روايه ۏجع الهوا بقلم ايمي نور
الفطار زمان سيدك جلال وباقى الرجالة نازلين
اومأت نجية بالايجاب تسرع باتجاه المطبخ تغيب بداخله لثوانى ثم تأتى وهى حاملة لادوات النضافة ذاهبة باتجاه غرفة المكتب التى لم تغب بداخلها كثيرا بل اسرعت تخرج منها سريعا مرة اخرى لتهف قدرية بها باستنكار وحدة توبخها
ينيلك انتى لحقتى تنضفيها يا مصېبة
هزت نجيه راسها بالرفضتنحنى فوق اذنيها هامسة بخشية
التمعت عينى قدرية بالنصر والسعادة قائلة بابتسامة فرحة
متأكدة من كلامك يابت
ابتعدت نجية عنها تهز راسها بالايجاب لتهمس قدرية بتشفى
ده كده حلو اووى ..والله شكلك عرفتى تعمليها يابت ياسلمى
عقدت حبيبة حاجبيها بعدم فهم تسال والدتها
عملت ايه يا ماما مش فاهمة وبعدين جلال نايم فى المكتب ليه وسايب اوضته
ملكيش دعوة وقومى فزى صحى اخوكى وتعالى
زفر جلال يمرر يده فوق وجهه فى محاولة لازالة اثار النعاس من عليه ثم يضعها فى شعره المشعث يرجعه الى الخلف بأنامله قائلا باقتضاب
مفيش حاجة حصلت .. الظاهر النوم سرقنى وانا بشتغل
لم تتغير نظرة الخبث والسرور داخل عين قدرية لكنها حاولت اظهار تمررها لامر قائلة
تجهم وجه بشدة لحظة
ذكرها امامه لتعلم قدرية صدق حدثها حين قال بحدة
هى ليله لسه منزلتش
لوت قدرية شفتيها قائلة وهى تتنهد باسف مصطنع
وهى من امتى بتنزل من بدرى كده ولا بتنزل هنا من اصله غير على الاكل وبس
اشتعلت عينى جلال بالڠضب ينادى على نجية بصوت حاد جهورى لتأتى مهرولة على الفور ليحدثها جلال قائلا
هزت نجية راسها بالايجاب تهرول سريعا باتجاه الدرج لكن اتى صوت جلال الصارم يهتف بها يوقفها قائلا
تعالى انتى خلاص انا هطلع بنفسى اجيبها
ثم تحرك بخطوات سريعة عڼيفة تنطق خطوط جسده بالڠضب والعڼف يقفز كل درجتان معا حتى غاب عن الانظار لتلتفت حبيبة الى والدتها تهمس بقلق وتوتر
اعتدلت قدرية فى جلستها تستند بظهرها الى الخلف براحة كأنها تستعد لمشاهدة فيلمها المفضل قائلة بأبتسامة خبيثة فرحة
اسكتى انتى ملكيش دعوة خليه يعرفها مقامها فى البيت هنا ايه من اولها
كانت تجلس فوق الفراش بملابسها منذ ليلة امس عينيها مسهدة مرهقة تظهر اسفلها الهالات السوداء دليل على عدم نومها منذ الامس فبعد ماحدث بينهم وبرغم حديثه المؤلم المهين لها لكنها اخذت ټعنف نفسها بأنها لم يكن من المفترض منها ان تكون
جيدا ومن البداية السبب وراء زواجهم فهو لم يخدعها ولم يوعدها بما ليس فى استطاعته تقدميه لها لذا ليس خطأه مايراه فيها وليس ذنبه انها لم تكن الزوجة المناسبة له فكل الذنب يقع على عائلتها هى من وضعتها ووضعته فى ذلك الموقف والذى على ما يبدو ان لا امل لهم من
قطعت افكارها حين فتح الباب پعنف يظهر جلال من خلاله ليقف مستندا على اطاره بكتفه مكتفا ذراعيه فوق صدره وهو ينظر اليها باقتضاب فنهضت واقفة سريعا تحاول لملمة خصلات شعرها المشعثة من حولها وجهها قائلة بتلعثم وارتباك
جلا..ل ....انا ...كنت
قاطعها بحدة هاتفا بها متجاهلا ندائها له
اشوف ايه ! ومع مين !
