الجمعة 29 نوفمبر 2024

روايه خيوط العنكبوت بقلم فاطمه الألفي

انت في الصفحة 35 من 46 صفحات

موقع أيام نيوز


ما يحدث أولا بأول 
وظل مستند على الفراش بظه ره فقد جفاه النوم بعد تلك المكالمة 
تطلع لتلك النائمة بجواره التي حرمته من قضاء ليلتهم الأولى معا وتنام جانبه قريرة العينين لا تحمل لدنيا هما ولن تحمل جبال من الهموم مثلما هو
يحملهم على عاتقه وزاد الحمل فلم يعد لديه قدرة على الصمود والثبات كان يود أن يفتح لها قلبه ويخبرها عن كل الاسرار الذي ډفنها بداخله ليجعلها تشاركه احزانه وتخفف عنه فهو بأمس الحاجة إليها ولكن كبريائه يمنعه من الضعف والاستسلام فهو لم يعتاد إلا على إظهار قوته فقط 

أراح رأسه بجانب راسها وهمس بصوت خاڤت 
لو تعرفي حقيقتي هتعذريني نفسي احكيلك على كل اللي تابعني بس لسه ما جاش الوقت المناسب خاېف عليكي من الجاي 
تم نقل نور بسيارة أسعاف ورافقتها خديجة إلى المشفى لكي تطمئن على حالتها 
وعندما وصلت إلى المشفى تم دخولها على الفور لغرفة الطوارئ وفحصها فؤاد بعناية ثم فضل أن تستلقي بغرفة خاصة ومتابعتها بإتقان من أجل سلامتها وسلامة الجنين 
وبعد أن انتهى من عمله كطبيب قرر أن يهاتف رب عمله لكي لا يغضب عليه وبالفعل وضع الهاتف على أذنه يستمع للرنين على الجهة الأخرى 
في ذلك الوقت نهض سليم من جانب حياة لكي لا يقظها ووقف بشرفة الغرفة وهو يجيب على الهاتف بانصات
يستمع للطرف الآخر 
وبعد أن علم بأن وضع الجنين بخطړ زفر أنفاسه بضيق وقال بلهجة صارمة
شوف شغلك يا فؤاد ومدام نور تفضل تحت رعايتك لم وضعها يستقر 
أمرك يا باشا ثم أردف قائلا
بس حابب ابلغ حضرتك أن الحمل ضعيف وممكن نفقده
ضيق حاجبيه بضيق ثم قال بصوت حاد 
هو مش انت دكتور ولا انا بتهيالي شوف محتاجه ايه ووفرهولها اعمل اللي عليك والمطلوب منك وبس تفضل تحت عنيك في المستشفي لم حالتها تستقر ومش هقرر كلامي تاني يا فؤاد
ثم اغلق الهاتف دون أن يستمع لرد فؤاد
فتح حياة عينيها أثر نسمة الهواء التي لفحت بوج هها راقبته وهو يتحدث بالشرفة عبر الهاتف نهضت مسرعا تريد أن تعلم ما الحديث الهام الذي يجعله غاضب بهذا الحد حاولت أن تسترق السمع لتعلم ما هي مخطاطته الجديدة في الأعمال المشبوة
كان يغادر الشرفة بعدما أغلق الهاتف بينما حياة تقترب من الشرفة وحدث بينهما تصادم كادت أن تسقط أرضا على ظه رها ولكن كانت ذراعيه الأقرب إليها وحاوط خصرها يمنعها من السقوط
جف حلقها بسبب توترها والام ساك بها ظنت بأنه رآها تحاول أن تنصت لحديثه 
قرر هو التلاعب باعصابها وهي بين احض انه 
عاجبك الوضع ده انا معنديش مانع
ابتعدت عنه وقالت پحده 
وقح 
أعطته ظه رها لتبتعد ولكن جذب رسغها وقبض بقوة عليه عادها إليه ثانيا ونظر لعيناها بثبات قائلا بلهجة واضحة 
مش هقبل بلسانك الحلو ده يتطاول عليه صدقيني مش هتردد لحظة أن أخرسه وبطريقتي
ثم تركها وعاد إلى الفراش متجاهلا نظراتها المشټعلة التي ترمقه إياها تبسم لها بلامبالاة وتسطح الفراش وهو يدندن اغنية مازال لحنها يتردد على مسامعه منما زادها ڠضبا تركت له الغرفة ودلفت داخل المرحاض لكي تتوضا وتنتظر أذان الفجر لكي تصلي فرضها وتتلو سورة البقرة كما اعتادة فعل ذلك في الآونة الأخيرة 
وعندما تطلعت لانعكاس صورتها بمرآة الحمام رأت عينان تتوهج من ڼار مشټعلة تحدجها بنظرات غاضبة صړخت بفزع ووضعت ي دها على مقبض الباب بينما صوت صړاخها وصل لمسامع سليم فز من اعلى الفراش بقلق ووقف أمام
