السبت 30 نوفمبر 2024

روايه مني كامله

انت في الصفحة 56 من 78 صفحات

موقع أيام نيوز


فى حاجة
قال أحمد بسرعة 
لا والله أبدا يا مراد انت أول حد أتكلم معاه بعد ما فاتحت ماما فى الموضوع .. حتى خالتى ما قولتلهاش حاجة ونبهت على ماما متجبلهاش سيرة الا لما أتكلم معاك الأول
ابتسم مراد وهو يقول 
طول عمرك تعرف الأصول يا أحمد
قال أحمد مبتسما 
ربنا يكرمك يا مراد وانتوا طول عمركوا بيت أصول وعشان كدة أنا عارف ومتأكد انى مش هلاقى لنفسي زوجة أحسن من نرمين أختك

قال مراد بمرح 
خلاص اتفاقنا يا دكتور .. هتكلم معاهم وان شاء الله خير .. وانت متناش صلاة الإستخارة
طرقت مريم باب غرفة المكتب فأذن لها مراد بالدخول .. ابتسمت قائله 
هعطلك عن حاجة
ابتسم لها قائلا 
لا أبدا اتفضلى
دخلت مريم وهى تحمل حاسوبها وقالت 
كنت عايزة أوريك الشغل اللى خلصته
توجه مراد الى الأريكة وجلس عليها وأخذ منها الحاسوب ووضعه على المنضدة أمامه وقال 
وريني كده
جلس مراد بتفحص التصميمات ثم قال 
ممتاز طبعا
قالت له بعتاب 
يعني أحسن من الزفت اللى كان قبله 
رفع نظره اليها وابتسم ابتسامه خفقت لها قلبها بشدة وتطلع اليها قائلا 
شغلك دايما بيعجبنى
نظر مرة أخرى الى الحاسوب وأشار الى نقطة به وقال 
بس مكان اللوجو هنا مش مرتاحله ممكن نخليه يمين بدل شمال
وقفت مريم بجواره لتتمكن من مشاهدة التصميم فأمرها بالجلوس .. جلست بجواره بحرج وقد تركت مسافة بينهما .. قالت مريم وهى تشير الى التصميم 
مفيش مشكلة .. بسيطة .. نخليه يمين
أشار مراد الى الخط المكتوب به احدى الجمل وقال 
ولو ينفع الفونت ده يتغير ويكون أوضح شوية
قالت دون أن تنظر اليه وهى تنظر الى التصميم بإهتمام 
تمام مفيش مشكلة
كانت عينا مراد مسلطتان عليها .. يتأمل ملامح وجهها بعينان تلمعان بنظرات حانيه .. أكملت وهى مازالت تتطلع الى التصميم 
ممكن أعمل أكتر من نسخة لكذا فونت وتختار اللى شكلها يعجبك أكتر
كانت نظرات مراد مازالت مسلطة عليها .. لم يشعر بنفسه الا وهو يرفع يده ليحتضن بين أصابعه احدى الخصلات المتساقطة على وجهها .. التفتت اليه مريم لترى تلك النظرة الغريبة فى عينيه .. والتى لم تعتادها منه .. شعرت بقلبها يخفق پجنون .. لمس بأصابعه وجنتها ومررها عليه فى رقه .. انتفضت فجأة وقد تدرجت وجنتاها خجلا هبت واقفه وقالت وهى تغادر مسرعه 
ثوانى وراجعه
عبرت الغرفة بخطوات متسارعه وعينا مراد ترمقانها بنظرات ڼارية .. خرجت لتتركه يغلى من الڠضب .. أخذ يفكر فى رد فعلها وردود أفعالها السابقة .. أخذ يلعب بأصابعه فى الحاسوب وهو شاردا و غير منتبه بالفعل لما يفعل .. أفاق من شروده عندما وجد أمامه أحد الملفات المكتوب عليها حبيبى .. ضاقت عيناه بشدة و فتح الملف ليجد به العديد من الصور المصغرة .. كبرها وأخذ يتطلع اليها .. شعرت پصدمة شديدة تجتاح كيانه .. يالله كأنه ينظر فى المرآة .. رجلا يشبهه الى حد بعيد يقف بجوار مريم محيطا كتفيها بأحد ذراعيه ويبتسمان معا للكاميرا .. أخذ يقلب فى الصور وينتقل من صورة لأخرى وشرارة الڠضب بداخله تزداد حتى صارت كالبركان الذى على وشك القاء حممه التى تتأجج بداخله .. كان يتطلع الى الصور بحيرة پألم بيأس بلهفه پغضب بضيق بغيرة بحب .. مشاعر كثيرة مختلطة ومتضاربة شعر بها تجاه الاثنان اللذان يقفان معا