجي إهنه علشان نخلصوا من الموال العفش ديه ساعتين زمن وكل حاجه هتكون إترتبت أني هجوم دلوك أشوفهم عملوا ايه منبهة عليهم يوضبوا جناح الضيوف علشان أهل مرتك
بيجولوا هيوصلوا على بكرة الصبح تجريبا بس أخو مرتك اتصل وجال انه هايجي بكرة ع العشا إكده علشان يسلم ع الحاج وعلى منة جبل سفره هو هياجي من مصر لكن حماك وحماتك هياجوا من اسكندرية مع ولد خالة مرتك تصدج ابن حلال هيطخ المشوار ديه كلاته عشان اهل مرتك يبجوا مرتاحين في جيتهم شكله ابن حلال جوي الجدع ديه
زفر سيف بحنق فلم يكن ينقصه سوى أمه هي الأخرى تتلو على مسامعه قصائد شعر في مديح ذاك ال نادر ألا يكفيه تلك الغضبى التي تحبس نفسها في الأعلى رافضة النزول حتى لا تراه
ابتسمت زينب فهي أعلم الناس بابنها وبما يدور في ذهنه وقالت بابتسامة صغيرة
خير يا ولدي سرحت في ايه
انتبه سيف على سؤالها فحاول تغيير الموضوع قائلا
أبدا يا أمي انما صحيح هنعمل ايه مع سلمى منعم كلمني كذا مرة واتأسف لي بس ابويا الحاج رافض أي كلام في الموضوع دا
زينب بثقة
خليه يتربى شوي علشان يعرف ان الله حج بتي مش شوية عشان يبهدلها إكده خليه يعرف جيمتها صوح عشان بعد إكده يبجى يفكر ألف مرة جبل ما يزعلها أو يزعلنا اللي عمله ديه مالوش غير معنى واحد انه راجل ناجص ما خواتك التانيين ماحدش منيهم زوجه عمل إكده ليه علشان عارفين انه حتى لو انت غلطت هما مالهومش صالح في اللي حوصل منيك وعارفين كمان ان الشيخ عبد الهادي مش هيسكت على اللي حوصل وانه أول واحد هيعرف شغله معاك خله يتربى شوي ما ليكش انت صالح بيه واصل ثم نهضت واقفة وهي تكمل
عموما أني هسيبك دلوك هروح أطل عليهم علشان الضيوف اللي جايين دول وانت حاول تنام لك شوية وشك بيجول انك مش بتنام يمكن من يوم ما حوصل اللي حوصل نام يا ولدي وسيبها على ربك
أومأ سيف قائلا
ونعم بالله اتفضلي إنتي يا أمي وأنا شوية وهحصلك
ابتعدت والدته تاركة سيف ليغوص عميقا في افكاره والتي تنحسر في شعر كستنائي لاهب وعينين لوزتين تلمعان پغضب عاصف تسلبان لبه كلما وقعت عيناه عليها فأضحى أسيرها منذ اللحظة الأولى لرؤيتها
الحلقة الخامسة عشرج
حمدلله على السلامة يا استاذ عمر الحاجة هتفرح جوي لما تشوفك هي وسيف بيه
دخل عمر وسط تهليل مهجة بقدومه فعمر ابن بنت خال سيدتها زينب ويعد كأخ لسيف قال عمر وهو يتلفت حوله
الله يسلمك يا مهجة أومال فين الناس
قالت مهجة وهي تحمل حقيبة ثيابه
الحاجه في دارها وسيف بيه في الجنينة أومأ عمر برأسه وقال
طيب أنا هروح لسيف بيه
اهلا ازيك يا عمر ايه المفاجأة دي
سلم عمر على سيف وجلس حيث أشار سيف قائلا بمرح
أعمل ايه جالي استدعاء رسمي من الحاجة زينب وانت عارف كله الا أوامر الحاجه مقدرش أطنشها
قطب سيف بحيرة وقال
هي الحاجه كلمتك أومأ عمر بالايجاب فواصل سيف بتساؤل
غريبة ما قالتليش يعني وكلمتك ليه
قال عمر وهو يحرك كتفيه علامة الجهل
علمي علمك كل اللي قالته تكوني عندي مسافة السكة واهو اقل من 3 ساعات وانا هنا جاي سايق على 120
سمعا صوت زينب وهو يقول مرحبا
أهلا بولد الغالية توك ما جيت يعني لازمن كنت أكلمك علشان تاجي تشوفنا
نهض عمر للسلام عليها وأجاب
معلهش يا حاجه انتو في بالي والله بس ظروف الشغل
قالت زينب بابتسامة
وكيفها نيرة اتوحشتها جوي
أجاب عمر بابتسامة
الحمدلله بخير وحضرتك كمان وحشتيها وان شاء الله هييجوا قريب
علشان كمان يطمنوا على عمي الحاج
قالت زينب وهي تشير الى سيف
يشرفوا ودلوك ناجي للمهم سيف يا ولدي هات ولد خالتك والحجني
تبادل عمر وسيف نظرات التساؤل ولم يجدا بدا من اللحاق بزينب
انتو عايزين مني ايه صړخت شاهي في وجه رماح الذي قال بغلظة
واحنا هنعوز منيكي إيه الكبيرة جالت جيبها يبجى جيبها ياللا بلاش لكاعه الكبيرة مستنياكي بره علشان تعرفي اننا إهنه بنراعي الاصول مارضيتش تدخل عليكي دارك
شاهي بسخرية وهي تنظر الى ملابسها المزرية التي تتكون من عباءة ريفية سوداء يتداخل بها بضع ألوان ولكن قد كلح لونها
دليل على قدمها قالت بصوت كالفحيح من بين أسنانها وهي تتقدمه
دا على أساس انكو منزلني في اودة في فندق 5 نجوم أي حد يشوف الاودة دي أنا متأكده انه هيقرف يقعد فيها 5 دقايق كفاية ريحة العفونة اللي فيها ولا الفيران اللي عماله تصوت طول الليل ولما صعبت عليكم خرجتوا الفيران بعد ما كنت ھموت فيها انما اقول ايه على الصراصير والقرف اللي موجود هنا ياللا ياللا خلينا نشوف الكبيرة بتاعتك دي عاوزة إيه أما أشوف هخلص من فيلم شيء من الخۏف دا إمتى
خرجت شاهي الى ردهة الكوخ المحتجزة به ما إن وقع نظر سيف وعمر عليها حتى نظرا الى بعضهما البعض بحيرة وريبة وتحدث سيف بدهشة
ايه دا انتي هنا ثم نظر الى والدته متابعا
فيه ايه يا أمي ايه اللي جابها دي هنا
تحدثت زينب بصرامة
ماليكش صالح بجات إزاي انت دلوك ترمي عليها اليمين واللي بعمله ديه مش علشانها لاه دي
 

41  42  43 

انت في الصفحة 42 من 51 صفحات