ثلاث ذئاب وغزاله بقلم ريناد يوسف
فودنها وشم ريحتها.. شاف روحه وهو عيناغيها وشاف لما كبرت هبابه وهو واخدها فكل موطرح يروحه وهو وشايلها فوق كتافه وكانت تلاغي الطير الفايت وتضحك للهوا كيف ماعيقولوا وكل الناس كانت تشيل وتحط وتحب فيها من حلاتها وخفة ډمها وحلاوة لسانها.. وبعد ماكبرت وشاف إنها وارثه كل حاجه منه الطبع والشكل وحب نفس الحاجات اللي عيحبها إتوكد إنها هي الوحيده اللي دونا عن بناته اللي صوح ينطبق عليها قولة حته منه.
ردت عليه شام وهي عتحاول تبعد عنيه وتزيحه باديها التنين بكل قوتها بره قضبان القطر
إيه اللي عتقوله ديه يابوي! كيف ټموت معاي طب وامي واخواتي يعملوا ايه من بعدك وإنت ذنبك ايه ټموت طيب
عبد الصمد رد عليها پألم
وانتي يعني كان ذنبك ايه يابتي زي مانتي ھتموتي من غير ذنب ياشام.. خليني اقاسمك في المكتوب يابتي.
طيب وخياتي يابوي مين ليهم من بعدك مين يحامي عليهم لو إنت هملتهم
رد عليها بصوت عيرجف واني يعني لما كنت قاعد حاميت عليكي ولا نفعت بحاجه ولا شلت عنك اذي ياشام.. اني زي قلتي يابتي مليش عازه.. ومن بعدك ھموت كل يوم بالهبابه..اسكتي ياشام وخلينا نروحوا سوا مههملكش ټموتي لحالك.
خلص حديته وضم شام لصدره وډفن دماغها فيه وهو واعي كشاف القطر بان من بعيد وڠصب عن شام رفعت راسها وشافت القطر جاي وحس بكاها على ومسكت فأبوها وتبتت فيه پخوف من المۏت عمره مايضاهيه اي إحساس بالخۏف من اي حاجه في الدنيا.
وفضل القطر يقرب وېصرخ وشام تصرخ وابوها يترعش ويقول يارب سامحني وفاخر لحظه وكان بينهم وبين القطر يادوبك كام خطوه وإتفاجئت شام بأبوها عيتدحرج بيها بره قضبان القطر ويادوبك طلعوا براهم والقطر عدى من جارهم وهواه طير خلجاتهم ورجف روحهم.
ليه يابوي عيملت إكده! عتبعدني ليه عن المۏت بعد ماكان قريب مني ليه هتخليني استناه من تاني دا انتظار المۏت واعر قوي يابوي.
عبد الصمد
الظاهر ان لينا لسه لقم في الدنيا يابتي.. اني جه علي بالي واحد هو الوحيد اللي هيقدر يبت فمشكلتك ويشوفلي حل فنصيبتي.. وإن ديه ملقاش الحل يوبقي ملهاش اي حل يابتي.
عبد الصمد انتي متعرفيهش يابتي ديه حلال العقد.. بس ادعي ربك تتفك عقدتك علي يده.
وقام عبد الصمد وقومها وراح علي المحطه وقعد يستني أول قطر رايح لبلد الشيخ العادل اللي ياما سمع عنيه وعن حكمته وراجحة عقله.
ساعتين وبعد اذان الفجر بالظبط جه قطر ووقف علي المحطه وقام عبد الصمد وقوم شام عشان يركبوا القطر وبمجرد مالقطر قرب وحطت شام رجلها فيه من جوه حست برعشه فجسمها كيف ماتكون حبيبه دخلت لقلب حبيبها.
بصت شام من شباك القطر وهو ماشى وشافت البيوت والنخل والشوارع عيجروا كيف عمرها اللي عدي وهي غفلانه وممدياش خوانه إنه قصير ولازمن تتمتع بكل دقيقه فيه.. لكن ربنا ليه حكمه بإن الانسان ميعرفش قضاه عشان مياخدش حذره.
عدى القطر محطتين والتالته وقف فيها وقام عبد الصمد ومد يده لشام عشان تقوم معاه.. وشام قامت وحطت يدها فيد ابوها ومشت معاه بطاعه كيف ماسيدنا إسماعيل طاع ابوه إبراهيم ووافقه على دب حه.. بس الاختلاف إن سيدنا إسماعيل وافق ابوه على أمر ربه أما شام فوافقت أبوها علي امر العادات والتقاليد وحكم العجز قدام العاړ مع إن اللي المفروض يركبهم العاړ علي عملتهم السوده عايشين وهيكملو حياتهم وكأن اللي عيملوه شيئ طبيعي وغريزة مش محكومه بأي أحكام شرعيه
ولا فيه قيود تتفرض عشان تعاقبهم!