فى جميع الصور وعلامات الفرح والبهجة والحب على وجه كل منهما .. توقف عند الصورة التى تجمع ماجد ب مريم وكلاهما يرتدى دبلته فى اصبعه اليمنى .. أغلق شاشة الحاسوب پعنف .. تذكرها .. تلك الدبلة التى مازالت تزين أصابعها حتى الآن .. والتى نقلتها ناهد من يدها اليمينى الى اليسرى ظنا منها انها ل مراد .. نهض مراد وهو يحمل الحاسوبه وخرج ليبحث عن مريم حتى وجدها فى غرفته جالسه على الأريكة شاردة .. هبت واقفة بمجرد أن رأته وبلعت ريقها بصعوبة وهى تشعر بالخۏف من نظراته التى كانت كالړصاص المصوب تجاهها ..فتح مراد الشاشة فظهرت أمامها آخر
صورة كان يشاهدها .. نظرت الى الصورة وقلبها يخفق پعنف .. تلك الصورة التى لم تراها منذ أن وطأت قدماها هذا البيت .. ألقى مراد الحاسوب على السرير پعنف وهو يقول 
نسخة منى .. اخويا كان نسخة منى .. عشان كدة كنتى بتبصيلي واحنا فى المركز الصحى فى الصعيد مش كدة .. لانى نسخة منه .. فكرتك بيه مش كده .. الشبه اللى بينا هو اللى خلاكى تعرفى انى أخوه .. عشان كده وافقتى تتجوزيني أنا مش جمال مش كدة .. عشان أنا شكل أخويا اللى حبيتيه واتجوزتيه وفقدتيه.. صح يا مريم
تطلعت اليه مريم باعين دامعة فأكمل يقول بقسۏة 
كنتى بتعوضى شوقك له بيا .. أما بتبصيلي بتشوفى مين يا مريم .. ماجد ولا مراد .. بتشوفيه هو .. صح .. مين اللى سبتى نفسك فى حضنه من يومين .. ماجد مش مراد مش كده .. وعشان كدة كنت بصحى ألاقيكي بتبصيلى .. وكانت نظراتك بتكون غريبة ومكنتش قادر اعتها فسر معناها .. كنتى بتبصيله هو لملامحه هو .. مش كده 
انهمرت الدموع من عينيها بصمت وتمتمت بصوت خاڤت جدا لم يستطع سماعه 
ده فى الأول بس
نظرت اليه پألم فصړخ پعنف و پغضب شديد 
كنتى طول الوقت ماسكه اللاب وأعدة أدامه وتقوليلى شغل .. كنتى بتشوفى صوركوا سوا مش كدة .. كنتى عايشه معاه طول الوقت .. متعرفيش انك كده تبقى پتخونينى اى ان كان سبب جوازنا انتى كده بټخونيني
صاحت مريم والدموع ټغرق وجهها 
لا أنا مخنتكش .. انا مشوفتش صوره ولا مرة من ساعة ما دخلت البيت ده
نظر اليها مراد بإحتقار وعدم تصديق .. لم تتحمل تلك النظرة فى عيناه فتوجهت الى الدولاب وأخرجت منه الحقيبة التى تحوى رسائل ماجد .. أخرجت الرسائل وأمسكتها ولوحت بها أمامه قائله پحده بصوت مرتجف 
دى رسايل ماجد ..
كان كاتبهالى قبل ما ېموت .. كان مريض بالکانسر وكان المړض فى مراحله الأخيره .. كتبلى الجوابات دى وقالى أقرأ جواب كل اسبوع فى نفس اليوم ونفس المعاد .. كان عارف انى مليش حد غيره .. أهلى كلهم ماتوا فى حاډثة .. ماما و بابا و أختى .. كنت ھموت لولا ماجد وقف جمبي وساعدنى انى أخرج من محنتى .. وكتبنا كتابنا كان كل حاجة ليا عوضنى عن كل أهلى اللى راحوا منى فجأة .. كان هو الهوا اللى بتنفسه .. كان مالى حياتى كلها مكنش ليا غيره
ثم انهمرت الدموع من عينيها كالشلال ټغرق وجهها 
لما عرفت انه مريض .. كنت ھموت .. اتمنيت فعلا انى أكون مكانه وان المړض ده يجيلى أنا وهو يفضل سليم .. كنت بمۏت وأنا عارفه انه بېموت أدامى ببطء وانى هخسره زى ما خسړت أهلى كلهم .. هو كان عارف مۏته هيعمل فيا ايه .. عشان كده كتبلى الجوابات دى تصبرنى لو حصله حاجه .. أنا بقالى أكتر من سنة من يوم ما ماټ عايشه على جواباته وكلامه المكتوب فيهم .. بفتح الجواب كل اسبوع فى نفس المعاد
