عشق القلوب بقلم سهام صادق
نتقاسم بقي الكعكه ديه
لتتابعها نظرات ذلك الشخص الذي يجلس عن بعد يتأمل هذه الفتاه العجيبه حتي سقط بعينيه ليراها تخرج بعض النقود وتتأملها ثم تتقاسمها مع الصغيره كما قسمت معها تلك الكعكه فأبتسم وهو يتأملهم رغما عنه
حتي أشاح بوجهه بعيدا عنهما وظل يتابع شريط ذكرياتها حتي قطع تفكيره صوت رنين هاتفه ليتحدث مع المتصل وقتا طويلاا وقبل ان ينهي تلك المحادثه العمليه
يلتف حوله ليري من اين يأتي ذلك الصوت حتي وقع ببصره علي تلك الفتاه نفسها ولكن هذه المره كانت محاطة بثلاث شباب يبدو عليهم السكر فوقف يتأمله صړاخها لبرهه
ليصل صوت نحيبها العالي وصړاخها اليه بقوة قد جعتله يتحرك اليها وهو لا يعلم هل ما سيفعله دليلا بأن اصله الشرقي مازال في عروقه ام ماذا
فيضحك الاخر وهو يقذف بداخل جوفه ذلك الحساء الكريهه قائلا هيا ياميكل افعل بها ما شأت انت اولا وسنلحقك
فنظرت حولها تتأمل اي احدا ينجدها من هؤلاء ولكن مازال الوقت مبكرا فتحركت سريعا من امامهم لتركض وفجأة يد أحدهما قد جذبتها بقوه لتطرحها ارضا
فينظر هو الي اصدقائه الاثنان قائلا اشعر انها تسبني هذه الفتاه اللعينه
فألجم فمها بقوه كي يسكت صوت صړاخها لتغمض مريم عيناها وتسبح بدعاء سيدنا يونس لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين وظلت تردده طويلا حتي هبطت دمعة من جفونها وهي تتأمل اعين ذلك السكير ورائحة فمه الكريهه المنبعثه
ما يحدث حولها حتي اغلقت عيناها وسبحت في عالم مظلم
لتستيقظ علي لمسات ذلك الطبيب الذي يبدو من لهجته انه سوريا انتي بخير
فتحرك رأسها بأرهاق أشكرك أزاي
ليضحك يوسف قائلا والله انا مش عارف مين اللي يشكر مين ويظل يتفحصها بأعجاب ليقول ثانية تحبي اوصلك
فيقترب منها يوسف حتي سار بجانبها انتي مصريه
فأبتسمت وهي تحن الي بلدها وتكره تلك الغربه التي عرضتها لكل هذا ايوه
فيداعب هو ذلك الچرح الذي اخذ موضعا بجانب احد حاجبيه عايشه هنا لوحدك
فيقف يوسف بدوره لتقول هي أنا مش عارفه اشكرك ازاي
فيبتسم يوسف علي طريقة حديثها الذي اول مره يستشعره في انثي انتي بتعملي ايه هنا يا
فتصمت مريم للحظات قائله وهي تكمل سيرها اسمي مريم اما انا هنا ليه عشان اشتغل
فيعود يوسف لسيره مرة اخري وهو يضع بكلتا أيديه في جيوب بنطاله الرياضي فتنظر هي الي تلك الحافله القادمه قائله بأمتنان انا هنا هقدر اكمل طريقي شكرا استاذ
فيبتسم يوسف ابتسامة بسيطه وهو يتطلع اليها مودعا اياها يوسف
ويقف يتأملها وهي تسير نحو الحافله البسيطه لعامة الشعب في تلك البلده فأغمض عيناه وهو يتنهد بنت غريبه اووي
في داخل موطنا الحبيب بعيدا عن تلك الغربه !!