باب المرحاض ووضع ي ده على المقبض يفتحه بتوجس وجدها أمامها وهي تلهث أنفاسها كأنها كانت داخل سباق للركض وخرجت صوتها بصعوبة 
في حد جوة أنا شوفت عنية بتبص عليه 
أهدي ما فيش حاجه دلف لداخل المرحاض لكي يطمئنها بأنه فارغ وليس يوجد احد ثم عاد اليها وجد ج سدها يرتجف ومازالت تتحدث بهسترية 
والله عنية ڼار وبتبص عليه بغل 
ربت على ظهرها برفق وأمسك بذراعيها لكي تسير إلي حيث الفراش جلست على أطرافه وعينيها تتلفت هنا وهناك پخوف ثم وضعت كفيها على وجهها وانسابت دموعها تبكي بمرارة وقالت من بين دموعها 
أنا كنت ارتاحت من الکابوس ده ليه أنا تاني أشمعنا أنا 
وقف أمامها عجزا عن تهدأتها ولا يعلم بماذا يفعل لها فهو يصدقها كما أخبره والدها بأنها لم تتعافى تماما من ذلك السحر اللعېن بحث من بين اغراضة عن مصحف ولكن لم يجد فتح الهاتف خاصته وبحث عن تطبيق المصحف المرتل وعندما وجده بدء باشعاله ليصدح سورة البقرة بارجاء الغرفة وجلس بجانب حياة ووضع الهاتف اعلى الفراش لكي ترتاح منما هي تشعر به الآن 
بعد مرور نصف ساعة وجد راسها تميل على كتفه علم بأنها ذهبت في النوم حاوطها من ظه رها وظل جانبها واغلق الهاتف من ترتيل القران وضغط زر الاتصال بشقيقه 
ولكن مازال شقيقه هاتفه مغلق زفر بضيق وألقى الهاتف اعلى الفراش ثم القي بج سده هو الآخر فهو يشعر بالارهاق وجذب حياة لتتوسد ص دره ولازال كتفه محاوطها بتملك وكأنه يخشى فقدانها 
أشرقت شمس الصباح وبد يوم جديد نهض أسر من فراشه بعدما طبع ق بلة حانية أعلى وجنة ميلانا وبحث عن هاتفه ليجد الساعة الثامنة صباحا وموعد الطائرة الخاصة بشقيقه الساعة العاشرة
نهض مسرعا ينعش ج سده بالماء وابدل ثيابه ثم دنا من زو حته يحاول ايقاظها برفق لكي تستعد هي الأخرى لأنهم سيقيلون شقيقه وزو جته إلى المطار 
دنا من وجهها والآخرى يهمس باسمها 
ميلو قلبي صحي النوم يا روحي 
فتحت عيناها بنعاس على بسمته الجذابة وصوته الهامس 
صباح الخير على أجمل ما رأت عيني
نهضت تعانقه بحب وتجيبه قائلة 
يسعد صباح ها الوجه الحلو 
ولا ما حد حلو غيرك يا قلبي أنا
ثم أردف قائلا 
اجهزي بسرعة عشان هنوصل سليم وحياة المطار 
نهضت مسرعة وهي تعطية ق بلة في الهواء وهو يبادلها الإبتسامة بسعادة ثم التقط هاتفه واعاد تشغيله ليتفاجئ بعدة اتصالات من والدته أمس ومن شقيقه ايضا شعر بالقلق وعلى الفور تحدث مع شقيقه 
اجابه سليم بهدوء 
صباح الخير يا عريس صبحية مباركة
الله يبارك فيك طمني هو في ايه لاقيت اتصال من ماما امبارح ومنك خير في حاجة حصلت
زفر أنفاسه بهدوء وقال 
نور تعبانة وفي المستشفى من امبارح
ودي خطة منها عشان اقعد جنبها ولا ايه 
لا هي تعبانة فعلا وانا بعت لها عربية
إسعاف والدكتور فؤاد متابع حالتها 
هتف أسر بجمود 
خلاص بعد ما نوصلكم المطار هنطلع على المستشفى نطمن عليها 
تمام وأنا جاهز عشر دقائق ونتحرك
أغلق الهاتف ورفض أن يخبره بأن الجنين من المحتمل أن يفقده 
كانت حياة تستمع له عندما فتحت عيناها ووجدت نفسها نائمة على ص دره نهضت مسرعة وعندما شعرت بايفاقته تصنعت النوم 
اعتدلت في نومتها وتلاقت أعينهم بصمت
قطع سليم ذلك الصمت قائلا بصوت دافئ
عاملة ايه دلوقتي أحسن
تذكرت ما حدث معها فجرا فأومت له برأسها 
الحمد لله
طيب استعدي عشان ميعاد الطيارة وأسر وميلانا هيوصلونا المطار 
نهضت تدلف لداخل المرحاض توضت وغادرت مسرعة وصلت الفجر الذي فاتها ثم صلت الضحى ووقفت أمام المرآة تضبط حجابها بيمنا هو كان ارتدى حلته الرمادي وجلس بمقعدة المتحرك وغادرو الجناح سويا ليلتقون بشقيقه أسر وزو جنه أيضا بالردهة اقتربت الفتيات يعانقون بعضهما بينما الشبان يتهامسان بالذي حدث لنور 