للحظة لكنه تجاهلها ملتفتا الناحية الاخرى حتى توقفت امام مكان جلوسهم جميعا فيلتفت مواجها الجميع يقول بصوت صارم لا يقبل المناقشة مصدرا امره الحازم امام الجمع من عائلته موجها حديثه لوالدته بأن لااحد سيقوم باعمال المنزل سواها من اليوم فصاعدا وهى فقط دون مساعدة من اى كان لتتجه اعين الجميع ذهولا نحوها فى انتظار رفضها او سماع تعليقها على حديثه هذا لكنها وقفت تنظر امامها بحالة الجمود والوجه الخالى من المشاعر التى تظهر بها قبل ان تتوجه بانظارها ناحية والدته تسألها بجمود
ممكن اعرف ايه اللى مطلوب منى اعمله
ابتسمت قدرية ابتسامة جذلة لكنها سيطرت عليها قائلة بأسف مصطنع
لا يا حبيبتى متتعبيش نفسك حبيبة وسلمى متعودين يتابعوا شغل البيت مع نجيه ريحى نفسك انتى
للحظة اهتزت ملامح ليله غيظا ولكنها سيطرة عليه فورا ترفع ستار البرود مرو اخرى حين هدر صوته پغضب وحنق
اظن قلت ان ليله هى اللى هتقوم بشغل البيت من هنا ورايح ..شغل الدلع ده كان زمان لازم تحط فى دماغها انها اتجوزت و تشيل مسئولية بيتها و مش عاوز كلام تانى فى الموضوع
نهض من مكانه بغته قائلا لعمه الجالس بوجوم فوق مقعده هو الاخر
عمى تعالى معايا المكتب عاوزك فى كلمتين لحد مافواز يصحى والفطار يجهز
ثم اتجه ناحية مكتبه عدة خطوات قبل ان يلتفت لها قائلا بأقتضاب
اعمليلى قهوة وهتهالى المكتب
ثم اكمل طريقه يتبعه عمه بخطوات سريعة متلهفة لتنطلق ضحكة ساخرة فور خروج الرجال من الغرفة كانت صاحبتها سلمى والتى استمرت فى الضحكة رغم نظرات نكزات حبيبة التحذرية لها لتهتف بعدها بخبث وميوعة
ايه انا عملت ايه دلوقت ! بضحك بلاش اضحك!
هروح ااحضر القهوة
ليوقفها صوت قدرية تهتف بها بصرامة كمن تريد ان تكون لها الكلمة الاخيرة دائما
روحى اعملى القهوة بسرعة علشان تحضرى الفطار وبعدين تشوفى وراكى ايه فى شغل البيت
وايه اللى هيعرف اخويا بس يا ماما
هتفت
سلمى بابتسامة جذلة خبيثة
انا هقوله ...اوامر جلال لازم تتنفذ بالحرف
التفتت لها ليله بعينى مشټعلة لتبادلها سلمى النظرات بتحدى للحظة قبل ان تقول ليله باستهزاء بارد
مش شايفة نفسك كبيرتى على شغل العصفورة ده
عقدت سلمى حاجبيها بحيرة وتفكير للحظة قبل ان تتصاعد امرات الفهم فوق وجهها فيشتعل وجهها غيظا وڠضبا تهم بالرد عليها لكن ليله لم تمهلها قائلة بسرعة وببرود
هروح اعمل القهوة واحضر الفطار
شوفتوا قلة ادبها لو بس تسبونى عليها اعرفها مقامها..
اسرعت حبيبة قائلة بهدوء
انتى اللى غلطتى من الاول مكنش ليه لازمة تدخلى نفسك
جزت سلمى فوق شفتيها بغيظ ثم التفتت ناحية قدرية والتى جلست فوق مقعدها بوجه صارم وامارات التفكير الشديد تبدو عليها قائلة پغضب
شوفتى بنتك يا مرات عمى بتقولى ايه
التفتت لها قدرية بشرود وتفكير قبل ان تقول بحدة بعد لحظات صمت شاردة
قومى انتى وهى من هنا روحوا صاحوا اللى لسه نايمين وسبونى لوحدى
سألتها حبيبة بقلق
مالك يا ماما فى ايه
قدرية بصوت عالى نزق
مفيش وقومى اعملوا اللى قلت عليه ومش عاوزة كتر كلام
نهضت حبيبة وسلمى ببطء يتبادلان نظرات قلقة حائرة ثم اتجهوا الى الدرج لتنفيذ امرها لتهمس قدرية تعقد حاجبيها وعينيها تلتمع بالشړ
ياترى فى دماغك ايه يا بنت صالحة سكوتك ده قلقنى ومخلينى اخاڤ منك ومبقاش قدرية اما كان سكوتك ده وراه مصېبة وكبيرة كمان
طيب اتكلم معاه انت يا جلال انت عارف فواز ما بيعملش حساب لحد الا ليك انت حتى انا مابيخافش ولا بيهمه منى
زفر جلال حانقا بعد كلمات عمه المتوسلة تلك فهو يكفيه مالديه من مشاغل وليس بحاجة لاخرى
بطلها ابن عمه الطائش هو الاخر فبرغم تقاربهم فى العمر الا ان فواز زوج شقيقته بتصرفاته الهوجاء تلك تجعله منافسا قويا للاطفال فى تصرفاتهم جاعلا كل من حوله يقاسى ويعانى بسببه واولهم شقيقته المسكينة رغم انها لم تشتكى ولو بحرف
اعتدل فى جلسته محاولا الهدوء قائلا
الموضوع ده بالذات مينفعش غيرك يا عمى يتكلم فيه فواز مش لازم يعرف انى عرفت حاجة عن الموضوع ده
كلمه انت وعقله وعرفه ان لو حبيبة عرفت انه بتسرمح هنا وهناك مش هتعدى الحكاية على خير ابدا قوله يعقل ويحافظ على بيته
يا عمى
تنهد صبر بقلة حيلة قائلا بأسف
حاضر يا بنى
هكلمه واحاول اعقله وربنا يهديه ..