قامت شام مع ابوها وإتمشت في القطر لغاية بابه وطول ماهي ماشيه ايدها الحره عتمشي علي كراسيه وتلمس كل حاجه تطولها فحركة وداع للمحب المخلص.
ونزلت شام وراحت مع ابوها موطرح ماواخدها ومعارفاش هي رايحه وين ولا جايه من فين ولا مين اللي أبوها قالها إنه هيروح يحط رقابهم بين أديه وهو الوحيد اللي فيده يرفع الروس أو يوطيها لباقي العمر بكلمه وحده منيه وحكم محدش هيقدر يخالفه!
وفضلوا التنين ماشيين فشوارع تشيلهم وشوارع تحطهم وأبوها كل هبابه يسأل حد عن عنوان الراجل ديه ويدله اللي يسأله علي شارع يمشيه ويخلصه وفآخره ويسأل واحد تاني..
وفالاخر وصلوا لشارع ووقفوا قدام مندره واسعه مفتوحين بيبانها التنين واللي بره يقدر يشوف اللي جواها.. كانوا قاعدين كام راجل وفوسط القعده فوش الباب كان قاعد شيخ كبير دقنه كبير واوبيض ووشه كان عيشع نور.
شام بصلها ابوها وبأمر قالها
نزلي ياشام شالك علي وشك وغطيه..
وشام عيملت إكده وهو مسكها من يدها ودخل بيها المندره وبعد مارمى السلام قال بحسه العالي
السلام عليكم ياأهل السلام.. غريب وجاي طالب العون وواقع فعرض أهل الهمم وناخي الشيخ جاهين.. ياتري هو وسطكم ولا مقاعدش
خلص كلامه ورد عليه الشيخ اللي كان في النص بحس عالي
وصلت يابوي والشيخ جاهين اهل للنخايه ويده دايما ممدوده بالعون.. أطلب تجاب.
عبد الصمد عرضي نهشته ديابه سعرانه وصبغت عمتي ومخدتش منيهم غير كل باطل..وضاع الحق مع عديمين الدين والشرف.
الكل همهم پصدمة ومنهم اللي إتصعب ومنهم اللي دعا ربنا يستره ويستر ولاياه وجاهين غمض عنيه بحسره وبعدها فتحهم وقال بحسه العالي
حكيم.. خد ياولدي المستوره ووديها السرايه حدا امك واختك وخليهم يكرموا ضيفتهم مليح وقول لامك ضيفتك مكروبه متهمليهاش على هوا نفسها من غير ماتضايفيها باللي يسد جوعها وتحدتيها باللي يطمن قلبها.
حكيم بطاعه حاضر يابوي.. وإتقدم عن شام وعيونه في الارض وقالها إتفضلي معاي ياخيتي..وخدها ومشي
جاهين وإنت يابشندي اعمل كباية شاي قوام للراجل الطيب ديه عشان يشربها ويحكيلي اللي حوصول من البدايه.
وانتوا ياأهل الخير كل واحد تصاحبه السلامه علي داره فصلكم خلص وخلاص كل حاجه بقيت عال العال.
وابتدا الكل يطلع وابتدت المندره تفضي الا من الشيخ جاهين وعبد الصمد وبشندي وغازي..
جاهين غازي قوم إقفل البيبان بتاعة المندره وروح شوف حالك بره وشوف وراك ايه
غازي ليه ياعمي ماخليني معاك واشوفك هتحكم بإيه عشان اتعلم منك!
جاهين بتفكير طيب خليك واتعلم بس الكلام اللي هيطلع دلوكيت يتبلع في البطن وميطلعش وانت صفيان مع حد.
غازي عيب ياعم هو اني عيل ولا ايه!
جاهين مردش عليه وبص لعبصمد وقاله هاه يا ياشايل الهم للممات احكيلي.
وابتدا عبد الصمد يحكي ومع اول كلمه دخل حكيم من بره وقفل باب المندره وراه من تاني وسمع الحكايه معاهم من طقطق لسلامو عليكم.
خلص عبد الصمد الحكايه ورفع راسه لقي كل الروس مطاطيه قهر من اللي سمعته والشيخ جاهين عيمسد علي لحيته بتفكير وبصله عبد الصمد بترجي وقاله
إيه حكمك ياشيخ العدل ونصير المظلوم
اتنهد جاهين وقال لعبصمد.. الحكم ديه عايز تروي ياابو البنات وخصوصي وإن ډم بتك وذنبها متفرق علي تلات مجرمين.