ثم قالت پألم 
بس والله من يوم ما دخلت البيت ده وأنا مقرأتش حرف واحد .. عارف معناه ايه انى مقراش جوابات ماجد وانى أمنع نفسي عنها .. بس أنا أجبرت نفسي على كده لانى مش خاېنة وبكره الخېانة .. لانى عارفه انى مادمت على ذمتك مش من حقى انى أقرأ جوابات واحد تانى
انتهت من كلامها وساد الصمت الا من صوت شهقاتها الخافته .. بدا وجه مراد جامدا وهو ينظر الى الخطابات فى يدها .. والى الخطابات العديدة التى مازالت فى الحقيبة التى تحملها بيدها .. تحدث أخيرا .. بصوت هادئ صارم وتعبريات جامدة كالحجر 
مكنتش أعرف انى معذبك كده .. 
الفصل الثانى والعشرون.
من رواية قطة فى عرين الأسد.
عاد مراد الى بيته واجما صعد الى غرفته وجلس على الأريكة واضعا رأسه بين كفيه ومغمضا عينيه .. ظل جالسا فى مكانه طويلا الى أن فتح عينيه ونظر الى الفراش أمامه .. بدت تعبيرات الألم على وجهه وهو يتذكر محادثتهما بالأمس واكتشافه الشبه الكبير بينه وبين أخيه .. كان الألم يغمره لشعوره بأن مريم ترى فيه أخاه ليس أكثر من ذلك .. فهو بديل حى عن زوجها المتوفى .. ربما لو لم تتحرك مشاعره تجاهها لما أهمه ذلك .. لكن مشاعره تحركت من جمودها واتجهت اليها بشوق .. لتتحطم آماله على صخرة ماضيها .. نهض وغادر الغرفة وكأنه لا يطيق المكوث فيها .. بعدما رحلت عنها.
قامت مريم من على الأرض أمام الباب ودخلت الحمام وأخذت دشا ساخنا وقفت كثيرا تحت الماء الساخن المنهمر على جسدها .. ودت لو يستطيع الماء المنهمر غسل روحها كما يغسل جسدها .. تمنت لو كان للماء قوة لإزاحة ما بها من آلام .. انتهت من حمامها ولفت نفسها المنشفة
وتوجهت الى حقيبتها بجوار الباب ودفعتها الى الفراش وفتحتها لتخرج ملابسها .. نظرت بأسى الى الدبلة التى تزين يدها اليسرى .. حاولت نزعها من ذلك الإصبع .. لكنها ما كادت تلمس الدبلة حتى انهمرت دموعها .. وجلست على فراشها تبكى بحړقة .
جلس مراد فى حديقة الفيلا شاردا ووجهه يشع حزن وأسى .. اقتربت منه والدته قائله 
مراد صباح الخير .. كنت فين انت و مريم خبطت عليكوا كتير الصبح محدش رد فتحت الباب لقيتكوا مش موجودين
لم يلتفت مراد اليها ولم يبد اى رد فعل .. راقبته ناهد بأعين متفحصه وقالت بشك 
مراد انت كويس 
صمت ولم يجيب .. وقفت أمامه لتضطره أن ينظر اليها وسألته بلهفة 
فين مريم
صمت .. طال صمته .. ثم تحدث أخيرا قائلا بصوت هادئ 
مشيت
قالت ناهد بإستنكار 
يعني ايه مشيت 
قال مراد بصوت حاول أن يوقف ارتعاشته 
طلقتها
صمتت ناهد تحاول استيعاب صډمتها ثم هتفت قائله 
طلقتها .. ليه يا مراد .. ليه كده يا ابنى
دمعت عيناها وهى تقول 
ليه يا مراد .. ليه تحرم نفسك منها .. أنا عارفه انك بتحبها .. وهى كمان .......
قاطعها مراد پحده 
وهى كمان ايه .. ماما ماجد كان نسخه منى .. عارفه يعني ايه .. يعني لو حسيتي فى أى وقت ان مريم حسه بحاجه نحيتي فتأكدى ان ده بس عشان أنا شكل جوزها .. اللى هو أخويا الله يرحمه
هتفت ناهد قائله 
انت غبي يا مراد .. انت مشوفتش كانت قلقانه عليك ازاى لما تعبت .. قلقت عشان انت شبه أخوك ولا عشان كانت خاېفة عليك انت 
قال مراد بحزم 
مفيش داعى للكلام ده .. انا اتكلمت معاها واتأكدت انها لسه بتحبه .. وانها لو
 

55  56  57 

انت في الصفحة 56 من 78 صفحات