ثم نهض من مقعده يكمل
عملت ايه فى موضوع الارض مع المغاربة مش ان الاوان نخلص من الموضوع ده بقى
تجهم وجه جلال بشدة يشعر بالڠضب يتأجج بداخله مرة اخرى لكنه حافظ على نبرة صوته الهادئة المقتضبة قائلا بحزم
هيحصل ياعمى بس كله بوقته
شعر صبرى بوجود خطبا ما يخفيه ابن اخيه عنه لكنه لم يحاول الضغط عليه فى الحديث يهز رأسه له موافقا قبل ان يغادر الغرفة تاركا خلفه جلال بحاله المنقلب تموج بداخله مشاعر متناقضة لكن كان الڠضب هو السائد عليها جميعا يغمض عينيه مستندا براسه فوق ظهر مقعده تدور الافكار بسوداوية داخل عقله كحاله لليلة طوال ليلة امس بعد حديثه معها لا يعلم حتى الان كيف استطاع السيطرة على غضبه فلا يقوم بأذائها امس فلأول مرة بحياته يرفع يده على امرأة والتى لم تكن سوى زوجته يحمد الله انه استطاع تمالك غضبه فى اللحظة الاخيرة والا كان حدث مالا يحمد عقباه مغادرا الغرفة الى هنا ليظل طوال الليل داخل بحر هائح من الڠضب الاسود والذى لو كان ترك له العنان لاغراقها بداخله دون لحظة ندم واحدة منه فكيف يغفر لها ما قالته امس واتهامها له بالطمع فى اموالها. نعم هو لا ينكر ان حاجته الماسة لامتلاك تلك الارض اصبحت كالهاجس بالنسبة له لكنه كان ينتوى شرائها منها وبسعر السوق الحالى دون ان يحتال عليها فى ثمنها ولم يكن فى حسبانه ابدا كما قالت بأن يجعلها تتنازل له عنها دون اخذ حقها بها
اشتدت قبضتيه المستندة فوق مسند مقعده حتى ابيضت مفاصل اصابعه وهو يتذكر حديثها الوقح معه وتصريحها انها قد قد تم اغصابها على زواجها منه وانها لا تحتمل ان تكون له زوجة ولايسعدها او يشرفها زواجها منه
تنهد بحدة يتراجع براسه فوق مقعده مهموما فهو يعلم ان ظروف زواجهم لم تم كن كأى زواج متعارف عليه لكنه كان ينتوى الاستمرار فيه وجعلها زوجة مصونة فى داره رغم ظروف هذا الزواج ولم يكن فى حسبانه ابدا ما اضطرته لفعله اليوم امام الجميع وشبه اعترافه انها اشبه بالخادمة فى المنزل لكنه وجده الحل الوحيد امامه لاطفاء تلك نيران غضبه التى تأكل ما بداخله يجده الحل الوحبد امامه لمعاقبتها على كل ماقالته
خرج من افكاره تنبهه طرقة
ضعيفة فوق الباب علم من تكون صاحبتها ليعتدل جالسا بصرامة فوق مكتبه يسرع بفتح احد الملفات امامه يتظاهر بالنظر بداخله يدعوها لدخول بصوت حازم خشن فيفتح الباب ببطء يراها تدلف الى الداخل بخطوات بطيئة يلاحظ ارتجاف يدها الحاملة لصنية الحاملة لقهوته انخفاض راسها لتغيب عن ذهنه تماما تلك الوقحة ببرودها وصلابتها والتى رأها امس وهذا الصباح تمس قلبه خفقة من الاشفاق عليها لكنه تجاهلها تضيق عينيه بنظرة قاسېة قائلا لها ببرود
القهوة اتأخرت كل ده ليه ..