عبد الصمد واني محداييش وكت للتروي ياشيخ اني ريحة بتي فاحت في البلد ويا الستر.. يا الطم.
بص جاهين لحكيم ولده اللي في الفتره داي كان عيعده للمشيخه وسأله
قولت ايه ياحكيم في الحاله داي الحكم العادل من وجهة نظرك يكون ايه
رد عليه غازي وليه حكيم اللي يقول رأيه.. شيخ المستقبل هو اللي يقول وتشوف حكمه زين ولا شين.
جاه ينطيب قول ياشيخ المستقبل.
غازي اتربع واتنحنح وبصوت رخيم قال
اني رأيي إننا لو جوزناها لواحد منهم نبقوا عنظلموه دونا عن الباقيين وهيكون هو اللي شال الليله كلها لحاله فأني رأيي إن كل واحد فيهم يتجوزها هبابه ويطلقها يعني تلف عالتلاته عشان كل واحد فيهم يكون شال نايبه من الغلط.
جاهين بصله وفتح عنيه علي وسعهم وزي منيه عيمل حكيم وعبد الصمد.
جاهين بعد مافضل باصص لغازي بصه خلته معارفشي يعمل ايه من الاحراج وحس انه قال كلام مايتقالش فك غازي رجليه وقعد زين وسكت وهو حاسس بالحرج.
جاهين
قول حكمك إنت ياحكيم.
حكيم بص يابوي.. اني رأيي من رأي غازي إن التلاته مذنبين والتلاته لازمن ياخدوا عقابهم وعقابهم يكون دفع مبلغ مالي يضلعهم ويضلع اهلهم عشان يعوفوا إن الربايه الخايسه عتخسر والفلوس تروح لعم عبد الصمد.
اما بالنسبه لشام فيتجوزها اللي قاعد منهم واللي هو واد المقاول.
أما التنين الباقيين بمجرد رجوعهم للبلد بعد مايعقد واد المقاول علي المستوره ويتطمنوا انهم نفدوا منها يعقدوا علي بنات عبد الصمد التنين وديه لانهم محدش هيقيم عينه عليهم ويبصلهم ولا حد هيرضى يتجوزهم بعد اللي اتعمل فاختهم فحتي لو شام اتسترت هيقعدوا التنين فرقبة الراجل الغلبان.
جاهين بتفكير كلامك زين ياولدي.. بس دول حشاشين واخلاقهم شينه وبكده البتين هيكونوا اتظلموا من غير ذنب!
حكيم وهي شام كانت
إتظلمت بأي ذنب يابوي..وهما كمان طالهم الظلم زيها من غير ذنب.. وجايز لما العيال داي يلاقوا حريم معاهم حلالهم يمنعوهم إنهم يأذوا عشرات زي شام ويعملوا العمله ويهربوا ويمكن يكون طيش شباب وغلطه وتروح لحالها وخصوصي إنهم عيال مقفلوش العشرين لسه.. يعني الطيش راعيهم وراعي خطاويهم..وبعدها هينصلح حالهم.
ياما ناس فأول عمرها كانت شياطين وتابت وبقي ينضرب بيهم المثل في التقوي والخۏف من الله.
إتبسم جاهين وهو عيتطلع لولده وعجبه حكمه وبص لعبصمد وسأله
إيه رايك فكلام ولدي حكيم ياعبد الصمد.
عبد الصمد والله القول والشور ليك انت ياشيخ واللي تشوف فيه الصالح اني راضي بيه وباصم بالعشره.. إنت أكيد ادري مني اني مخي مطووش معارفشي راسي من رجلي ولا عارف ايه اللي لازمن ينعمل وايه اللي مينعملش. يعني اني من ايدك داي لايدك داي وفصل واني البس.
جاهين يوبقي نمشوا بشور حكيم ونستروا التلات ولايا ونقطعوا اي لسان يتلسن على عرضك. ودلوك قولي اسامي اللي اهل العيال الطايشه داي عشان اشيع عليهم واجيبهم وافصلهم بفلوس تعلمهم الادب.
وفعلا عطي عبد الصمد الاسامي للشيخ جاهين وجاهين شيع اتنين من الغفر لبلد عبصمد بالاسامي وطلب منهم ميعاودوش من غير حد فيهم.
وبدأ يضايف عبد الصمد ويطمنه ونجح هو وحكيم إنهم يطلعوه من الحاله اللي هو فيها ويحسسوه إن نصيبته ليها حل بعون الله.
اما قبل سابق في السرايا حدا تماضر وغاليه بمجرد دخول شام عليهم مع حكيم..
حكيم بلغ امه