جلس أحمد يتطلع في هاتفه بتأفف وهو جالس بسيارته امام بناية خطيبته فنظر الي ساعته بضيق حتي وجدها تصعد السياره جانبه قائلة بدلع هتوديني فين بقي ياحبيبي
وسار بسيارته السوداء الفارهه التي قد حصل عليها قسطا من ذلك البنك الذي يعمل به فحل الصمت بينهم قليلا قبل ان يقول هو هي بنت خالك سافرت كندا
فيمتقع وجه أروي عندما ذكرها بتلك البغيضه التي تكرهها يادي ست مريم ديه
فيلتف اليها أحمد بطرف عينيه قائلا وهي عايشه مع مين هناك انا اللي اعرفه ان خالك محسن سافر أمريكا وصفا كل تعاملته ورأس ماله في كندا
فتصرخ به أروي قائله ايه يا احمد ما تراعي احساسي مش معقول اكون معاك وتفتكرلي ست مريم ولا انت من ساعة ماشوفتها أعجبت بيها
فأوقف أحمد سيارته جانبا في احد الاماكن الهادئه والمظلمه قائلا ياحببتي انتي عارفه ان سؤالي مقصدش بي حاجه مجرد سؤال ياستي اوعي تتعصبي وتضيقي بقي لاحسن مفجأتي هلغيها
فتقترب منه أروي لتداعب بشړة خديه بأناملها قولي بقي يامودي هنروح فين
فيبتسم أحمد أروي انا هعمل حاجه بس متزعليش مني ماشي
لتفتح أروي عيناها ببطئ بعدما استعادت انفاسها التي هربت منها اللي هو ايه !
فتنهد أحمد قليلا قائلا اننا نعمل اي حاجه عايزين نعملها من غير ما نفكر في الناس ومجتمعنا بتفكيره العقيم والمتخلف
لتنظر اليه اروي طويلا
فيكمل أحمد بحديثه قائلا وفيها ايه يا اروي وكمان ياحببتي انا مش عايز اضيع لحظه واحده من عمرنا سوا قبل الجواز او بعده لازم نعيش حياتنا من غير عقد او تخلف
لتحرك هي برأسها له تأكيدا علي كلامه قائله عندك حق ياحبيبي
ايه هي بقي المفاجأه يا حبيبي
فيتأملها
لتضع أروي بيدها علي حجابها الملفوف علي صيحات الموضه وخصلات شعرها تخرج منه هنروح الديسكو بالحجاب عادي مش هيبقي منظري وحش
فيضحك أحمد
فتتأمله أروي طويلا غير مدركه ما يقصده مش فاهمه انت تقصد ايه ياحبيبي
فيميل احمد علي احد اذنيها بمووت فيكي ياحببتي
فتتسلل كلمات ذلك الشرقي داخل أذنيها كما يتناثر الهواء وتصبح للدنيا عالم خاص بهم يحللون فيها الحړام وكأنه هو الحلال وينظرون للحلال وكأنه هو من يكبت حريتهم ولكن كما سنتفاوت في درجات الجنه بعقولنا المتيقنه بأن كل ما يمنعنا عنه الخالق هو من
أجل جزائنا بجنته في النهايه سنتفاوت أيضا في درجات الڼار بعقولنا التي تبحث عن الحړام لكي ترضي اهوائها
أقتربت ريما منها بأشفاق وهي تري أرتعاش جسدها القوي قائله مريم فيكي ايه من ساعة مارجعت من المطعم وانا لقياكي علي الحال ده انتي ليه مروحتيش المطعم جون اللعېن ما هيصدق
لترفع مريم وجهها من بين ساقيها انا عايزه أرجع مصر يا ريما
فتتأملها ريما قليلا قائله هترجعي لمين لجوز امك اللي مش عايزك في بيته وامك ڠصب عنها مش قادره تقول حاجه عشان متخسرش حياتها وولادها التانين ولا لعمتك اللي طردتك عشان خاڤت هي وبنتها لتسرقي خطيب بنتها ولا عمك اللي كلمك مره وقالك هيبعتلك تذكرة طياره ع لأمريكا عشان تيجي تعيشي معاه وبعدين مسألش فيكي حتي رقمه غيره هترجعي لمين قوليلي
لتتطلع اليها مريم طويلا قائلة بضعف وخوف انا تعبانه اووي ياريما اول مره احس اني ضعيفه اوي قدام الدنيا طول عمري بقول لنفسي لازم اقف
واقوم مهما حصل وافضل ديما الانسانه اللي عمرها مايأست من رحمة ربنا
فأقتربت منها ريما وأحتضنتها بقوة قائله مش انتي قولتي هتعلميني ازاي أصلي أيه رأيك نقوم نصلي سوا هاا هترفضي طلبي وتفضلي قاعده بټعيطي
لتتأملها مريم بسعاده وهي تمسح دموعها ياا ياريما اخيرا عارفه دلوقتي بقي احنا بقينا نساعد بعض كل ما واحد فينا هيضعف التاني هيقويه
لتضحك ريما