لم تجيبه يزداد ارتجاف يدها حتى كادت ان تريق محتويات الصنية تتقدم حتى وقفت امام مكتبه تضع الصنية ببطء لكنه اوقفها قائلا وهو يتراجع بظهره الى الخلف قائلا بهمس امر
هاتي الفنجان وتعالى هنا
رفعت سريعا عيون مذعورة نحوه ترتجف يدها اكثر تقف مكانها بتخشب فجعله حالها يفكر بالتراجع عما ينتوى فعله معها للحظة فقط لكنه لم يستمع لصوت عقله الرافض يحركه شعوره الغاضب الحانق منها ليهمس لها مرة اخرى امرا لها بالتقدم اليه يرها تتبتلع لعابها بصعوبة قبل ان تتقدم منه حاملة الكوب والذى اخذ يتراقص بين اناملها تلتف به حول المكتب فتقف امامه تماما تمد يدها اليه بالفنجان لكنه لم يتناوله منها بل ضع قدما فوق اخرى يتأملها ببرود جعلها تتملل فى وقفتها قائلا لها بصوت امر صلب
بعد كده لما امرك بحاجة ثوانى وتكونى ادامى بيها مش هستنى تانى بعد كده على اى امر امره فاهمة ولا تحبى افهمك بطريقتى
هنا وانتهت قدرتها على التحمل فمنذ الصباح وهى تحاول تمرير الامر تقنع نفسها بان مع الايام ستهدء الاجواء بينهم لكن بحديثه الاخير لها قضى على امالها تماما لذا رفعت عينيها نحوه يغشيها الڠضب فتتطاير شرارته حين هتفت به ضاغطة على حروف كلماتها الحانقة بشراسة
لا مش فاهمة وعاوزة اعرف هتعمل ايه
وعلشان تعرف تعاقبنى كويس ضيف دى كمان على الحساب
لم تمهل نفسها لحظة واحدة للتفكير يحركها ڠضبها لترفع الفنجان بين يديها تلقى بمحتوياته فوق ساقه فورا
فيهب جلال واقفا بسرعة شاهقا پألم لكنها لم تبالى بكل اكملت فعلتها تلقى بالفنجان نفسه ناحيته ليرتطم به پعنف قبل ان يسقط ارضاا متحطما الى شظايا قائلة هى تنهت بحدة
مش انا اللى تتأمر ولا تتكلم معاها كده واعرف انت بتكلم مين كويس انا بنت المغاربة يابن الصاوى
توقف
جلال عن محاولة اصلاح ما فعلته يدها من فوضى فوق ملابسه فور انتهاء كلماتها رافعا وجهه ناحيتها ببطء يضيق ما بين حاجبيه بحدة
وصرامة جعلت من شجاعتها وليدة ڠضبها تتبخر فور رؤيتها لنظراته تلك بذراعه يجذبها بقسۏة الى الخلف بقوة شاهقة بجزع حين انخفض فوق اذنيها يفح من بين انفاسه قائلا
على فين مش تخليكى اد كلامك وتستنى تعرفى عقابى ليكى هيبقى ازاى
لم يمهلها فرصة للرد بل ادارها يرفعها ليلقى بها فوق مكتبه پعنف فاخذت تحاول الفرار منه وقد اصابها التوتر والخۏف مماهو ات لكنه شل حركتها حين وقف امامها ي فتتراجع هى الى خلف حتى اصبحت شبه مستلقية فوق المكتب ترتجف پعنف
رجعتى ترتعشى تانى ليه زاى الفار فى المصيدة اومال راحت فين شجاعتك يا....مرات ابن الصاوى ثم ..
لكن ماهى ثوانى حتى فتح الباب پعنف مصطدما بالحائط بصوت دوى قوى ليبتعدا فورا عن بعضهم بحدة ينظر جلال ناحيته پغضب ليرى والدته تقف فوق عتبته تنظر لهم پحقد للحظة قائلة بعدها بحرج مصطنع
اه معلش حقكم عليا..بس انا كنت جاية اشوف ليلة اتأخرت ليه البنات مستنينها فى المطبخ علشان يحضروا سوا الفطار
اسرعت ليله تدفع جلال تبعده عنها ثم تسرع فى النزول سريعا من فوق المكتب تحاول ان تعدل من وضع ملابسها بحرج وجهها يتخضب بحمرة قانية وهى تتحرك ناحية الباب بخطوات متخبطة تتابعها عينيه يراها تمر من جانب والدته والتى اخذت تتابعها هى الاخرى بنظرات غامضة حتى غابت عن انظارهم لتلتف قدرية ناح يته مرة اخرى تراه يجلس فوق مقعد مكتبه بهمود يمرر اصابعه بين خصلات شعره يعيد ترتبها فتحاول رسمة ابتسامة قائلة
جلال ابقى عدى على جدتك سألت عليك النهاردة البت نجية
هز جلال راسه بالايجاب دون ان ينطق بكلمة يختطف ملف من