بعد غضون دقائق كان يدلف أسر بسيارته داخل المطار مودعا شقيقه بالاحض ان واوصاه الأخير بالاهتمام بصحته وبوالدته بزو جاته ثم ضحك بصوت عال وبادلة أسر الضحك وقال مازحا 
قدري انتج وز أتنين 
ربت على كتفه
ربنا معاك ثم استرسل قائلا 
أشوف وشك بخير
وودعت حياة ميلانا أيضا ثم سارت بجانب سليم لكي يصعدون على متن الطائرة واستقل كل منهما مقعده وجلست حياة بجانب النافذة تتطلع منها للخارج وعندما أقلعت الطائرة ظلت شاردة بالسحب وفي مصيرها القادم التي لا تعلم عنه شيء أما عن سليم فقد كان منشغلا بأمر هام للغاية وتلك السفرة ستحدد مصيره القادم 
الفصل السابع والعشرون
داخل المشفى
بعدما غادر المطار برفقة زو ج ته قاد سيارته إلى حيث المشفى الخاصة بوالده الراحل 
وبعد مرور نصف ساعة صفا سيارته أمام المشفى وترجل من سيارته وفتح الباب لكي تترجل ميلانا هي الأخرى تشابكت اي ديهم وهم يدلفون لداخل المشفى ووقف أمام الاستقبال يتسال عن وجود زو جته في أي الغرف 
نظرت فتاة الاستقبال لشاشة الحاسوب أمامها
ودقت باناملها الاسم الذي أخبرها به أسر
ثم عادت تنظر له واخبرته برقم الغرفة والطابق التي يوجد به نور 
شكرها أسر بامتنان وسحب كف ميلانا وسارو الي حيث المصعد ثم دلفوا لداخله وضغط زر 4 الطابق الذي يوجد به زو جته نور
وعندما توقف المصعد بالطابق المنشود وترجلا من داخله سار بحثا عن رقم الغرفة وعندما وجده تركت ميلانا ي ده وشعرت بالاحراج فلا تريد أن تغضب نور بوجودها تسمرت مكانها وقالت
أسر فيني اضل هون
ظل متم سك بي دها رافضا أن تظل وحدها ونتف قائلا بحب
من انهاردة أي دك مش هتسيب أي دي انتي فاهمة
وجودي هلا راح يزعل نور بيكفي شو صار فيها من تعب
ظلت متم سكة باصرارها لا تريد أحزان نور وهي تقدر تلك المشاعر وفضلت ان تنتظره 
طبع ق بلة حانية أعلى راسها ثم طرق الغرفة وولج لداخل
نهضت والدته تستقبله باحضانها وتبتسم له مباركة له زو اجه وتسأل عن شقيقه الذي أخبرها بأنه اوصله للمطار قبل أن يأتي لهنا ثم تسأل هو بدوره عن حالة نور
نور عاملة ايه
تنهدت بضيق وقالت
والله يا بني ما عارفه امبارح بالليل كانت عمالة تتلوي من بطنها ولم جينا على هنا الدكتور عمل اللازم بس قال تفضل تحت الملاحظة يومين واخدت مسكن وعلقت محلول ولسه نايمه
تنهد بعمق وهو يطالعها وهي ممدة على الفراش بسكون تام وملامح وج هها شاحبة لوهلة دق قلبه متلهفا عليها واقترب منها بهدوء وجلس بالمقعد المجاور لفراشها تفرست عيناه ج سدها وتوقفت مقليه وهي تعانق احشائها هنا يرقد طفله يود أحتضانه والشعور به يتمنى لو يضع كفه يلام س طفله وهو برحم والدته ابتسم لتلك الأمنية وبالفعل رفع كفه ووضعه برفق على احشائها شعرت نور بملم س يده ابتسمت داخلها بسعادة فهذا الوتر التي ستلعب عليه في الفترة القادمة 
غادرت خديجة الغرفة لكي تترك لهما مجالا للحديث فهي
مازالت زو جته وتحمل باحشائها طفلا منه وهو البذرة المشتركة بينهما وستظل بينهما إلى تنتهي أعمارهم 
التقت بميلانا التي ض متها إليها بحب وقررت ان تأخذها لتناول الإفطار معا بكافيتريا المشفى 
اما عن أسر فشعر بنبض خاڤت أسفل كفه ووجد نور تفتح عيناها بذلك الوقت همس بمشاعر متخبطة مزيج من الفرح والتوتر والقلق معا وقال بصوت متلهف سعيد
نور انا ح سيت بنبضه كأنه ح س بيه هو كمان
لاحت ابتسامتها وفضلت اللعب على أعصابه وهمست برقة
 

34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 46 صفحات